كشفت مصادر سياسيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، وتحديدًا وزير الداخليّة اليمينيّ آريه درعي، تدرس منع الفرقة الأيسلنديّة، The band Hatari من المُشاركة في مُسابقة الأغنية الأوروبيّة (Eurovision)، التي ستُقام في مدينة تل أبيب بالدولة العبريّة في شهر أيّار (مايو) القادِم، زاعمةً أنّ أعضاء الفرقة ينتمون إلى حركة المُقاطعة وقطع الاستثمارات (BDS)، وأنّهم يؤيّدون قضية الشعب العربيّ الفلسطينيّ، ويُعبّرون في مُناسباتٍ عديدةٍ عن تأييدهم للفلسطينيين ومُناهضتهم للاحتلال الإسرائيليّ، الذي يقوم، وفق أقوالهم، بالدوس على الحقوق الأساسيّة للفلسطينيين في الأراضي المُحتلّة.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ الفرقة المذكورة، التي تُمثّل دولة أيسلندا، قد تُمنَع من الدخول إلى إسرائيل للمُشاركة في المُسابقة الأوروبيّة، وذلك لأنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، بحسب المصادر عينها، تخشى من أنْ يقوم أعضاء الفرقة باستغلال الحدث العالميّ، خلال تقديم أغنيتهم للهجوم على إسرائيل وسياساتها العدوانيّة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ، مُشدّدّةً في الوقت ذاته على أنّه في الشهرين الأخيرين انتشرت مُطالبات شعبيّة كبيرة وكثيرة ففي أيسلندا لمُقاطعة مهرجان الأغنية الأوروبيّة بسبب تنظيمه في تل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر نفسها في تل أبيب، ذكرت أنّه في الآونة الأخيرة زاد أعضاء الفرقة الأيسلنديّة من نشاطهم المؤيّد للفلسطينيين والمُعادي جوهريًا للدولة العبريّة، كما قاموا بالإدلاء بتصريحاتٍ صحافيّةٍ لوسائل الإعلام في بلادهم عبّروا فيها عن تأييدهم لفلسطين ومُقاطعتهم لإسرائيل، مُشدّدّين في الوقت نفسه على أنّهم يؤيّدون تأييدًا كاملا حركة المُقاطعة (BDS)، التي يعتبرها كيان الاحتلال الإسرائيليّ تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة، بحسب المصادر في تل أبيب. عُلاوةً على ذلك، أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب على أنّ أعضاء الفرقة الأيسلنديّة عبّروا عن غضبهم من قرار السلطات في بلادهم عدم مقاطعة المهرجان الموسيقي لأنّه سيتّم إجراؤه في تل أبيب.
والأخطر من كلّ ما ذُكر آنفًا، تابعت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر المُطلعّة في تل أبيب، الأخطر أنّ لدى السلطات الإسرائيليّة معلومات تؤكّد على أنّ أعضاء الفرقة سينتهزون الفرصة عندما سيقومون بتقديم الأغنية الخاصّة ببلادهم لتمرير الرسائل المُعادِية لإسرائيل والمؤيّدة لفلسطين، علمًا أنّ مُسابقة الأغنيّة الأوروبيّة ستكون ببثٍّ حيٍّ ومُباشرٍ، الأمر الذي سيؤدّي إلى التسبب بأضرارٍ جسيمةٍ للدولة العبريّة، خصوصًا وأنّ مئات الملايين سيُتابعون الحفل عبر البثّ المُباشِر في قنوات التلفزيون المُختلِفة، كما أكّدت المصادر المُطلعّة في تل أبيب.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ منظمّة (شورات هدين) الإسرائيليّة اليمينيّة التي تقوم بتقديم دعاوى قضائيّةٍ ضدّ التنظيمات “الإرهابيّة” الفلسطينيّة من قبل إسرائيليين قُتلوا أوْ أًصيبوا في عملياتٍ فدائيّةٍ، توجهّت برسالة حادّةٍ كالموس إلى وزارة الداخليّة الإسرائيليّة وأطلعتها على تصرّفات أعضاء الفرقة الأيسلنديّة، المُعادية لكيان الاحتلال، وطلبت منع أعضاؤها من الدخول إلى إسرائيل والمُشاركة في مُسابقة الأغنية الأوروبيّة، بحسب القانون الإسرائيليّ الجديد، الذي تمّ سنّه في الصيف الماضي، والذي يمنع “المُعارِضين” للدولة العبريّة، والأعضاء في حركة المُقاطعة (BDS) من الدخول إلى تل أبيب.
كما شدّدّت المنظمّة في رسالتها إلى الداخليّة الإسرائيليّة على أنّ أعضاء الفرقة الأيسلنديّة أعلنوا بصورةٍ واضحةٍ وجليّةٍ دعمهم لحركة المُقاطعة وتأييدهم للفلسطينيين ومُعاداتهم لإسرائيل، على حدّ تعبير الرسالة التي وجهّتها المنظمة الإسرائيليّة، المُختصّة في تمثيل مَنْ تُطلِق عليهم: “ضحايا عمليات الإرهاب الفلسطينيّ”.
وفي معرِض ردّه على توجّه الصحيفة قال الناطِق الرسميّ بلسان وزير الداخليّة الإسرائيليّة، آرييه درعي، إنّ الوزارة ستقوم بدراسة الطلب الذي تمّ إرساله من قبل المنظمّة، وفقًا للقانون الجديد، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ وزير الداخليّة سيطلب مشورة وزارة الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّة في هذا الموضوع لكي يتخّذ قرارًا نهائيًا في الموضوع، لأنّ الوزارة المذكورة هي المسؤولة عن “عقاب” الأشخاص والمنظمات والهيئات الذين “يُخالِفون القانون الإسرائيليّ الجديد، على حدّ قول الناطِق بلسان داخلية الكيان.
يُشار إلى أنّ في الفترة الأخيرة قامت السلطات الإسرائيليّة بمنع شخصياتٍ غربيّةٍ من دخول دولة الاحتلال زاعمةً أنّ وصولهم إلى تل أبيب كان بهدف إثارة القلاقل والتعبير عن رفضهم لسياسات إسرائيل العدوانيّة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.