"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر: عام من “الغياب الغامض” للكاتب فهمي هويدي الذي آثر الصمت ولم يعقب.. تساؤلات: هل توقف طوعا أم كرها؟ جلال أمين: أفتقده بشدة وأرجو له التوفيق في أي موقع يختاره .. محمد عمارة: وضع يجعلنا نخجل من إعلامنا.. إبراهيم يسري: مأساة الصوت الواحد.. سعد الدين إبراهيم: غياب مثير للقلق الذي آن له أن ينتهي.. حجازي: الصوت المعارض مطلوب

القاهرة ـ “رأي اليوم” :

اليوم يتم الكاتب الكبير فهمي هويدي عاما كاملا وهو غائب عن منبره الأثير في صحيفة ” الشروق” المصرية، حيث كان آخر عهد قرائه به كلمات غامضة نشرتها الصحيفة على استحياء في 1/ 7/ 2017، قالت فيها: “الأستاذ فهمي هويدي يبدأ اليوم إجازته الصيفية ويتوقف عن الكتابة في الشروق”.

غياب هويدي قوبل بـ “الصمت الرهيب” سواء من نقابة الصحفيين أو الإعلاميين أو الليبراليين الذين لم ينبسوا ببنت شفة!

في السطور التالية استطلاع آراء عدد من كبار الكتاب والمفكرين عن أسباب غياب هويدي التي يبدو أنه أسرها في نفسه ولم يعقب .

أفتقده بشدة!

“رأي اليوم” طلبت من المفكر الكبير د. جلال أمين تعليقا على غياب هويدي، فقال: “أفتقد فهمي هويدي بشدة، لأنه أيا كان الموضوع الذي يتناوله، فغالبا يصيب فيه كبد الحقيقة”.

وتمنى د. جلال لهويدي التوفيق في أي موقع يختاره أو يتاح له.

الخجل من إعلامنا!

أما المفكر الكبير د. محمد عمارة فيقول عن غياب هويدي : “الأخ والصديق فهمي هويدي واحد من رموز الصحفيين الذين يتميزون بالجدية والموضوعية والعقلانية والانتماء الى الوطن والحضارة الإسلامية، مشيرا الى أنه قامة كبيرة منذ أن كان أحد كتاب الأهرام المرموقين وحتى انتقاله للشروق.

وأضاف د. عمارة في تصريح خاص لـ “رأي اليوم” بمناسبة مرور عام على توقف هويدي في الكتابة بالشروق، أن حجب مقالات هويدي هو موقف مؤسف لا يقف عند شخصه، وإنما يمثل ظاهرة من ظواهر ضيق الصدر بالكلمة الحرة والرأي الموضوعي.

وتابع د. عمارة: “إننا نتمنى أن يكون لدينا إعلام يعير عن تيارات الفكر في بلادنا، حتى لا يستمر الوضع الراهن الذي يجعلنا نخجل من إعلامنا عندما نقارنه بالإعلام في البلاد التي تحترم العقل والفكر والرأي”.

مأساة الصوت الواحد

أما السفير إبراهيم يسري فيصف هويدي بأنه علامة وقيمة كبيرة تتميز كتاباته بالعمق والموضوعية، مشيرا الى أن الاستاذ هويدي كان يتصل به ويستشيره في معلومات قانونية ودبلوماسية قبل أن يكتب عن قضية ما.

واعتبر السفير يسري غياب هويدي عاما كاملا علامة سيئة جدا، مشيرا الى أننا لكي نعرف قيمة هويدي، ما علينا إلا قراءة ما يكتبه الآخرون.

وأبدى حزنه العميق على سيادة الصوت الواحد في الاعلام، معتبرا الصوت الواحد مأساة كبيرة .

أمر مقلق

أما د. سعد الدين ابراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي فيعتبر

غياب هويدي الغامض لعام كامل أمرا مثيرا للقلق.

وطالب د. سعد الدين الأجهزة الأمنية السبعة بالإجابة عن سبب غياب هويدي، مؤكدا أن غيابه أمر مريب، مثير للقلق، وأردف: “ولابد أن يكون للقلق من آخر!”.

وردا على سؤال من “رأي اليوم”:

هل تعتقد أن غياب هويدي طوعا أم كرها ؟.

أجاب د. سعد: أظن أنه غياب قسري .

الصوت المعارض مطلوب

الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أكد أن الصوت المعارض مطلوب في كل زمن للرد على من يقتنع بأفكار هويدي وإثارة الجدل والحيوية في النظام.

وأبدى حجازي حزنه على غياب الأصوات المعارضة لاسيما علاء الأسواني.