الجمل بما حمل :
وكشفت مؤسسات وتقارير حقوقية فلسطينية عن قيام الاحتلال بإخضاع آلاف الأسرى في معتقلاته وخاصة الأطفال لتجارب خطيرة تتعلق بالأسلحة والعقاقير الطبية وباتوا حقول تجارب عليها حيث يجبر الأطفال على فحص القنابل الغازية السامة وتمييزها عن القنابل ذات الرائحة الكريهة ما يشكل خطورة على صحة الأطفال وحياتهم وذلك في انتهاك سافر للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأسرى.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال يجري شهرياً عشرات التجارب الخطيرة للأسلحة على الأسرى وسنوياً أكثر من ستة آلاف تجربة لأدوية خطيرة وقاتلة على الأسرى الفلسطينيين معرضاً حياتهم لخطر الموت.
وأشار فروانة إلى أن مئات الأسرى أصيبوا بأمراض متعددة منها السرطان والكلى وتضمر الكبد والقلب بسبب التجارب الطبية الخطيرة عليهم إضافة إلى إصابة عدد كبير من الأسرى بعد خروجهم من معتقلات الاحتلال بأمراض مجهولة تسببت باستشهادهم أو إصابتهم بالعقم ما يؤكد خضوعهم لتجارب طبية خطيرة الأمر الذي يتطلب من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة التدخل العاجل لفتح تحقيق في هذه الجرائم وإنقاذ حياة الأسرى من الموت.
بدوره لفت المختص في شؤون الأسرى نشأت الوحيدي إلى أن هناك الكثير من الأسرى استشهدوا فور تلقيهم عقاقير طبية مجهولة من قبل الاحتلال وهذا يعد جريمة كما يقوم الاحتلال بشكل متعمد بإعطاء الأسرى أدوية وعقاقير غير مناسبة لمرض الأسير لقياس مدى فعاليتها ضمن تجاربه الطبية، مشيراً الى أن أجساد الأسرى باتت حقول تجارب لعقاقير وأدوية خطرة وهناك آلاف الأسرى مصابون بأمراض خطيرة نتيجة تلك التجارب التي تعد انتهاكاً لكل المواثيق والقوانين الدولية.
من جهته, بين مدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح أن الكثير من الأسرى الذين يخرجون من معتقلات الاحتلال يعانون أمراضاً متعددة ومنهم من فارق الحياة بعد فترة وجيزة على خروجه وكل ذلك يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أجساد هؤلاء الأسرى حقل تجارب طبية لعقاقير معينة وهذا بات يمثل خطراً على حياتهم مطالباً المجتمع الدولي بالتوقف عن الصمت تجاه سياسة الموت التي يتبعها الاحتلال بحق الأسرى.
عضو هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة سفيان مطر أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة متنوعة في قمع مسيرات العودة إذ لوحظ استخدامه غازات ذات ألوان متعددة تحدث تهيجاً عند الأطفال وحتى الكبار وكذلك الرصاص المتفجر المحرم دولياً والذي تسبب بحالات بتر وتقطع في الأنسجة والأعصاب يصعب علاجها وفق تأكيد الأطباء.
ولفت مطر إلى أن الاحتلال يستخدم الفلسطينيين حقول تجارب للأسلحة بأنواعها المختلفة واعتداءاته الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة مثال واضح حيث استخدم أسلحة محرمة دولياً منها الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية والصواريخ شديدة الانفجار والتي تسببت بكوارث صحية وبيئية ما زال أبناء قطاع غزة يعانون منها حتى الآن.
وتؤكد مؤسسات فلسطينية ودولية تعنى بحقوق الإنسان وتهتم بشؤون الأسرى أن الاحتلال يتعمد الضغط على الأسرى وإهمال حالاتهم واعتقالهم في ظروف مزرية ما يفاقم معاناتهم ويزيد آلامهم ويعرض حياتهم للخطر ويدمر صحتهم كما يخضع موضوع علاجهم للمساومة والابتزاز, الأمر الذي تسبب بازدياد أعداد المرضى واستشهاد أعداد منهم.
بينما أشارت الحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين إلى أن انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى والأطفال جسيمة وخطيرة جداً ما يستدعي من المجتمع الدولي التحقيق فيها ومحاسبة مسؤولي ومجرمي الاحتلال على انتهاكاتهم وجرائمهم وتوفير الحماية للفلسطينيين.
الجمل بما حمل
اقرأ أيضاً :