ونقلت وكالة الأنباء السعودية ( واس) اليوم عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي قوله إنه “وفي تمام الساعة الثامنة وسبع وخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق صاروخ باليستي من قبل المليشيا الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظة عمران باتجاه أراضي المملكة”.
وأوضح أن “الصاروخ كان باتجاه مدينة (نجران)، وأطلق بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض وتدمير الصاروخ، ولم ينتج عن اعتراض الصاروخ أية إصابات”.
وقال المتحدث إن “هذا العمل العدائي من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم المليشيا الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي رقم 2216، والقرار رقم 2231 بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي والإنساني”.
وبلغ إجمالي الصواريخ الباليستية التي أطلقتها مليشيا الحوثي باتجاه المملكة العربية السعودية حتى الآن 183 صاروخاً.
ومن جهة اخرى وجهت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تحذيرا للمملكة العربية السعودية بأنها تستعد لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لحملتها في اليمن.
وقال مصدران مطلعان بشكل مباشر على موقف “البنتاغون”، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، إن “وزارة الدفاع الأمريكية وجهت تحذيرا للسعودية بأنها تستعد لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لحملتها ضد الحوثيين في اليمن، إذا لم يظهر السعوديون أنهم يحاولون تقليل عدد القتلى المدنيين نتيجة الغارات”.
وأضاف المصدران: “إن الإحباط يتزايد، وأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس والجنرال جوزيف فوتيل، قائد عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، يشعران بقلق من أن الولايات المتحدة تدعم الحملة التي تقودها السعودية والغارات التي قتلت عددا كبيرا من المدنيين”.
كما صرح مسؤول أمريكي بأن “البنتاغون، وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية، بعثتا الآن برسائل مباشرة للسعوديين عن وضع حد لعدد الضحايا المدنيين، مضيفاً: “في أي مرحلة كفى ستعني كفى؟”، وفق “سي إن إن”.
وكانت “CNN”، نشرت تقريرا عن أن السلاح المستخدم في الغارة عبارة عن قنبلة موجهة بالليزر يبلغ وزنها 227 كيلوغراما من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، التي تعد من أكبر الشركات المتعاقدة مع الجيش الأمريكي.
وبعد هذه الغارة، قال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين، إنه أرسل جنرالاً أمريكياً كبيراً للحديث مع السعوديين حول ما حدث في الغارة، وأصبح من الواضح أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين حصلوا على تصريح من ماتيس باتخاذ نهج أكثر شدة مع السعوديين. وأجرى الجنرال الأمريكي مايكل غاريت لقاءات مع قيادات سعودية في 12 أغسطس/أب الجاري، لكن الاجتماعات لم تكن اعتيادية ونقل “رسالة صارمة”.
وقالت ريبيكا ريبارتش، متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الإخبارية، إن “الأحداث الأخيرة فرضت على قادة الجيش الأمريكي أن الموقف يتطلب تذكيرا خاصا وتأكيدا رسميا خلال زيارته”. ولفتت إلى أن “الجنرال غاريت نقل رسالة بشأن الاهتمام بواقعة الضحايا المدنيين التي حدثت مؤخرا. ونيابة عن الحكومة الأمريكية، واصل المطالبة بإجراء تحقيق شامل وسريع، والتأكيد على تقليل عدد الضحايا المدنيين”.
ودافعت الولايات المتحدة الثلاثاء عن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن الذي تتهمه الامم المتحدة بارتكاب “جرائم حرب”، وأكدت أنها ماضية في دعمه في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس في مؤتمر صحافي في واشنطن “نتعاون مع السعوديين والاماراتيين منذ سنوات عدة، مع قيامنا بكل ما هو ممكن للحد من إمكانية إصابة او مقتل مدنيين”، مضيفا “لم نواجه ولا مرة واحدة بنوع من اللامبالاة عندما عبرنا عن قلقنا”.
وتابع ماتيس “نعلم أن التدريب الذي قدمناه لهم يعطي نتائجه”.
وقال الوزير الاميركي أيضا “شاهدنا طيارين اكتشفوا وهم في الجو أن مهمتهم محفوفة بالمخاطر، فرفضوا إلقاء القنابل بينما كان سبق وسمح لهم القيام بذلك (…) كما شاهدنا اجراءات اتخذت لتحديد المناطق” التي توجد فيها مدارس او مستشفيات.
وتابع ماتيس “نقر بأن اي خطأ هو مأساوي تماما، الا أننا لم نلاحظ أي ازدراء من قبل الاشخاص الذين نعمل معهم (…) لذلك سنواصل العمل معهم للحد من هذه المأساة”.
ويقدم العسكريون الاميركيون الخبرات الى الطيارين السعوديين والاماراتيين لتجنيب المدنيين القصف، الا ان قوات التحالف العربي اتهمت مرارا بارتكاب تجاوزات، خصوصا بما يتعلق بغارتين قتلتا في الثالث والعشرين من آب/اغسطس 26 طفلا في غرب اليمن.
كما أدت غارة اخرى نسبت الى قوات التحالف العربي في محافظة صعدة في شمال اليمن الى إصابة حافلة كانت تقل أطفالا ومقتل 40 منهم، ما دفع الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى المطالبة بفتح تحقيق مستقل.
وختم ماتيس بالقول “نعم نحن نعيد بشكل دائم النظر في الدعم الذي نقدمه، إلا ان أفضل ما يمكن القيام به هو التوصل الى مفاوضات تحت اشراف الامم المتحدة”.
واتهمت الامم المتحدة قوات التحالف العربي بالمسؤولية عن “جرائم حرب” في اليمن، في حين ان الولايات المتحدة تقدم لهذه القوات التدريب والدعم بالوقود بشكل خاص.
الى ذلك قال التحالف العربي، الثلاثاء، إنه سيتخذ الموقف المناسب من تقرير مجلس حقوق الإنسان الأممي حول اليمن بعد مراجعة فريقه القانوني للتقرير.
وأفاد التحالف، عبر بيان نشرته قناة الإخبارية السعودية (رسمية)، بإحالة التقرير لفريقه القانوني.
وأوضح أنه “سيتخذ الموقف المناسب من التقرير بعد المراجعة القانونية” له.
وفي وقت سابق اليوم، قال تقرير أصدره فريق خبراء مفوّض من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن أفرادا من الحكومة اليمنيّة وقوات التحالف العربي، وأفرادا في سلطات الأمر الواقع (مسلحو الحوثي)، “ارتكبوا أفعالا قد ترقى إلى جرائم حرب، إلا أن تأكيد ذلك يبقى رهنًا بتقييم تجريه محكمةٌ مختصّةٌ ومستقلّة”.
وغطى تقرير فريق الخبراء، الفترة المُمتدّة من سبتمبر/أيلول 2014 وحتى يونيو/حزيران 2018، واعتبر أن “غارات التحالف الجوية أسفرت عن السقوط المباشر لمعظم الضحايا المدنيّين”.
يأتي ذلك بينما يؤكد التحالف العربي حرصه على تجنب إلحاق أي أذي بالمدنيين خلال عملياته باليمن، لكنه أقر بوقوع حالات قصف معزولة بالخطأ، لافتًا إلى أنه فتح تحقيقات فيها.
ولم يتسن أخذ تعليق من قبل الأطراف الأخرى التي ذكرها التقرير الأممي، غير أنها في الغالب تنفي القيام بانتهاكات ضد المدنيين.
كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرر نهاية سبتمبر/أيلول 2017، تشكيل مجموعة من الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين ذوي المعرفة بقانون حقوق الإنسان والسياق اليمني، لمدة سنة واحدة على الأقل، قابلة للتمديد بحسب الإذن.
وتتضمن مهمة الفريق “إجراء دراسة شاملة لجميع انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة وانتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع وذلك منذ سبتمبر (أيلول) 2014”.