"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

كتابٌ إسرائيليٌّ جديدٌ يكشِف: رجال الموساد الذين اختطفوا النازيّ آيخمان ذهبوا مُباشرةً إلى نادٍ للدعارة لمُمارسة الجنس والدبلوماسيون يُكثِرون من الملاحظات الجنسيّة ويُربِكون الكيان

  الناصرة-“رأي اليوم” :

كشف كتابٌ إسرائيليُّ جديدٌ، أصدرته مسؤولة سابقة ورفيعة جدًا في وزارة خارجيّة كيان الاحتلال، كشف النقاب عن أنّ الخلية التابِعة لجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، التي اختطفت النازيّ أدولف آيخمان من الأرجنتين في الستينيات من القرن الماضي، قامت بعد أنْ أنهت المُهّمة بالانتقال إلى أحد نوادي الليل حيث أقامت علاقاتٍ جنسيّةٍ مع فتياتٍ من تشيلي، وكان يقودهم الوزير الأسبق رافي إيتان، أحد أخطر عملاء الموساد على مرّ التاريخ.

وشدّدّت المؤلّفة، بحسب ما ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اليوم الاثنين، على أنّ إيتان، قائد العملية، الذي يتباهى ويتفاخر فيها، ألقى خطابًا في سفارة تشيلي بتل أبيب، حيث خرج عن النصّ الرسميّ، وبدأ بسرد مغامرات أعضاء الخليّة مع المومسات، بعد انتهاء المُهمّة، الأمر الذي أثار غضب واستياء المُشاركين في الحفل، وتحديدًا لأنّ إيتان استرسل في وصف المغامرة الغراميّة مع الفتيات، الأمر الذي سبب إحراجًا وارتباكًا للخارجيّة في تل أبيب، وتؤكّد دوريت شافيط، مؤلفة الكتاب، الذي جاء تحت عنوان: “دبلوماسيٌّ في تنورة” على أنّ إسماع الملاحظات ذات الصبغة الجنسيّة، كانت وما زالت قائمةً في السلك الدبلوماسيّ الإسرائيليّ، علمًا أنّ إيتان نفى جملةً وتفصيلاً ما ورد في الكتاب الجديد، وذلك في معرِض تعقيبه على النشر في حديثٍ مع الصحيفة العبريّة.

يُشار إلى أدولف أيخمان، باسم مهندس المحرقة النازية، وبسبب مواهبه التنظيمية أسندت إليه مواقع قيادية مهمة منها إدارة ترحيل اليهود لمعسكرات الاعتقال في شرق أوروبا وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا تم القبض عليه من قبل الجيش الأمريكيّ الذي لم يكن يعرف أنّ هذا الرجل (أوتوأيكمان) ليس سوى أيخمان. وفي العام 1946 هرب من السجن وتنقل بين بلدان أوروبا، متنكرًا إلى أنْ حصل في العام 1950 على التأشيرة الأرجنتينية باسم (كليمنت ريكاردو)، وفى الأرجنتين تقلّب في وظائف متواضعةٍ ثمّ استقدم عائلته.

وفي العام 1960 تهيأت أجواء اختطافه الذي تمّ على يد عناصر من الموساد في إحدى ضواحي بوينس أيرس في الـ11 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1960، وكان عملاء الموساد، بقيادة رافي إيتان، قاموا بانتظاره لدى وصوله إلى منزله من عمله في مصنع مرسيدس وهبط أيخمان من الحافلة وبدأ في السير إلى منزله، فاستوقفه أحد العملاء وطلب منه سيجارة وما أنْ وضع أيخمان يده في جيبه حتى قيده اثنان منهم وأفقداه الوعي ووضعوه في سيارة وذهبوا به إلى منزل آمن إلى أنْ تمّ تهريبه على متن طائرة بضائع تجارية لشركة (العال) إلى إسبانيا ثم إلى إسرائيل يوم 21 أيّار (مايو) من العام 1960، لتبدأ محاكمته يوم 11 نيسان (أبريل) 1961 ووجهت إليه 15 تهمة جنائية منها جرائم ضدّ الإنسانية، وأصر أيخمان على أنّه لم يكن سوى “عبد المأمور” وفى 15 كانون الأوّل (ديسمبر) حكمت عليه المحكمة بالإعدام،وفى منتصف ليل 31 أيّار (مايو) 1962 نفذ فيه الحكم وتمّ إحراق جثمانه ونثر رماده في البحر الأبيض المتوسط، في المياه الدولية حتى لا يمكن أنْ يكون هناك أيّ نصبٍ تذكاريٍّ في المستقبل.

وكان أيتان كشف النقاب عن أنّ المملكة المغربيّة تلقّت الدعم من الدولة العبريّة، منذ إقامتها، وأكّد الرجل، الذي تبوأ عدّة مناصب رفيعة جدًا في الأجهزة الأمنيّة، أنّ رئيس الاستخبارات المغربيّة الأسبق، أحمد دليمي، جاء إليه إلى شقته في باريس، وأبلغه بأنّ قام بقتل المعارض المغربيّ المشهور، المهدي بن بركة، خنقًا وأبقى جثثه في الحمام، وطلب منه مساعدة للتخلّص من الجثة.

“قلت له حسنًا”، أكّد إيتان (88 عامًا) خلال لقاء مطوّل أجرته معه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ ضمن برنامج التحقيقات (عوفداه)، “لكي نتخلّص من الجثّة، عليك الذهاب وشراء كمية من مادة الكلس، وإحراقها، ذلك لأنّ الكلس، أضاف إيتان، يحرق الجثّة بالكامل ولا يترك آثارًا بالمرّة، وهذا ما كان، قال إيتان للتلفزيون.

جديرٌ بالذكر أنّ هذه هي المرّة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل رسميًّا ومن قبل مسؤولٍ رسميٍّ بعلاقاتها مع المغرب وتقديم المعونات لهذا البلد العربيّ، بهدف حماية الملك الحسن الثاني. يُشار إلى أنّ المهدي بن بركة وُلِد في كانون الثاني (يناير) 1920 بالرباط في المغرب، واختفى في 29 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1965 في فونتني لو فيكونت، شمال فرنسا، وكان أكبر معارض اشتراكيّ للملك الحسن الثاني وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقيّة.