"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“قادمون” تفقد اسرائيل حصانتها الالكترونية

h-k-القلم

لم تعد مجالات مواجهة العدو الاسرائيلي محصورة بالأرض والميدان. التصدّي للصهاينة يمتدّ الى مجالات أوسع وأوزن أبرزها الشبكة العنكبوتية. تتبّع وتعقّب الاسرائيليين أينما حلّوا واستوطنوا أصبح مسؤولية من اختار مقاومتهم.
بناءً على هذه القاعدة، شكّلت سبع مجموعات شبابية جبهة حملت اسم “قادمون” لاختراق المواقع الرسمية والخدماتية في الكيان الغاصب، بعيدا عن أية مرجعية سياسية. في 25 أيار الماضي، نفّذ الـ”هاكرز” التابع لـ”قادمون” أولى هجماتهم المعلنة، بعد مناورات الكترونية كانوا قد نظّموها منذ عام 2013 لتعطيل صفحات خاصّة بمؤسّسات أمنية داخل “تل أبيب”. لكنّ العملية الأهمّ تحقّقت في 12 تموز الفائت تزامنا مع الذكرى التاسعة لعدوان 2006 على لبنان.
جواد، شاب عشريني، تطوّع في جبهة “قادمون”، لمؤازرة المقاومة في الميدان. شارك في آخر هجوم طال عشرات المواقع الصهيونية. تفاصيل اقتحام الصفحات الاسرائيلية طويلة ومشوّقة. عند الاستماع اليها من جواد تظهر حساسية المهمة التي جنّد نفسه لأجلها، خضع لدورات تخصّصية على مستوى متقّدم في علوم الكومبيوتر الى جانب شهادته الجامعية. وعلى غرار جواد، التحق 6 آخرون (دون 30 عاما) بـ”قادمون” بقيادة ثائر الحسيني، تتنوع مشاربهم وانتماءاتهم العقائدية، فمنهم المسلم والمسيحي، وكذلك جنسياتهم لبناني وغير لبناني بالتعاون مع خبرات في الداخل الفلسطيني.
يقول جوادفي حديث لموقع”العهد الاخباري” وتابعته “المسلة”، إن عملية تموز الأخيرة احتاجت شهرين متتاليين لتحضيرها من ناحية البحث عن الأهداف ومراقبتها وتقييم أهميّتها ومدى حصانتها، ودراسة إمكانية نجاحها بعيدا عن أية هفوة أو خطأ تقني وصولا الى إتمام العملية، ويشرح أن تنفيذ الهجوم تألّف من مرحلتين: الأولى حرمان الموقع الاسرائيلي من الخدمة أي تعطيله بحيث يتعذّر تصفحّه ويتحوّل الى غير متوفر، والثانية اختراق الموقع الى حدّ التحكّم به. في الضربة الأخيرة، تولَّت خمس مجموعات حجب مواقع صهيونية عن الخدمة، فيما ركّزت مجموعتان أخرتان على خرقها ونشر صورة للقائد الجهادي الشهيد الحاج عماد مغنية.
يشير الهاكرز جواد الى أن توقيت عملية تموز كان لافتا، فقد انطلقت في الساعة نفسها لعملية الوعد الصادق التي نفّذتها المقاومة قبل تسع سنوات أي عند 11:30 غير أن القرصنة استمرّت حتى الساعة الخامسة عصرا، ويلفت الى أن الجهود بعد ذلك صُبّت على إلهاء الاسرائيليين بأهداف تمويهية لها علاقة مباشرة بموقع البريد الخاص بكلّ الوزارات في “اسرائيل”، والغرض من هذا استنزاف الصهاينة الى أقصى حدّ، وحينها انتقل العمل تدريجيا لضرب مواقع خدماتية واقتصادية وحياتية تؤثّر على حياة المستوطنين بشكل مباشر، الى أن تمّ رفع صورة الحاج عماد على 150 موقعا عبريا أهمّها مواقع الموساد ووزارة النقل ومكتب الصحافة الخاص بالحكومة ومطار بن غوريون إضافة الى موقع sportaf.co.il المصنّف من أوائل المواقع الاسرائيلية.
أمام هذا الهجوم الكبير، بذل الاسرائيليون جهودا مضنية من أجل استرجاع مواقعهم التي ظلّت خارج الخدمة ليومين، كما يؤكد جواد. ولأن المهمة شاقة وحساسة، فهي تتطلّب اتخاذ المشاركين في الجبهة احتياطات أمنية بحيث يعجز الاسرائيلي عن الوصول الى مصدر الهجوم وأي جهاز استخدم من أجل تنفيذه.
عند قراءة إعلانات صفحة “قادمون” على الفيسبوك، يظهر بوضوح أن القائمين عليها يعتمدون أسلوب البيانات الحربية لإبلاغ المتصفحين عن عمليات الهاكرز على غرار ما يفعل الاعلام الحربي في المقاومة، ولذلك نشر من يديرها عناوين المواقع الاسرائيلية التي باتت مخترقة، وأي مجموعة نفّذت القرصنة، وعليه يتبيّن أن “قادمون” تضمّ “مجموعة الشهيد احمد الدنف (محروم)”، و”مجموعة الحاج عماد مغنية”، و”مجموعة السيد موسى الصدر”، و”مجموعة القدس”، و”مجموعة جهاد عماد مغنية”، و”مجموعة الشيخ راغب حرب”، و”مجموعة السيّد عباس الموسوي”، غير أن الحملة أطلق عليها اسم “العماد” تكريما لعطاءات الحاج عماد في عدوان تموز ودوره الأساس في صناعة نصر آب 2006. إلّا أن عنصر المفاجأة والمباغتة سيطبع في المرحلة القادمة أسلوب الهاكرز، وفق ما يقول جواد، ولا مكان بعد اليوم لأي تمهيد أو إنذار من شأنه أن ينّبه الاسرائيليين مسبقا، فالهدف ضربهم وإضعافهم وإلحاق الخسائر بهم ولاسيّما على الشبكة العنكبوتية.

المصدر:شفقنا العربى