ابنا :
كشفت الأنباء عن قتل الجيش الفرنسي قادة لتنظيمي ارهابيي “القاعدة في بلاد المغرب” و”داعش” الإرهابيين في مالي، بعد فرارهم من ليبيا بعدما مكثوا بها لسنوات، ما “يعكس وجود خط لوجستي يربطهم” بين شرق ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
وقبلها بيومين، أعلنت فرنسا تصفية امير منطقة الصحراء والساحل بتنظيم القاعدة الارهابي في بلاد المغرب جمال عكاشة، ومعروف باسم يحيى أبو الهمام، في عملية بالقرب من تمبوكتو إلى جانب قياديين آخرين، و8 عناصر آخرين.
المطلوب الأول في تونس
ولم تؤكد حكومة مالي ووزارة الدفاع الفرنسية «مقتل أبو عياض رسميا، خصوصا وأن الحكومة التونسية صنفت، في 2013، جماعة أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا، وأصدرت مذكرة جلب دولية ضد مؤسسها أبو عياض لضلوع الجماعة الارهابي في هجمات بالبلاد، ولتورطه في عمليات منها اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، وقتل أفراد من الأمن والجيش وهجوم بن قردان».
وفر الإرهابي الذي قدم ولائه لتنظيم «داعش» إلى ليبيا بعدما راجت أخبار في 2017 عن مقتل المطلوب الأول في تونس في عملية للجيش الليبي في منطقة قنفودة غربي مدينة بنغازي.
و في نهاية 2014، أعلن عن مقتل أبو عياض، في غارة جوية أميركية استهدفت مجموعة مسلحة بمدينة أجدابيا شرقي ليبيا، إلا أن وسائل إعلام تحدثت عن تمكن أبو عياض، من الفرار من ليبيا إلى شمالي مالي، والالتحاق بالجماعات الارهابية في المنطقة.
و ينطبق الأمر أيضا على «الارهابي يحيى أبو الهمام»، الذي أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي مقتله، الجمعة الماضية، حيث يلقب بـ«مهندس عمليات خطف الغربيين» وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه، على لائحة الإرهاب في فبراير عام 2013.
وفي أوباري التي شهدت عدة عمليات خطف لأجانب اعلنت تقارير غربية في يوليو 2018 استهداف غارة أميركية منزله إلا أن أفريكوم نفت العملية.
فرار إلى الساحل
ويرجح فرار أبو الهمام إلى بلدان منطقة الساحل هربا من الضربات العسكرية الجوية في ليبيا متجها إلى مالي أين بدأت القوات الأفريقية الخمس عملياتها المشتركة مطلع شهر فبراير الجاري.
وتنشط ما يعرف وما يسمي بجماعة «نصرة الإسلام» الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية التي يعد «ابو الهمام» واحدا من أعضائها واستهدفت القوات الفرنسية والمالية والأفريقية التي تقاتل على أراضي مالي.
وقال رئيس الحكومة الفرنسية أدوارد فيليب، خلال زيارة إلى مالي السبت الماضي رفقة وزيري الخارجية جان ايف لودريان والدفاع فلورانس بارلي أن مكافحة الجماعات الارهابية وغياب الأمن في منطقة الساحل تحقق نتائج ولكنه أشار أيضا إلى أن المهمة طويلة، وقال للصحفيين إن «مكافحة الإرهاب في الساحل تتطلب التصميم والصبر والتواضع. نحن في مواجهة معركة شرسة».
ويحمل الرئيس المالي إبراهيم ابوبكر كيتا، الوضع الليبي مسؤولية تدهور الامن في المنطقة ويقول في تصريحات صحافية، إن سبب تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي هو أن «الكثير من الإرهابيين الذين هاجمتهم القوات الدولية عبر العالم، يفرون نحو منطقة الساحل، بالإضافة إلى الوضع في ليبيا الذي تسوده الفوضى».
وأضاف كيتا «إذا كانت المجموعة الدولية قد توصلت إلى اتفاق برصد مليارات الدولارات لصالح شرق أفريقيا التي دخلها تنظيم (داعش)، فإنه يتوجب عليهم أن يفكروا في منع وصول هذه الظاهرة إلى الطرف الآخر من القارة».
وفي السياق ، يكشف تقرير أمني اعده المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية أن «عدد القتلى نتيجة النشاط المسلح في منطقة الساحل الأفريقي زاد عن المثلين في 2018 إلى 1082 بالمقارنة مع 2017».
وذلك رغم تسجيل كثافة في الحركة الأمنية للقوات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك بعثة للأمم المتحدة (مينوسما) التي يبلغ قوامها 15 ألف جندي، وعملية (بارخان) الفرنسية البالغ عدد جنودها 4 آلاف جندي، وأربع بعثات من الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش والشرطة في دولة مالي، والقوات العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس الإقليمية التي أنشئت في 2015، ويبلغ عدد جنودها 5 آلاف جندي.
وتابع أن تصاعد هجمات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي «يعكس القدرات المتزايدة لهذه الجماعات، ومقدرتها على التواصل عبر الشبكات».
وقال التقرير إن «ثلاثة أرباع المعارك التي وقعت مع قوات الأمن الحكومية، خلال 2018، بادرت بها هذه الجماعات»، ما يعني أن هذه الجماعات انتقلت من مرحلة الدفاع عن النفس بعد التدخل الفرنسي في شمال مالي، إلى مرحلة الهجوم وشن الهجمات ضد القوات الحكومية».
………………..