Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

خريطة فضحت النيات.. هل هدد بومبيو بتقسيم تركيا؟

إسطنبول – الخليج أونلاين (خاص):

أثارت خريطة نشرها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على صفحته في “تويتر”، الثلاثاء (5 فبراير 2019)، جدلاً بعد أن ظهرت خريطة تركيا فيها وهي مقسمة إلى قسمين.

وكان بومبيو يعرض في الخريطة المنشورة الدول التي اعترفت بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد، في خضم الأزمة التي تعيشها فنزويلا منذ يناير الماضي.

وكتب الوزير الأمريكي يقول: “نحن نشيد بالنمسا، بلجيكا، كرواتيا، جمهورية التشيك، الدنمارك، استونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، آيسلندا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مقدونيا، هولندا، بولندا، البرتغال، إسبانيا، السويد والمملكة المتحدة لدعمها الشعب الفنزويلي من خلال الاعتراف بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً”.

وتدعم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي جهود غوايدو للإطاحة بنظام الرئيس مادورو، والذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد في يناير الماضي، في حين تؤيد تركيا بقاء مادورو في السلطة.

واندلعت الأزمة في فنزويلا نتيجة أزمة اقتصادية أدت لنقصٍ حادٍ في السلع الأساسية مثل الدواء والغذاء، وارتفاع معدلات التضخم، ما أدى إلى تضاعف الأسعار بمعدل كل 19 يوماً.

نشر وزير بحجم بومبيو هذه الخريطة أُخذ على نحو “سلبي” من قبل مغردين أتراك، خاصة أنه يأتي في وقت تعيش العلاقات التركية – الأمريكية مداً وجزراً منذ سنوات لاختلاف الطرفين على عددٍ من القضايا، أبرزها دعم واشنطن العلني الصريح لمليشيات انفصالية كردية في سوريا تصنفها أنقرة “إرهابية”، إضافة إلى مطالبة تركيا الولايات المتحدة بتسليمها فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وانهالت ردود الأترك على تغريدة بومبيو، بنشر خرائط تركيا الحقيقية، وتوجيه رسائل إلى الحكومة الأمريكية.

وبومبيو لم يكن قبل توليه منصبه كرئيس للدبلوماسية الأمريكية يكن الود لتركيا مطلقاً، إذ سبق أن هاجم  سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في العام 2016، واصفاً إياه بـ”الديكتاتوري والفاشي الإسلامي الشمولي”، وذلك في الـ15 من يوليو 2016، أي بالتزامن مع محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرّضت لها حكومة أردوغان.

بومبيو

واللافت أن بومبيو اختار تركيا كأوّل محطة له لزيارتها عقب تعيينه رئيساً للمخابرات في العام 2017، حيث أجرى حينها لقاءً مع أردوغان كان مغلقاً، ولم يتم الإدلاء بمعلومات عن فحوى ما دار من حديث بينهما، ثم مع نظيره التركي حينها، هاكان فيدان، واستمرّ لقاؤهما قرابة 3 ساعات ونصف الساعة.

وعقب هذه الزيارة شهدت العلاقات بين البلدين تراجعاً غير مسبوق، وعلت النبرة التركية المهاجمة لواشنطن، التي كثّفت من دعمها للمليشيات الكردية التي تقاتل تنظيم “داعش”، بالإضافة إلى رفض واشنطن تسليم فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على حكومة العدالة والتنمية، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن تركيا لم تقدّم بعد أدلة مقنعة على تورّطه.

ليست صدفة

المحلل السياسي التركي حمزة تكين، رأى أنه لا يمكن اعتبار ما نشره وزير الخارجية الأمريكي من قبيل الصدفة، متسائلاً: “كيف ذلك وهو ليس شخصاً عادياً غير مدرك لما ينشر؟! كيف ذلك وهو محاط بعشرات المستشارين؟!”، مضيفاً: “إذن الخيار الأرجح أن ما نشره هو أمر مقصود سواء في ما يتعلق بخريطة تركيا أو خريطة المغرب وربما دول أخرى أيضاً”.

وفي ما يتعلق بخريطة تركيا “المقسمة” اعتبر تكين في حديث لـ”الخليج أونلاين” أن “الخريطة تعكس أحلاماً موجودة عند العديد من الجهات في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”، مستدلاً بذلك على أن “واشنطن تدعم فعلياً وبكل قوة تنظيمات إرهابية تتاجر بشعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي الشقيق، وعلى رأس هذه التنظيمات PYD/PKK الإرهابي، هذا التنظيم الذي يقول علناً إن من أهدافه تقسيم سوريا والعراق وإيران، وبكل تأكيد تركيا في أول قائمته للتقسيم، ولذا فإن الولايات المتحدة شريكة لهذا التنظيم الإرهابي في أهدافه ومساعيه”.

تركيا

وتابع قائلاً: “علينا ألَّا ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت من أول الداعمين لمحاولة الانقلاب الفاشلة، التي قامت بها منظمة (فتح الله غولن) الإرهابية في تركيا مساء 15 يوليو 2016، هذه المحاولة لو نجحت فإن تركيا كانت متهجة نحو حرب أهلية ثم إلى التقسيم”.