"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مفتي السعودية: الزعماء الإيرانيون “ليسوا مسلمين” مع تصاعد الخلاف بشأن الحج

 صحفيو رويترز :

ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجيج لأداء شعائر الحج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.

وتتزايد التوترات بين البلدين منذ أن قطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير كانون الثاني في أعقاب اقتحام سفارتها هناك ردا على إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

وفي تصريحات يوم الاثنين انتقد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إدارة السعودية للحج بعد حادث تدافع العام الماضي قتل فيه مئات الحجاج. وقال إن السلطات السعودية ”قتلت“ بعضهم واصفا حكام السعودية بأنهم ”لا يعرفون الله ولا دين لهم“.

وردا على سؤال من صحيفة مكة السعودية قال آل الشيخ إن تصريحات خامنئي ”أمر غير مستغرب“.

وفي إشارة إلى القيادة الإيرانية نقل موقع آراب نيوز الناطق بالإنجليزية عن آل الشيخ قوله ”يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين فهم أبناء المجوس وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة.“

ولن يؤدي الإيرانيون الحج هذا العام بعد أن انهارت محادثات التنسيق بين البلدين في مايو أيار.

والتقى خامنئي يوم الأربعاء مع عائلات الحجاج الإيرانيين الذي قتلوا في حادث التدافع في منى العام الماضي ودعا إلى تشكل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في سبب التدافع.

وقال خامنئي ”آل سعود شجرة خبيثة ملعونة غير مؤهلة لإدارة الحرمين الشريفين.“

* تعصب

أثارت تصريحات آل الشيخ التي نشرت يوم الثلاثاء ردا لاذعا من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي قال إنها دليل على تعصب الزعماء السعوديين.

وكتب ظريف عبر حسابه على تويتر ”في الواقع ليس هناك وجه شبه بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين والتطرف المتعصب الذي يدعو إليه كبار علماء الوهابية وأساطين الإرهاب السعودي.“

وعادة ما تسعى السلطات السعودية إلى تجنب النقاش العام بشأن صحة إسلام الشيعة لكنها ضمنا تعتبرهم مسلمين باستقبالها للحجيج الإيرانيين وباستقبال الإيرانيين الزائرين لمنظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من السعودية مقرا لها.

وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الكلمات القاسية لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط حيث تتنافس السعودية وإيران على النفوذ في دول مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.

وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر للصحفيين ”لا نريد بأي شكل من الأشكال أن نرى هذا النوع من الخطاب الذي شاهدناه في اليومين الماضيين والذي لن يؤدي إلا إلى تصاعد التوتر.“

وقال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ إن السعودية مؤهلة للإشراف على المواقع المقدسة متهما إيران بمحاولة إثارة الخلافات الطائفية مع تجمع نحو 1.3 مليون حاج في مكة هذا الأسبوع.

وأضاف الوزير في تعليقات نقلتها صحيفة عكاظ ”النظام الإيراني الآن معزول عن علماء العالم الإسلامي والأمة الإسلامية فهم يحاولون أن يخطفوا أناسا من هنا وهناك للقيام بما يشين لكن في الحقيقة الدول الإسلامية جميعاً مع المملكة العربية السعودية في قيامها بواجباتها ومسؤلياتها ومقدرين للمملكة حفاظها على الحرمين الشريفين وعلى المقدسات الإسلامية.“

وقال أحد الحجيج ويدعى موسى عبدي قرب الحرم المكي إن المنطقة يجب أن تعمل على حل خلافاتها الأيديولوجية والسياسية.

وأضاف عبدي وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري ”لسنا وحدنا في هذا العالم ونواجه صراعات سياسية أخرى. يجب علينا أن نتوحد… يجب أن نتغلب على هذه الخلافات التي تهدف إلى إثارة الشقاق في العالم الإسلامي.“

وقال حاج مصري يدعى طارق محمد الحافي إنه لا يستطيع أن يتصور أن تحدد دولة أخرى غير السعودية التشريعات الدينية.

وأضاف ”السعودية هي رمز الإسلام وكرامة الإسلام ورفعة الإسلام.“

وتقول الرياض إن 769 حاجا لقوا حتفهم في حادث التدافع في منى العام الماضي وهو أعلى عدد وفيات في الحج منذ حادثة تدافع في عام 1990. لكن إحصاء عدد القتلى الذي أعلنته الدول التي تسلمت جثث ضحاياها يشير إلى أن الإجمالي يزيد على ألفي قتيل بينهم أكثر من 400 إيراني.

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان