"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

سر رسالة ال CIA الى ترامب وماذا اراد من التظاهرات في ايران.

 

كم هم كثر الذين لم يفهموا العقلية الإيرانية مع العلم بان مواقف وتصريحات السيد علي الخامنئي من قضية القدس وفلسطين والصراع مع الاستكبار العالمي، واضحة كوضوح نور الشمس،  كما ان مواقف وتصرفات السيد نصرالله لا لبث فيها بالمطلق ان كان على مستوى الحروب العسكرية والصراعات السياسية مع العدو الاسرائيلي من اجل القضية الفلسطينية او الصراع العربي الاسرائيلي، والمشروع الثوري الاسلامي يقول صراحة ان قضية فلسطين هي صلب العقيدة الاسلامية.

وهنا مشكلة أمريكا وأتباعها مع الثورة الإسلامية وأبناؤها، وللحقيقة والأمانة ربما كان كافة صناع الساسة والحروب بالعالم الذين ينتمون الى الفكر الرأسمالي يعانون من ذات نمط التفكيري، فالرأسمالي يعتقد بان كل شيء قابل للمساومة ( البيع والشراء) .

فأمريكا التي كشفت خطر حجم الدور الإيراني عليها عبر لسان مندوبتها بالأمم المتحدة السيدة نيكي هالي عندما قالت كنا نعتقد بأن السماء ستقع على الأرض بعد قرار القدس عاصمة إسرائيل، وبالتأكيد هي لم تقصد الأمة العربية التي ستجعل السماء تقع على الأرض لأن غالبية النظم العربية متفقة مع قرار الرئيس ترامب.

إذا نيكي هال قصدت كنا نتوقع من إيران ان تهدم الهيكل على الجميع وتجعل السماء تقع على الأرض ردا على قرار ترامب.

ولكن بعد ظهور المواقف الإيرانية المتسمة بالهدوء وموقف سماحة السيد نصرالله الذي طالب فيه بفتح حربا إلكترونية على ترامب وإسرائيل تضامنا مع القدس، دخلت حكومة ترامب والعدو الإسرائيلي بحيرة من أمرها، وكان هناك سؤالين كبيرين يطرحان.

1- ما سر هذا الهدوء في محور الثورة الاسلامية والمقاومة.

2- هل وصلت رسالة ترامب التي أرسلها مع الرئيس بوتين عندما قابل السيد خامنئي، بأنه مستعد ان يمزق الاتفاق النووي ويدمر المنطقة بمن فيها بحال تم تجاوز الخطوط الحمراء، بعد قرار القدس عاصمة اسرائيل.

ولكن لو تأثرت إيران بتهديدات أمريكا لما زادت وتيرة الحرب في اليمن ولما تسارعت الحرب على الإرهاب في سورية وكأنه صراع مع الوقت، ما الذي تعده إيران الثورة بالتنسيق مع قوى المقاومة.

وبقيت هواجس تصرفات الثورة الإسلامية والمقاومة تؤرق ترامب وحكومة العدو الإسرائيلي.

مما دفعهما إلى الطلب من منافقي خلق الإيرانيين ان يفتعلوا ازمة تؤدي لخلق نوع من الفوضى لارباك قيادة الثورة والمقاومة، كما أمروا القيادة السعودية وعيال أبوظبي بأن يحركوا كل أدواتهم ويستخدموا إعلامهم وأموالهم من أجل دعم حالة الفوضى بإيران.

لذلك علينا ان نصدق ان بعض قيادات cia أرسلت رسائل تحذر ترامب من العبث مع إيران وهذه ليست الرسالة الأولى ولن تكون الأخيرة، الفيلسوف أرسطو حذر اسكندر المقدوني من الاعتداء على الشعب الفارسي العظيم، وأيضا رونالد ريعان حذروه الفرنسيين وأجهزة استخباراته من العبث مع الثورة الإسلامية، حتى يقال أن الرئيس ريغان أصبح يعيش فوبيا عظمة الامام الخميني العظيم حيث كان يعتقد بان الامام الخميني يملك قوى خارقة وهذا ما نقله الفرنسيين عن شخصية الامام الخميني لكل من بريطانيا وامريكا، لذلك زار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الشاه مرتين خلال عام ليفهم سر الإمام الخميني ويحذر الشاه من قوته.

ولكن ترامب قرر المضي بمشروعه وهو محاولة زعزعة استقرار الجمهورية الاسلامية والذي يفهم النظام العميق يفهم لماذا قام ترامب بهذه المحاولة حتى لو فشلت.

فالرئيس الامريكي يريد ان يفهم ماذا تريد الجمهورية الاسلامية وما مقدار إصرارها على المضي بمشروعها السياسي بالمنطقة، فقال ان نجحنا او فشلنا بتحريك الشارع الايراني من خلال استخدام المعارضين للثورة، فان كافة الاوراق السياسية التي تخفيها الجمهورية الاسلامية ستكشف، وفي هذه الحالة تستطيع امريكا ان تقرر اذا كانت ستكمل مشروعها بالشرق الاوسط او تتريث قليلا.

وهي نظرية مقبولة سياسيا فامريكا اعظم دولة بالعالم تقارع اعظم واعرق واعمق فكر سياسي في قارة اسيا، فان كانت الجمهورية الاسلامية لا تريد مواجهة قرار ترامب المتعلق بفلسطين فانها بالتأكيد سوف تعمل على ان تستمر التحركات والتظاهرات بوتيرة معينة، كي تجد ذريعة تبرر من خلالها انشغالها عن القضية الفلسطينية بحجة وضعها الداخلي،وفي هذه الحالة يقرا ترامب ان ايران قد غضت الطرف عن ما يقوم به وهذا يعني عودة المياه الى مجاريها كما كان الامر قبل قيام الثورة الاسلامية.

ولكن الجمهورية الاسلامية التي عملت على استيعاب الشارع وعودة الاستقرار الى الجمهورية الاسلامية بطريقة ديمقراطية حضارية، نجحت بإفشال المخطط الامريكي بحكمة بالغة واعادة الرسالة الى ترامب مع جواب المواجهة وبانه لا شيء على وجه الكرة الارضية سوف يثني الثورة عن المضي بمشروعها وهو تحرير فلسطين ومواجهة الاستكبار العالمي، مما جعل الرئيس ترامب يفقد صوابه ويجن جنونه ويذهب الى مجلس الامن ليفتح مرحلة جديدة من الحروب مع الجمهورية الاسلامية التي سجلت بالامس انتصارا على القيادة الامريكية وحلفاؤها يعادل المتغير الذي احدثته الحرب العالمية الاولى.

في المقال القادم ان شاء الله نكمل تداعيات ماذا حصل والذي سيحصل عربيا ودوليا والمتغير.