أهل السنة والجماعة لقب يتصارع عليه الصوفيون والسلفيون تشهد الساحة الدينية بين الحين والآخر، حربًا حامية الوطيس بين علماء المنهج الصوفى من جهة وبين علماء المنهج السلفى من جهة أخرى، بسبب مفهوم “أهل السنة والجماعة”، حيث يريد كل منهما الاستئثار بهذا المفهوم، والانفراد به دون الآخر، الأمر الذى يجعل العديد من المناوشات تحدث بين الصوفية والسلفية فى مصر، بسبب هذا الأمر.
قال الدكتور رياض بازو، شيخ الطريقة النقشبندية بدولة لبنان، إن أهل الحق عندما سكتوا ظن أهل الباطل أنهم على حق، ولذلك فنرى دائمًا التيارات السلفية، تقول على نفسها إن الممثل الشرعى لأهل السنة والجماعة فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، وهذا الأمر غير صحيح لأن أهل السنة والجماعة الحقيقيين، هم الماتريدية والأشاعرة وعلى ذلك السلفيين خالفوا الحقيقة وأرادوا تزوير التاريخ بإحتكار هذا المفهوم الدينى الكبير.
وأوضح “بازو” في تصريح لـ”الدستور” أن مؤتمر غروزنى الأخير فى الشيشان، كان سببه الرئيسى الرد على الجماعات السلفية التى أرادت فى وقت معين، احتكار هذا المفهوم لصالحها، ولكن هيهات لهم، لأن الحق أحق أن يتبع، ولذلك تم التأكيد فى هذا الملتقى على أن “أهل السنة والجماعة” هم الصوفية، وأصحاب المنهج الإسلامى الوسطى البعيد عن التشدد والعنف.
فى سياق متصل، قال الشيخ قنديل عبدالهادى الداعية الصوفى، إن الرسول “صلى الله عليه وسلم”، قال خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”، وعلى ذلك هؤلاء هم السلف الصالح الحقيقيون الذين تمسكوا بمفهوم أهل السنة والجماعة، ثم اتبعهم الصوفية بعد ذلك، والدليل على ذلك أن كافة أسانيد الصوفية مبنية على القرآن الكريم وعلى السنة النبوية المطهرة، ومنهج السلف الصالح هو من حدد أهل السنة والجماعة ولا يجب على السلفيين أن يحتكروا المفهوم على أنفسهم فقط.
وتابع” قنديل” أن الإمام أبوالعزائم، وهو أحد أئمة الصوفية الكبار فى مصر، قال: “يا أولادى كل من قال لا اله إلا الله محمد رسول الله فله قسطًا من أبوة رسول الله، صلى الله عليه وسلم”، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن مفهوم السنة والجماعة خرج على يد معاوية بن أبى سفيان لمواجهة التيارات الشيعية فى الوقت الذى حدث فيه الفتنة بين المسلمين وبين الإمام على بن أبى طالب وبين معاوية بن أبى سفيان، وبعد ذلك أصبح هذا المفهوم هو يضم كل التيارات الملتزمة بالكتاب والسنة.
ومن جانبه، قال سامح عبدالحميد حمودة، الداعية السلفي، إن التيار السلفى هو الممثل الشرعى لأهل السنة والجماعة، وذلك لأنه أكثر التيارات الموجود على الساحة التزامًا بالكتاب والسنة والشرع الشريف، لكن الصوفية يوجد لديهم الكثير من البدع والخزعبلات التى تخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة.
وأضاف “عبدالحميد” أن التيار الصوفى لا يلتزم بالكتاب أو السنة، والدليل على ذلك الصلاة فى المساجد التى بها قبور، بالإضافة إلى إقامة حلقات الذكر، حيث أن كل هذا لم يكن موجود فى عهد الصحابة، رضوان الله عليهم، مما يترتب عليه، عدم التزام الصوفية بالمفهوم نفسه.
الدستور