راي اليوم :
عبد الباري عطوان :
لنترُك منطقة “الشّرق الأوسط” جانبًا، ونذهب بعيدًا إلى شرق آسيا التي تشهد تطوّرات سياسيّة واقتصاديّة وعسكريّة على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة هذه الأيّام تعكِس صُعود المارد الصّيني وخُروجه من قمقمه، وتوسيع دائرة نفوذه اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، والبِدء في تشكيل جبهة عالميّة قويّة في مُواجهة الولايات المتحدة الأمريكيّة، ولكن بصمتٍ دون جعجعة.
تطوّران رئيسيّان في المشهد الآسيويّ لا يُمكن تجاهُلهما إذا أردنا أن نتعرّف على الخريطة الاستراتيجيّة العالميّة، وتغيير موازين القِوى في العالم لغير صالح الولايات المتحدة وحُلفائها:
-
الأوّل: الزيارة التاريخيّة التي قام بها كيم جونغ اون، زعيم كوريا الشماليّة، إلى مدينة فلاديفوستوك، حيثُ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمُدّة خمس ساعات، ووصفت وكالة أنبائه بأنّ اللقاء كان ودّيًّا، استقل بعدها قطاره الأخضر المُصفّح عائدًا إلى بلاده في رحلةٍ تستغرق عشر ساعات.
-
الثّاني: قمّة طريق الحرير التي انعقدت في بكين وتختتم أعمالها غدًا السبت برعاية الرئيس الصيني تشي جينبنغ، وحُضور 35 رئيسًا ورئيس وزراء، ومُمثّلي 150 دولة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينيّة من ضمنهم الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، ورئيس مِصر عبد الفتاح السيسي (كان الرئيس العربي الوحيد)، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.