"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

عودة الخلافة الإسلامية ونهضة الأمة أم مؤامرة ماسونية معدة لدمار وخراب الأمة فأين الحق والصواب بين الفكرين المتناحرين إنقسمت الأمة الإسلامية خلال الف…ترة الماضية وبالضبط بعد إنطلاق الثورات العربية من تونس الحبيبة إلى فرقتين متناحرتين فكريا .. فرقة

عودة الخلافة الإسلامية ونهضة الأمة أم مؤامرة ماسونية معدة لدمار وخراب الأمة فأين الحق والصواب بين الفكرين المتناحرين

إنقسمت الأمة الإسلامية خلال الف…ترة الماضية وبالضبط بعد إنطلاق الثورات العربية من تونس الحبيبة إلى فرقتين متناحرتين فكريا .. فرقة

فأين الحق والصواب بين هذين الفكرين المتناحرين …؟!

الواقع المحزن والمضحك في نفس الوقت … أن كلتا الفرقتين على حق وصواب إذا إجتمعت … وكلتا الفرقتين على خطأ وضلال إذا إفترقت ..!!

فالحقيقة تكمن في دمج الفكرين مع بعضهما البعض وربط أحداثها مجتمعة بالأحاديث الإسلامية التي تتحدث عن آخر الزمان …

فقد بدأت الماسونية الصهيونية بالإعداد لهذه الثورات العربية منذ سنوات طوال … إبتداء من المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897 في بازل بسويسرا على يد الأب الروحي للصهيونية الحديثة هرتزل … وبنت عليها كل أحلام الماضي والمستقبل … والتي يطمحون من خلالها إلى إشعال العالم أجمع بحرب عالمية طاحنة تحرق الأخضر واليابس … ويحلمون بأن إشعال الفتن عن طريق الثورات العربية سوف يؤدي إلى تدمير الدول الإسلامية داخليا في كل النواحي العسكرية والإقتصادية والبشرية … لكي تخلو لهم الأراضي في الدول المحيطة بدون قتال ويدخلونها براحة ومن دون مقاومة ليعلنوا إسرائيل الكبرى بأقل الخسائر … على حد زعمهم طبعا …

فقد أعدوا منذ عام 1897 ثلاثة حروب عالمية … الأولى تؤدي إلى هجرة اليهود إلى فلسطين وتأسيس المستوطنات بعد الحرب العالمية الأولى … والثانية تؤدي إلى تأسيس دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية … أما الثالثة فهي التي تلي الحرب العالمية الثالثة القادمة والأخيرة والتي يحلمون بها لكي يمددوا إتساع دولتهم من النيل إلى الفرات كما هو لازم في التوراة “المحرفة” لكي يظهر “مخلصهم الدجال” ليحكم العالم أجمع بعد أن تدمر الدول الكبرى بعضها بعضا في الحرب القادمة … على حد زعمهم أيضا …

ولقد قاموا بتجهيز دول العالم في كل النواحي التي تهيء ظروف الصراع العالمي وإشتعال الحرب العالمية الثالثة منذ سنوات … وأهمها بدأ مع “الثورة العربية الكبرى” في عام 1916 والتي مولها الغرب الصهيوني وخطط لها مستعينا بعدد كبير من “العملاء العرب” للإنقلاب على دولة الخلافة العثمانية الموحدة وتقسيم الإرث بين المنقلبين وتعيينهم ملوك ورؤساء وحكام للدويلات المقسمة والمستعمرة من جديد …

وإياك أن تغرك الأعذار التي تقول أن السنوات الأخيرة من الخلافة العثمانية ملأها الفساد والظلم … فلو كانت النوايا سليمة … لثرتم عليهم ووليتم عليكم من تريديون وحافظتم على الأمة الواحدة في نفس الوقت بدلا من الفرقة والتقسيم والتوريث … ولكن التاريخ سجل مؤامرة المصالح هذه والتاريخ لا يرحم …

ومنذ حينها … قام الولاة الجدد … بنشر سموم القومية والوطنية والعلمانية والنعرات الطائفية وحبسوا الأرواح في دوامات من القمع الأمني الجبري بينما قاموا بنهب البلاد والعباد وبيع الأراضي والمؤسسات … ونشر تاريخ كاذب محرف في المدارس والجامعات … وسلطوا وسائل الإعلام لغسل ما تبقى من الأنفس والعقول … والقائمة لا تنتهي هنا بل تطول …

في هذا الوقت … كانت إسرائيل تبني دولتها وتقوي عتادها وتعد العدة للجميع … حتى تنتهي مرحلة الهدنة بالتحصين … وإعلان الحرب للتخلص من الجميع على حد زعمهم …

وبعد أن إنتشرت فضائح المتآمرين في كل مكان بعد سنين الذلة والهوان … وعندما إنطلقت الثورات العربية لتعبر عن ما في قلوب العباد من ظلم وإستعباد … قاموا بإدارة الآزمات وإفتعال المؤامرات الداخلية في كل الدول لمحاولة تضيع الحق بين أكوام الفساد … وشغلوا أيدي الإعلام لتساهم بدورها في تنظيم الفتن في كل مكان … بل وإشغالنا بأنفسنا بدلا من أن نتجهز للعدو الحقيقي الذي ينسق كل الأحداث …

وأما عذر الحرب والإستبداد سيكون بسبب عودة “الإسلام” ظاهريا في البلاد حتى لو لم يكن حقيقة لديه القدرة على إدارة العباد الآن … فالإسلام أصبح “إرهاب” … أليس هذا هو الحال الآن ..؟!

وفي سوريا نجد كل تفاصيل الحكاية … أشعلت ثورتنا المباركة نيران “الحقد” في النظام الإيراني ومن والاه … وأصبحت مسألة حياة أو موت لهم … بينما أشعلت نار “الكره” لهم في بقية العالم الإسلامي بسبب خوف “الحلف الفارسي” على مصالحهم في سوريا أكثر من دماء النساء والأطفال … وهل ستوفر الماسونية فرصة مثل هذه لإشعال النيران … فمن أحضر الخامنيئي والمالكي وغيره غير فرنسا وأمريكا وغيرهم ..؟؟ ومن أحضر “العملاء العرب” إلا فرنسا وبريطانيا وغيرهم ..؟؟
وهل هم حقا يمثلون شعوبهم المخدوعة ….؟!

إسرائيل تريد أن تخلط الحابل بالنابل … تجعل دول العالم الكبرى تصطدم وتدمر بعضها بعضا … فروسيا والصين وغيرها إصطفت إلى جانب النظام السوري وإيران … وأمريكا وأوروبا وقفت بدون جانب … نعم تظهر دعم الثوار الأحرار … بينما في الواقع تصمت على كل الجرائم ولم تتدخل مباشرة كما حدث في ليبيا وذلك لأن الخطة الآن تتوجب الإشعال وليس (الإنقاذ) ..!!

ويعرفون أن الدول الإسلامية الباقية كلها تطفح بالعملاء ولن يتدخل أحد حتى تنطبخ الطبخة على النار … حرب سنية-شيعية تجر العالم أجمع إلى حرب شاملة طاحنة … وتحلم إسرائيل بأن تختبئ في ملاجئها حتى تدمر القوى العظمى بعضها ويبقى أمامهم “العرب الضعفاء” على حد زعمهم … لتظهر إسرائيل الكبرى وتقود العالم في النظام العالمي الجديد …

وللعلم … فإن قادة الدول العظمى كلها من أمريكا وأوروبا إلى روسيا والصين وغيرها كلهم من الماسونية وقد تم تنصيبهم بعد الحروب والثورات … وما يقومون فيه فقط تمثيل على شعوبهم لكي يقنعوهم بالحرب وتدمير البلاد … فهم مجرد دمى راقصة تحركها الماسونية العالمية مثلما تريد لتحقيق الغاية الأسمى (إسرائيل الكبرى والمخلص) …

وكل ما ذكرت مجرد عينة من الواقع المرير الذي أخبرنا به نبينا وحبينا محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال عليه الصلاة والسلام: “” يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ” .”

ولاحظ الحالة التي أصبح فيها كل العالم يحدد مصيرنا ويتحكم بنا … من أمريكا وأوروبا إلى روسيا والصين … ونحن كأننا غير موجودين أصلا … فقط كأننا ساحة الحرب التي تخوضها الدول الكبرى صراع البقاء …

كما قال عليه الصلاة والسلام-: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذا وحلق بين إصبعيه، قالت له زينب: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم، إذا كثر الخبث)

كما قال الله عز وجل في سورة الأنبياء (وحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ(96)) صدق الله العظيم …

وأعلم أن الكثيرين سيختلفوا معي في تفسير “يأجوج ومأجوج” في هذه الآية بالذات ولكني أجتهد لأقول وأجري على الله عز وجل أن “يأجوج” هم أقوام الحلف الصهيو-روسي-صيني وأما “مأجوج” فهم أقوام الحلف الصهيو-أمريكي-أوروبي وقد خرجوا منذ زمن بعيد من (مملكة الخزر الوثنية) وأحفادهم وجدوا في أوروبا الشرقيةموطنا لهم ومنها تغلغلوا في كل أرجاء الأرض وفي أمتنا وخصوصا فلسطين خلال القرن الماضي … وهم الآن يعدون لحرب “يأجوج” و”مأجوج” بتنسيق ماسوني كامل واسأل الله عز وجل أن ييسر لنا كتابة مقالة كاملة موثقة عن تاريخهم السري … ولكن يكفي أن أقول لكم أن لقب جورج بوش الإبن في الماسونية هو “مأجوج” ويا لها من مصادفة … فلا أريد أن أطيل بهذا المقال لكي لا تضيع الفكرة التي تهمنا الآن .. ولكن أرجوكم يكفي إنتظار لمخلوقات شبه فضائية تخرج من باطن الأرض في آخر الزمان … فهذا ضرب من الجنون والخيال ..!

إذا هذا هو الجانب الذي يعتبره فرقة “المؤامرة” حق … وهو حق والله وكل الأدلة والتاريخ يوثق ذلك … ولكن ..!!

ألا تعلمون يا أصحاب المؤامرة أنهم خططوا لوضع الرؤساء الفجرة قبل أن يخططوا للثورات..؟!
وكيف سيثور الناس إذا كان الحاكم عادلا ويطبق السنة والقرآن ..؟!!
أم عن هذا أنتم نيام ..؟!
فلماذا تفضحون “النتيجة” بدلا من فضح “الأسباب” ..؟؟
أم تفضحون ما يروق لكم وتتجاهلون الصورة الكبرى للمؤامرة التي تتغنون بها ..؟!
أم أنكم مع “الأنا والمصالح والأمن والأمان” على حساب الذل والعبودية وإستعمار الأوطان ..؟!
وهل تعتقدون أنه لو لم تثر الشعوب الحرة ستكونون على ما يرام ..؟؟
والله إن هذا لهو العجب العجاب ….

ومع ذلك فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال الخلافة بعده إلى ما شاء الله تعالى، سواء حال الخلافة التي هي على نهج النبوية ـ وهي الراشدة ـ أو التي تكون ملكاً عضوداً، أو التي تكون ملكاً جبرياً .. إلخ . وكل ذلك قد تحقّق كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

تمعن جيدا في كلام سيد البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:
“تكون النبوة فيكم (ما شاء الله) أن تكون (ثم يرفعها إذا شاء الله) أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة (فتكون ما شاء الله) أن تكون (ثم يرفعها إذا شاء الله) أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً (فيكون ما شاء الله) أن يكون (ثم يرفعها إذا شاء) أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية (فتكون ما شاء الله) أن تكون (ثم يرفعها إذا شاء) أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت …”
وأدعوك لتأمل (السكوت) في آخر الحديث … أليس لأن هنالك أحداث عظام ترافق نهاية القصة سكت عنها النبي عليه الصلاة والسلام كي يتركها لعقولنا في آخر الزمان ..؟؟

وقد حدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة الخلافة التي على منهاج النبوية بثلاثين عاماً، فكانت كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك ” .

وفي رواية ” خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يُؤتي الله تعالى الملك ـ أو ملكه ـ من يشاء “.

إذن ,,,, فكل ما يحدث الآن بأمر الله عز وجل و(شاء الله) سبحانه وتعالى أن تكون طريق التحول من “الملك الجبري” إلى “الخلافة الراشدة الثانية” بداية من الثورات العربية التي خططت لها الماسونية الصهيونية ..!!!

فالثورات العربية التي جائت نتاج ظلم وقهر للشعوب المظلومة مخطط لها تماما من الغرب … بل وأنها ستسبب حربا عالمية شاملة كما قلنا … ولكن المصيبة عند البعض أنهم سلموا بالأمر بعد أن فهموا اللعبة ونسوا “مكر” الله عز وجل في المقابل …!!!

ففي خضم الفتن والملاحم (والتي لم تبدأ حقيقة بعد إذا ما قارناها بما هو آتي) يبقى في العالم في النهاية حلفين فقط لا ثالث لهما بينما تفنى البقية … حلف “الحق” الإسلام بقيادة “المهدي” الذي يخرج عندما تعصف الفتن في أرض الحجاز … وحلف “الباطل” (إسرائيل والماسونية العالمية) بخطتها الشيطانية التي كادت أن تكلل بالنجاح … وعندها تكون الملحمة الكبرى ويبقى الحق فقط في النهاية …!!

فأكبر خطأ يمكن أن تقوم به هو الإستسلام للمؤامرة القائمة … بل إن الماسونية تريد أن تقنعك بأن كل ما يحدث الآن تحت سيطرتهم وتركوا لك “الطعم” في التاريخ والأفلام … لأن ما يحدث الآن هو بالضبط ما قدره الله عز وجل لإزالة “الملك الجبري” والدول الكبرى الظالمة وليصحو ما يتبقى من الشعوب الإسلامية تحت راية التوحيد ليبدأوا رحلة الفتوحات من جديد كما بدأها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من 1400 عام …

فما يحدث الآن في العالم الإسلام ليس مؤامرة فقط … وليست خلافة فقط … بل تطبيق للحكمة الإلاهية في الآية الكريمة: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” …

لذلك كفا تناحرا وجدالا عقيما … إفهموا المؤامرة التي تحاك للأمة من كل الجهات … وأستبشروا في نفس الوقت بقرب عودة الخلافة والعز للإسلام من جديد فإن وعد الله حق … وأبذلوا كل ما تستطيعون للتوبة والتقرب من الله عز وجل لأنه لن يبقى في النهاية إلا من يهدي الله عز وجل في عصر الدجل والخداع … أما الباقي من أهل الدنيا … فإلى زوال …

إن كنت أصبت فيما قلت فمن الله سبحانه وتعالى … وإن كنت أخطأت فمن نفسي والشيطان … واسأل الله عز وجل أن يحفظ أمتنا الإسلامية من كل سوء وأن يوحدنا جميعا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله …

نسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعا لكل ما يحبه ويرضاه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه وأن يجمعنا في جناته إن شاء الله …

هذا والله تعالى أعلى وأعلم من الجميع … وعليه فليتوكل المؤمنون ….
منقول