"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

«السلفيون » يخططون للفوز بمناصب جديدة

  الجماعة الإسلامية تسعى للتواجد وعبود الزمر يقود تيار التجديد الذى أعلن تأييده لعملية سيناء
«السياسة» لعبة ليس لها ثوابت، فاليوم أنا معك، وغدًا أنت عدوى، هكذا تسير اللعبة، فوفقًا للمصالح تتغير الآراء والتحالفات، ومع الانتخابات الرئاسية تسعى التيارات السياسية للحصول على أى مكسب يمكنها من التواجد على الساحة.
السلفيون يريدون كرسى الوزارة لم تكن العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى و«السلفيين» بشكل عام وحزب «النور» خاصة، تشهد أى توترات، فهم كانوا أحد الفصائل التى ساندت ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، ورغم ذلك لم تكن حصتهم من مقاعد مجلس النواب بالحجم الذى توقعوه، ما جعل البعض يرى أن الدعوة السلفية تتعرض لضغوط سياسية، خوفًا من إعادة تجربة الإخوان، ورغم ذلك لا يترك «حزب النور» الذراع السياسية للدعوة السلفية مناسبة إلا ويعلن دعمه ومساندته للنظام الحاكم، ما يجعل ملف السلفيين من الملفات التى لا تشكل تهديدًا للرئيس المقبل.
وفى هذا السياق، يرى الباحث بشئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، أن الأمور بين الرئيس المقبل و«السلفيين» ستكون متوازنة، وربما يتم استخدامهم فى عقد بعض التسويات، خاصة أن أداء نواب حزب النور داخل البرلمان يشير وبقوة إلى أنهم يدعمون السلطة وليسوا ضدها بأى شكل من الأشكال.
وتابع: «الدولة أو بمعنى أدق الرئيس المقبل لا يرغب فى الظهور بمظهر الشخص الذى يقصى الأحزاب الدينية، بدليل استمرار بعض الأحزاب الدينية فى العمل السياسى، وبالتالى فلن يتم إقصاؤهم من المشهد، بل من المتوقع وجودهم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، حيث دشنوا عشرات المؤتمرات لدعم ومساندة الرئيس الحالى فى الانتخابات».
فيما أكد مصدر بحزب النور لـ«الصباح»، أن الجماعة السلفية تتطلع للفوز بنسبة كبيرة فى انتخابات المجالس المحلية، وهناك لجان تعمل داخل أمانات الحزب بالمحافظات للنجاح فى تلك الخطوة، مضيفًا أنه لن يتوقف طموح «الدعوة» عند هذا الحد بل هناك تطلعات للمشاركة فى الحكومة فى أقرب تعديل وزارى يتم بعد الانتخابات الرئاسية، وكذلك حركة المحافظين.
الجماعة الإسلامية ومحاولة البقاء
رغم أن ظهورها على الساحة لم يعد بالصورة المؤثرة، فإن الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، تسعى للتواجد تحسبًا لأى جديد بالمشهد السياسى، حيث أكد القيادى الهارب طارق الزمر، أن الحزب مستمر ولا يمكن القضاء عليه، يأتى ذلك بعد وجود دعوات لحل الحزب كونه قائم على بعد دينى، هذا بخلاف موقف طارق الزمر «صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بالحزب» المعادى للدولة، وهجومه عليها باستمرار، لكن على جانب آخر يسعى تيار التجديد بالجماعة لصناعة نوع من التفاهم مع الدولة وأجهزتها بما يدعم هدفها فى الاستمرارية.
وفى هذا السياق أكد ياسر فراويلة القيادى السابق بالجماعة، أن مرحلة ما بعد عصام دربالة، أصبحت الجماعة أكثر ميلًا للبعد عن العنف والتحالف مع الإخوان الذى جر عليهم الكثير من المشاكل، مضيفًا أن هناك قيادات تتفهم الموقف بواقعية، وهو تيار عبود الزمر، وأسامة حافظ وعلاء أبوالنصر، فهناك مؤشرات لانخراط الجماعة فى الحياة العامة بأسلوب أكثر واقعية وقانونية، خاصة بعد بيان عبود الزمر المؤيد لعملية سيناء 2018، علاوة على بيان الجماعة والحزب الداعى للتصويت فى انتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذى يعارضه الإخوان.شباب «الإخوان» يرحل رغم محاولات الجماعة الإرهابية للسيطرة على حالة التمرد التى انتشرت بين شبابها، فإن الفترة المقبلة ستشهد تفتيت الجماعة من الداخل، حيث بدأ الشباب يفكرون بالعودة مرة أخرى إلى مصر والتصالح مع الدولة، كما رفضوا تبريرات القيادات التى بدأت تتقاتل بسبب الأموال، فيما تم طرد شباب الجماعة من منازلهم بعدة دول أبرزها السودان، وذلك لعدم قدرتهم توفير نفقات الإقامة، أما القيادات فتتجه محاولاتهم لخلق ثقل لدى الدول الغربية واستمرار العلاقات مع تلك الدول عبر الوسطاء وهم تركيا وقطر، وذلك لضمان استمرار الإقامة فى تلك الدول والتواجد بالمشهد السياسى، بينما ينتظر قادة الجماعة بالسجون تنفيذ العقوبات التى تم الحكم عليهم بها خلال الفترة الماضية.
الأحزاب «احتمالات الصحوة»
رغم أن الحياة الحزبية فى مصر ظلت فى حالة غيبوبة لسنوات طويلة، أثرت بالسلب على الوضع السياسى فى مصر، إلا أن فترة ما بعد الانتخابات تحمل العديد من التوقعات بصحوة بعض الأحزاب وظهور أحزاب أخرى على الساحة تكون أكثر فاعلية، وذلك بعدما أكد الرئيس ضرورة إيجاد حل لأزمة الأحزاب وظهرت احتمالات باندماج بعضها، وهو الأمر الذى يواجه بعض الصعوبات، فيما بدأت بعض الأحزاب فى تأييده، ومن جانبه قال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل: إن فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية ستشهد تغييرًا كبيرًا فى الحياة الحزبية، فيما سيكون تغييرًا نحو الأفضل.
وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد أكثر من محاولة لتأسيس حزب أو أكثر، أحدهما يمثل كتلة دعم مصر فى مجلس النواب، والثانى يكون قريبًا من الدولة، فيما ستشهد الحياة الحزبية الحالية تكوين عدد من الائتلافات التى تضم عددًا من الأحزاب المتقاربة فى البرامج والأفكار، وسيكون هناك اهتمام أكثر من الدولة بتفعيل المادة الخامسة من الدستور التى تنص على أن النظام السياسى يقوم على الأحزاب السياسية.
 الصباح