"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

النائب العام يطلب منع غوايدو من مغادرة فنزويلا وتجميد حساباته.. وواشنطن تضيق الخناق على رئيس فنزويلا بفرض عقوبات جديدة وروسيا والصين تنددان عشية تظاهرات جديدة دعا اليها غوايدو

راي اليوم :

كراكاس ـ  (أ ف ب) – طلب النائب العام في فنزويلا طارق وليم صعب الثلاثاء من المحكمة العليا منع المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، من مغادرة البلاد وتجميد حساباته البنكية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق انها سلمت غوايدو السيطرة على حسابات الولايات المتحدة المصرفية في فنزويلا لمنع مادورو من الاستيلاء عليها في حال خروجه من السلطة.

وصرح غوايدو الاثنين أنه سيطر على الأصول الأجنبية في فنزويلا لمنع مادورو من إفراغ “الخزينة”.

وأبلغ النائب العام المعروف بقربه من الرئيس نيكولاس مادورو المحكمة العليا أنه “طلب إجراءات احترازية” ضد غوايدو لمنعه من مغادرة البلاد أو تحويل الأصول، وفي الوقت ذاته تجميع حساباته.

وقال صعب إن الإجراءات هي جزء من تحقيق في سلوك البرلمان أمرت به المحكمة الأسبوع الماضي.

وجاء ذلك ردا على إعلان البرلمان مادورو “مغتصبا” للسلطة بسبب إعادة انتخابه في أيار/مايو الماضي في انتخابات قاطعتها المعارضة واعتبرها المجتمع الدولي مزورة.

ورد غوايدو بالقول أنه لم يفاجأ بتلك الخطوات التي وصفها بأنها جزء من سلسلة “تهديدات” ضده وضد البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة.

وصرح عند مدخل البرلمان “تهديد جديد ضدي وضد البرلمان وضد رئيس هذه الجمهورية بالوكالة. لا شيء جديدا”.

واضاف “لا استخف بالتهديدات وبالاضطهاد في هذا الوقت، ولكننا هنا، ونواصل القيام بأعمالنا”.

وكان غوايدو، المدعوم من الولايات المتحدة، أعلن نفسه رئيسا لفنزويلا بالوكالة في 23 كانون الثاني/يناير.

ومن جهة اخرى نددت الصين وروسيا الثلاثاء بالعقوبات الاميركية الجديدة على فنزويلا في اطار تضييق الخناق على الرئيس نيكولاس مادورو، وذلك عشية تظاهرات جديدة دعا اليها المعارض خوان غوايدو.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “تعتبر السلطات الشرعية في فنزويلا هذه العقوبات غير قانونية ونحن ننضم تماما الى وجهة النظر هذه”، متهما واشنطن ب”تدخل صارخ”.

واضاف “سندافع عن مصالحنا في اطار القانون الدولي عبر استخدام كل الاليات التي في متناولنا”، علما بان روسيا تستثمر مليارات الدولارات في قطاعي المحروقات والاسلحة في فنزويلا.

بدورها، اكدت الصين التي تتصدر قائمة الجهات الدائنة لفنزويلا، “رفضها العقوبات الاحادية” على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ الذي اعتبر ان هذه العقوبات “ستؤدي الى تدهور حياة سكان فنزويلا و(من فرضها) سيكون مسؤولا عن تداعيات خطيرة”.

في هذه الأثناء يعقد البرلمان برئاسة غوايدو (35 عاما) الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، اجتماعا الثلاثاء، وهو مصمم على دفع مادورو إلى الرحيل.

– معركة دبلوماسية –

ودعا غوايدو الى التظاهر الاربعاء ثم السبت معولا على الدعم الدولي الذي يحظى به.

واضافة الى بكين وموسكو، لا يزال مادورو يتلقى دعم كوريا الشمالية وتركيا وكوبا.

غير أن أصواتا متزايدة ترتفع تأييدا لخوان غوايدو، ولا سيما في أوروبا حيث أمهلت ست دول هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، الرئيس الاشتراكي حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات تحت طائلة الاعتراف بخصمه رئيسا.

واجتازت الولايات المتحدة هذه العتبة إذ باتت تعتبر غوايدو رئيسا بالوكالة. وشددت واشنطن الضغط على كراكاس الإثنين، مستهدفة هذه المرّة شركة النفط الوطنية (بيديفيسا) لاتهامها بأنها “أداة فساد”.

وصرح مادورو مساء الاثنين محذرا الرئيس الأميركي بعد إعلان واشنطن عقوبات جديدة، أن “الدماء التي قد تراق في فنزويلا ستلطخ يديك دونالد ترامب”.

وأسفرت التظاهرات التي تنظمها المعارضة عن سقوط اكثر من اربعين قتيلا في اسبوع، وفق ما اكدت الامم المتحدة الثلاثاء. وكانت منظمة “بروفيا” الفنزويلية غير الحكومية تحدثت عن 35 قتيلا على الاقل لافتة الى ثمانية “اعدامات غير قانونية” بعد هذه التظاهرات خلال عمليات للشرطة.

ولا يزال مادورو متمسكا بموقفه، فقد رفض مهلة الاوروبيين ويتهم الولايات المتحدة بانها تعمل في الكواليس بهدف الاطاحة به. وكتب الثلاثاء على تويتر “على المعارضة ان تتجاهل الدعوات الامبريالية (الولايات المتحدة) التي تهدف الى التسبب بمواجهة بين الاخوة”.

واكد غوايدو انه “تشاور مع الرئيس (ترامب) ومع رؤساء اخرين في المنطقة والعالم” وتولى السيطرة على اصول فنزويلا في الخارج وباشر “آلية تعيين لجان إدارة بيديفيسا وسيتغو” فرع شركة النفط الوطنية الفنزويلية للمصافي في الولايات المتحدة.

ويشكل النفط مصدر العائدات الرئيسي لفنزويلا التي تملك احتياطات خام تعتبر من الأكبر في العالم، ولو أن إنتاجها تراجع في السنوات الأخيرة بسبب عدم صيانة المنشآت.

وقال مادورو “يريدون أن يسرقوا منا شركة سيتغو، نحن الفنزويليين” متوعدا بمباشرة ملاحقات قضائية ضد الولايات المتحدة.

– الركيزة الثانية للنظام –

كذلك استهدفت المعارضة وواشنطن الجيش، الركيزة الثانية للنظام والذي يستند إليه مادورو منذ 2013 للبقاء في السلطة.

وحض مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الجيش وقوات الأمن على القبول بانتقال “سلمي وديموقراطي ودستوري” للسلطة.

وعرض غوايدو العفو عن الموظفين الحكوميين والعسكريين الذين يقررون دعمه.

وبدأت بعض الانشقاقات بالظهور، مع إعلان الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا السبت تأييده لغوايدو.

وإلى العنف، تخشى الأسرة الدولية كارثة إنسانية في هذا البلد الذي كان أغني دول أميركا اللاتينية وبات اليوم يعاني تضخما هائلا بلغ نسبة عشرة ملايين بالمئة في 2019 بحسب صندوق النقد الدولي، ونقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.