"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

بالصور.. حالات الإنتحار تخترق المجتمع المصرى..«تايمز»: المعدلات وصلت في مصر إلى 4200 حالة سنويا.. رجال دين يحذرون: «الإنتحار متعمدًا له جهنم وبئس المصير».. والأطفال تنضم للقائمة

صوت الأمة :

أحمد رمضان

“الشعب المصري متدين بطبعه”.. يبدو أن هذه العبارة التي تُستخدم كثيرا لوصف المصريين، أصبحت في حاجة إلى المراجعة، بعد أن تزايدت خلال الفترة الأخيرة حوادث الانتحار، حيث أصبح من الطبيعى أن نقرأ في الصحف بمعدل أسبوعى عن وجود حالة إنتحار وهو أمر لم يكن من السهل إستيعابه منذ عشر سنوات مثلًا.

4200 حالة انتحار سنويا
وفي هذا السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن معدلات الانتحار تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مشيرةً إلى أن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مرجعة تلك الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم ووزارة الداخلية في مصر أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا أغلبهم ما يترواح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر، احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.

انتحار الأطفال
كما أصدرت “المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة”، تقريرها الأخير بعنوان “دقوا ناقوس الخطر… ماذا بعد انتحار الأطفال؟!، حيث قالت المؤسسة في التقرير إنها وثقت 44 حالة انتحار أطفال، خلال عام 2015، حتى منتصف نوفمبر، تنوعت أسبابها بين النفسية والأسرية والاقتصادية والصحية.

وأشارت المنظمة إلى أن نسبة الذكور في حالات الانتحار التي رصدتها المؤسسة تجاوزت نسبة الإناث، إذ بلغ الذكور 52%، والإناث 48%، وسجلت الفئة العمرية من 16 إلى 18 عاما أعلى عدد حالات انتحار، بواقع 25 حالة، تليها الفئة العمرية من 11 إلى 15 عاما، بواقع 17 حالة، بحسب المؤسسة.

طرق مختلفة.. والإنتحار واحد

انتحار حداد مسلح
ومن أبرز حالات الانتحار ما شهدته قرية “أبو شاهين” التابعة لقسم أول المحلة الكبرى، في أغسطس 2015، من حادث مأسوي أثار حزن أهالي المنطقة، وذلك عندما اقدم حداد مسلح، 45 عاما على الانتحار شنقا في غرفته ليأسه من توفير نفقات نجله التلميذ بالمرحلة الاعدادية والمريض بالسرطان.

انتحار طفلة في القيلوبية
وفي نوفمبر2015 أقدمت طفلة تبلغ من العمر 14 عاما، بإلقاء نفسها في مياه نهر النيل بمنطقة القناطر بالقليوبية، شمال القاهرة، حيث لقيت مصرعها غرقا، دون معرفة سبب انتحارها.

ممدوح مرجان
وفي يناير 2015، انتحر “ممدوح مرجان- 32 سنة” من مدينة أبو كبير بالشرقية ولفظ أنفاسه الأخيرة ‏وهو معلق بحبل داخل غرفته بمنزله، بسبب عدم قدرته على الإنفاق على أسرته الأمر الذي أدى إلى انفصاله عن زوجته.

شريف البراموني
“حاولت الانتحار بسكب البنزين على نفسي أمام نقابة الصحفيين، لم تكن لحظة ضعف ولا يأس، بل كنت مقتنعا بذلك تماما، ومستعد لتكراره، احتجاجا على الفصل والتشريد، وفي سبيل تغيير أحوال المهنة”، بهذه العبارة تحدث شريف البراموني، الصحفي بإحدى الصحف الخاصة عن محاولته الانتحار منذ نحو أسبوع، وكان شريف ضمن تظاهرة للصحفيين العاملين بجريدة خاصة، قرر مالكها إغلاقها بسبب خسائرها المالية، وفشلت محاولة البراموني في الانتحار بعد أن منعه زملاؤه.

ويقول “فكرة الانتحار أكبر من فكرة إغلاق الصحيفة، لكنها تعبير عن الاحتجاج على ظروف عمل الصحفيين عموما، وما يجري بحقهم من فصل تعسفي من قبل ملاك الصحف، وما يتعرضون له من اعتداءات من قوات الأمن، واحتجازهم وإلقاء القبض عليهم ومنعهم من العمل في أماكن معينة”.

وشدد البراموني على أن محاولته لا ترتبط على الإطلاق بحالة إحباط أو يأس، أو أي أزمات اقتصادية أو نفسية.

أحمد الجوهري

أحمد الجوهري، والذي كان يعمل مدربا لرياضة كمال الأجسام، وحصل في السابق على بطولات على مستوى الدولة.
وألقى الجوهري بنفسه في القنوات الفرعية في دلتا النيل، شمالي مصر، بسبب أزمة نفسية وخلافات زوجية، حسب ما قالت الشرطة.
“تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة”، كانت هذه الكلمات التي كتبتها على صفحتها بموقع فيسبوك من آخر ما قالته زينب قبل أن تُنهي حياتها.

ونشطت زينب خلال الفترة الأخيرة من حياتها في مجال الدفاع عن حقوق الفتيات المعتقلات في السجون المصرية. وقال صديقها المقرب عمار مطاوع “حياة زينب كانت مدمرة على كل الأصعدة، نفسيًا وماديًا ومعنويًا، الحلم والمستقبل كان مغلقا أمامها من كل ناحية”.

وعلل مطاوع وآخرون حالة اليأس والإحباط التي أصابتها باطّلاعها على تفاصيل كثيرة خاصة بالمعتقلات في السجون المصرية، وما يتعرضن له من “انتهاكات”.

الطب النفسي ويوضح 4 أسباب وراء انتحار المواطنين
قال هاشم بحري، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر أن “معدلات الانتحار في مصر لا تقارن بمعدلات الانتحار في العالم رغم الزيادة الأخيرة”.

واعتبر بحري أن “الصدفة هي من لعبت دورا كبيرا في تزامن حالات الانتحار بمصر بشكل يوحي وكأننا بصدد ظاهرة جديدة غريبة على ثقافة الشعب المصري”.

ومضى قائلا في حديثه: “هناك 4 أسباب نفسية تدفع الأشخاص للانتحار، أبرزها الاكتئاب العقلي، وهو ذلك المرض النفسي الذى يشعر بمقتضاه المريض أنه السبب في كل المآسي التي يعانيها ما يجعله يعتقد بأن وضع حد لحياته سيضع حدا أيضا لتلك المآسي أيضا”.

والسبب الثاني، يُعرف بـ”الاضطرابات الشخصية”، الذي يصيب شخصيات تعاني من الهشاشة النفسية عقب تعرضها لأزمة تعجز عن إيجاد حل لها، وهنا يفكر المنتحر في طريقة استعراضية ينهي بها حياته كي يلفت أنظار المجتمع إليه لأنه يحمل هذا المجتمع مسئولية ما آلت إليه أموره”.

أما السبب الثالث، فيعرف بين أطباء علم النفس بـ”فقدان العقل” الذى يدفع المنتحر لإنهاء حياته كي يلفت نظر الناس لقضية يتبناها ويريد أن ينتصر لها لدرجة تفقده عقله وتجعله يقرر إنهاء حياته، كما فعل البوعزيزي في تونس والذي كان بمثابة شرارة ثورة الياسمين هناك في يناير 2011، حسب المصدر ذاته.

وأخيرا يأتي “الانتحار العاطفي” الذي يُقدم عليه أشخاص مروا بتجربة عاطفية مؤلمة وتكونت لديهم قناعة نفسية بأن حياتهم انتهت مع انتهاء التجربة العاطفية.

ولفت بحري إلى أن “احتمالية الانتحار تزيد عشرة أضعاف لدى الأشخاص الذين يعانون من “الاكتئاب العقلي”، وهو المرض الذي يصيب 1% من سكان العالم، ويعاني منه 900 ألف مواطن مصري، وفق أحدث الدراسات.

وأشار إلى أن “أسباب انتحار غالبية الحالات التي كشفت عنها تحقيقات النيابة كشفت عن أن هذا المرض (الاكتئاب العقلي) هو المسيطر على معظم المنتحرين في مصر”.

رأي الدين الإسلامى
المنتحر العمد
من جانبه، قال فكري حسن إسماعيل، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (يتبع وزارة الأوقاف) إن “الدين الإسلامي يفرق بين المنتحر عن عمد والمنتحر الذي يعاني من أمراض نفسية”.

وأضاف في أن “من يصاب بمرض نفسي يؤثر على كيانه ويقدم على الانتحار فهو في هذه الحالة نرجو ألا يقع عليه العقاب الذي يناله المنتحر عن عمد مصداقا لحديث الرسول الكريم (من تردى من فوق جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم خالدا فيها مخلدا ومن ضرب نفسه بحديدة ليقتل نفسه فهو في نار جهنم خالدا فيها مخلدا ومن تعاطى سُما فقتل نفسه فهو في نار جهنم خالدا فيها مخلدا) ما يعني أن المنتحر عن عمد بأي وسيلة كانت سيلقى هذا المصير”.

وربط الداعية الإسلامي بين تنامي ظاهرة الانتحار في صفوف الشباب من ناحية وبين رواج الإلحاد من ناحية أخرى، مشيرا إلى أن “مفهوم الإيمان الصحيح لم يعد متمكنا من نفوس عدد لا بأس به من الشباب المصري بسبب غياب لغة الخطاب الديني المتزنة القادرة على الوصول لهذا الشباب”.

وكانت مصر شهدت خلال شهر سبتمبر الماضي، 15 حالة انتحار (بينهم 3 سيدات وطفلة) لمصريين لأسباب متعلقة بسوء الأوضاع المعيشية ومشاكل اجتماعية أخرى، وأثار هذا العدد الكبير للمنتحرين صدمة باعتبار أن الإقدام على الانتحار غير شائع بين المصريين.

صوت الأمة

“الاكتئاب” عنوان رسائل المنتحرين في مصر

البوابة نيوز

 عمر عزوز _ منتصر سليمان
ما بين عشية وضحاها تطل علينا حالة جديدة من حالات الانتحار التي أصبحت وباء ينهش فى قلوب البعض فيتخلون عن حياتهم وتسود بداخلهم حالة من السواد بتلك الحياة التى يراها من وجهة نظره تحمل فى طياتها العديد من الألم والتعب والكد، وأن الدائرة تضيق عليه ثم تضيق وتضيق حتى توشك أن تعصره.
وفي هذا التقرير تسلط “البوابة نيوز” الضوء حول تلك الحالات، من خلال الطرق التى يتخذها هؤلاء اليائسون لمغادرة الحياة من الباب الخلفي.
ففى محطة مترو غمرة بالقاهرة، حاول أحد الشباب الانتحار فى نفس توقيت دخول القطار إلى المحطة، ولكن العناية الإلهية أنقذت الشاب من الانتحار حينما قام السائق بإستخدام الفرامل الفورية وإنقاذ الشاب، بعد أن كان على بعد أمتار قليلة من الموت.
وقد تبين أن الشاب يعدى ” كريم.م” 19 سنة، من مركز جهينة بسوهاج.
وفى الأقصر، كانت شهدت منطقة أرمنت حالة انتحار بشعة، حينما أبتكرت فتاة جامعية طريقة للتخلص من نفسها، حينما قامت طالبة جامعية بتناول ” صبغة يود”، ليتملك الهول أهلها الذين أسرعوا على الفور بها إلى مستشفى أرمنت المركزى لمحاولة اللحاق بها وإنقاذها.
البداية كانت بورود إشارة الى مركز شرطة أرمنت تفيد مصرع فتاة تدعى “ا.أ” 20 سنة طالبة إثر انتحارها بتناول “صبغة يود” لخلافات أسرية، وتم نقل جثمانها لمستشفى أرمنت المركزي.
وحالة أخرى، لم يحتمل فيها الشاب ذلك المرض النفسي أصبح يأكل فى جسده يومًا وراء يوم، خاصةأن العلاج الذى وصفه له الأطباء لم يأت بأى فائدة على الإطلاق، فلم يجد مفرًا من الهروب من ذلك المرض النفسي المتوحش سوى بإلقاء نفسه من الطابق الخامس وسط صرخات الأهالى الذين لم يصدقوا مع حدث مع ذلك الشاب.
وسط كل البلاغات التى ترد إلى أقسام الشرطة، لى قسم الطالبية، بانتحار شاب من الطابق الثامن، وتبين أن المتوفى أقدم على الانتحار وألقى نفسه من أعلى الطابق ولا شبهة جنائية، حيث كان يتابع مع الأطباء فيما يخص علاجه، وكان يأخذ أدوية للعلاج، مشيرًا الى أن توقف فجأة عن أخذ العلاج مما تسبب فى تدهور حالته الصحية وقيامه بالانتحار.
ولعل الأبشع من كل تلك حالات الانتحار، تلك التى شهدتها محطة مارى جرجس بالقاهرة، حينماتفاجأ المواطنين داخل المحطة بإحدى الفتيات تقوم بإلقاء نفسها أمام القطار بمجرد دخوله المحطة مما أدى الى مصرعها على الفور، نتيجة مرورها بأزمة نفسية حادة بسبب ضغوط الحياة والمشاكل الأسرية المتفاقمة مع أشقائها.
أما عن سبب إقدامها عن الانتحار فيرجع إلى مرورها بحالة نفسية لتعدى أشقائها عليها بالضرب وتوبيخها وتأثرها الشديد بوفاة والدتها.
البداية كانت بورود إشارة إلى أحد المستشفيات، يفيد قيام فتاة بإلقاء نفسها أمام قطار المترو، وتبين أنها تدعى “أميرة يحيى “، 20 عامًا”، من منطقة مصر القديمة.

البوابة