"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أهم المساجد العريقة القديمة في مصر (4)

مسجد السلطان الغورى بحى الغورية

ى تقاطع شارع الأزهر بشارع المعز لدين الله وعلى يمين السالك للغورية تجد مجموعة الغورى
فأولا نأخذ مسجد الغورى وهو الواقع على يمين الداخل للغورية
مسجد السلطان الغورى – القاهرة أنشأ مسجد ومدرسة السلطان الغورى وقبته في الفترة من 909-910 هجرية الموافقة للفترة من 1503-1504 ميلادية.
يقع هذا المسجد تقابله القبة عند تلاقى شارع المعز لدين الله بشارع الأزهر، وإلى جانب مدخل القبة يقوم سبيل يعلوه كتاب، ويقع خلفها خانقاه ومقعد وإلى جوارها ثلاثة منازل تجتمع كلها في وجهة واحدة متصلة تشرف على شارع الأزهر.
أنشأ هذه المجموعة من المبانى الملك الأشرف قانصوه الغورى في الفترة من 909-910 هجرية الموافقة للفترة من 1503-1504 ميلادية – وكان الغورى في الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباى واستمر في خدمته إلى أن أعتقه وصار يتقلب في عدة وظائف إلى أن بلغ أسماها في أيام الملك الأشرف جان بلاط.
وفى سنة 906 هجرية الموافق 1501 ميلادية ولى ملك مصر واستمر حكمه لها إلى سنة 922 هجرية الموافق 1516 ميلادية حيث قتل في شهر رجب من هذا العام في معركة مرج دابق مع السلطان سليم العثمانى.
وكان من أهم صفات الغورى شغفه بالعمارة وحبه لها فأنشأ الكثير من المبانى الدينية والخيرية ولم يكن اهتمامه بالعمارة قاصرا على المنشآت التي أقامها بل تعداها إلى ترميم وإصلاح وتجديد كثير من الآثار التي شيدها أسلافه واقتدى به الأمراء فشيدوا الكثير من المبانى التي لا زالت باقية إلى الآن تنطق جميعها بازدهار العمارة والفنون في عصره ازدهارا عظيما.
وأعظم ما تركه الغورى من منشآت هي تلك المجموعة الأثرية التي نصفها الآن والتي تعتبر بحق من أبدع ما خلفه لنا سلاطين دولة المماليك الجراكسة فقد عنى بها الغورى عناية فائقة وبالغ في تجميلها وزخرفتها لكى تزهو على مثيلاتها المنشأة في عصر قايتباى.
المسجد: لهذا المسجد ثلاث وجهات أهمها الوجهة الشرقية التي تشرف على شارع المعز لدين الله وبوسطها المدخل الرئيس بأسفلها دكاكين وفتح بها ثلاثة صفوف من الشبابيك يعلوها طراز مكتوب به بالخط المملوكى آية قرآنية ثم اسم الغورى وألقابه وأدعية له، وتتوجها شرفات مورقة حليت أوجهها بزخارف محفورة في الحجر، وصدر المدخل محلى بتلابيس من الرخام الأبيض والأسود وتغطيه طاقية من المقرنص الجميل وكسى مصراعا بابه بالنحاس المزخرف.
وبطرف هذه الوجهة من الجهة القبلية تقوم منارة ضخمة مربعة القطاع لها دورتان تتكون من مقرنصات منوعة وتنتهى من أعلى بحطة مربعة تعلوها خمسة رءوس. ويؤدى الباب الرئيس الذي يتوصل إليه ببضع درجات إلى دركاة مربعة أرضيتها من الرخام الملون الدقيق وسقفها من الخشب المنقوش بزخارف مذهبة ومن هذه الدركاة يسير الإنسان في طرقة تؤدى إلى الصحن.
وقد شيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران، ويحيط بجدرانها وزرة من الرخام الملون تنتهى من أعلى بطراز رخامى مكتوب به بالخط الكوفى المزهر آيات قرآنية وتاريخ الفراغ – 909 هجرية – وفوق عقود الإيوانات الأربعة طراز مكتوب بالخط المملوكى آيات قرآنية يعلوه إزار من المقرنصات الجميلة.
ويتوسط صدر إيوان القبلة محراب من الرخام الملون وبجواره منبر خشبى دقيق الصنع اتخذت حشواته من السن المدقوق بالأويمه تتخللها حشوات صغيرة مطعمة بالزرنشان. وأرض المسجد مفروشة بالرخام الملون بتقاسيم بديعة وأسقفه مقسمة إلى مربوعات وطبال منقوشة ومذهبة وبأسفله إزار مكتوب بالذهب بأركانه مقرنصات.
وتقوم دكة المبلغ على كابولين خشبيين في مؤخرة الإيوان الغربي وفى مواجهة المحراب مكتوب عليها اسم الغورى وألقابه وأدعية له، وللدكة درابزين مقسم من أسفل إلى حشوات بعضها مطعم بالسن والأبنوس وبعضها خرط دقيق.
القبة: تقع وجهة هذه القبة في مواجهة وجهة المسجد وبها المدخل بزخارفه ومقرنصاته وتلابيسه الرخامية المماثلة لمدخل المسجد، كما وأن بها صفين من الشبابيك داخل صفف السفلية منها معتبة بمزررات من الرخام الأبيض والأسود والعلوية على هيئة شبابيك قندلية – أى شباكين معقودين محمولين على ثلاثة أعمدة رخامية يعلوها شباك مستدير – وتنتهى الوجهة بشرفات مورقة محلاة الأوجه بزخارف محفورة في الحجر ويبرز من هذه الوجهة بنهايتها البحرية سبيل له ثلاث فتحات كبيرة معتبة بها شبابيك من المصبعات الحديدية وأرضية من أجمل الأرضيات الرخامية وأدقها ويعلوها كتاب مفتوح من كل جانب من جوانبه الثلاثة بعقدين محمولين على عمود في الوسط ويغطيها رفرف من الخشب محمول على كوابيل خشبية.
هذا ويتوصل إلى المدخل ببضع درجات وهو يؤدى إلى ردهة مربعة سقفها منقوش وأرضيتها من الرخام الملون كنظيرتها بالمسجد وعلى يمينها باب يؤدى إلى القبة التي لم يبق منها سوى حوائط مربعها الحافلة بالزخارف والكتابات المحفورة في الحجر، وأركانها ذات المقرنصات المتعددة الحطات.
أما القبة نفسها فغير موجودة إذ هدمت في أيام الغورى مرتين لخللها وأعيد بناؤها ثم هدمت مرة أخرى وأقيمت من الخشب حوالي سنة 1881 ميلادية إلى أن هدمت وحل محلها السقف الخشبى الموجود الآن. وأرضيتها من الرخام الملون ويحيط بجدرانها الأربعة وزرة رخامية يتوسط الشرقى منها محراب مماثل لمحراب المسجد.
وعلى يسار الردهة باب آخر يؤدى إلى قاعة فسيحة بها محراب من الرخام الملون وهي بمثابة مصلى ولها سقف حديث من الخشب المنقوش بزخارف جميلة ملونة ومذهبة.


مسجد محمد بك أبو الذهب

محمد بك أبو الدهب

هذا الأثر أمام الجامع الأزهر الشريف

واحد من المماليك الذين سيطروا على زمام الأمور في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أصبح الساعد الأيمن لعلي بك الكبير وترأس حملة إلى بلاد الشام لمساعدة الشيخ ظاهر العمر في حربه مع والي دمشق العثماني. ولكنه ما لبث أن عاد إلى مصر فألب المماليك على سيده علي بك ونجح في إقصائه وتولي زمام الأمور في مصر ونصب نفسه شيخا للبلد (سنجق بك القاهرة). واستطاع أن يأسر علي بك الذي التجأ إلى حليفه ظاهر العمر في كمين له قرب العريش. عرض أبو الذهب على الباب العالي العثماني إعادة مصر إلى الحظيرة العثمانية، وطلب الإذن بالقضاء على ظاهر العمر بحجة خروجه على الدولة وتحالفه مع أعدائها الروس. وأجابته الدولة العثمانية إلى طلبه وثبتته على مصر وأنعمت عليه بلقب باشا. قاد محمد بك أبو الذهب جيشا كبيرا إلى فلسطين (1189هـ / 1775م) ففتح يافا عنوة وأعمل السيف في المعارضين. وقيل أنه بنى من رؤوس القتلى صوامع على غرار ما كان يفعله تيمورلنك. وقد أثارت فعلته بيافا الفزع في الشام فتخلى الأمراء عن ظاهر العمر فاضطر إلى ترك عكا واللوذ بالمناطق الجبلية المجاورة. ودانت فلسطين لمحمد بك أبي الذهب، وقدم له الأمراء الطاعة والولاء، ودمر الحصون والقلاع التي بناها ظاهر العمر وأهمها قلعة دير حنا ودير مار الياس. لم يطل المقام بأبي الذهب في فلسطين ووافاه الأجل في عام 1775 قبل أن ينال بغيته من ظاهر العمر فحمله أتباعه إلى مصر ودفنوه فيها. و هنالك رواية تفيد بأن الشيخ ظاهر العمر قد قدّم رشوة إلى طباخ أبو الذهب من أجل أن يدس السم له في طعامه إنتقاما لما فعله أبو الذهب بالبلاد التي كانت تحت حكم الشيخ ظاهر العمر.








جامع الفكهانى بالغورية
حامع الفكهانى
هو المعروف قديما بجامع الظافر قال المقريزى جامع الظافر بالقاهرة وسط السوق الذى كان يعرف قديما بسوف السراجين ويعرف اليوم بسوق الشوابين كان يقال له الجامع الأفخر ويقال له اليوم جامع الفكهانى ويعرف الآن بجامع الفكهانى وهو من المساجد الفاطمية عمره الخليفة الظافر بنصر الله ووقف حوانيته علىه ومن يقرأ فيه وذلك فى سنة 543 ورتب فيه خلقة تدريس وفقهاء وقراء وكان موضعه قبل ذلك زريبة تعرف بدار الكباش ، وسبب بنائه أن خادما رأى من مشرف عال ذبا حاقد أخذ رأسين من الغنم فذبح أحدهما ورمى سكينته ومضى ليقضى حاجته فأتى رأس الغنم الآخر وأخذ السكين بفمه ورماها فى البالوعة فجاء الجزار يطوف على السكين فلم يجدها فناداه الخادم وخلص الكبش منه وبلغ ذلك أهل القصر فأمروا ببناء هذا الجامع فى موضع الزريبة .
وفى حوادث سنة 1248 من الجبرتى ان هذا الجامع عمره الامير أحمد كتخدا الخربطلى وصرف عليه من ماله مائة كيس وكان اتمامه فى حاجى عشر شوال من السنة المذكورة وكان المباشر على عمارته عثمان حلبى شيخ طائفة العقادين الرومى ، ولهذا الجامع ثلاثة ابواب أكبرها الباب الذى يقع بشارع العقادين يصعد اليه بدرج والآخر بحارة خشقدم وعلى مقصورته درابزين من الخشب به بابان وبه عمد عظيمة ومنبر من الخشب وله منارة وبصحنه صهريج وله حنفية ومطهرة وبئر وبه خزانة من الكتب بها نسخة معتمدة من صحيح البخارى وله أوقاف جارية عليه كانت تحت نظر الشيه أحمد البشارى وشعائره مقامة
الشيخ الشنوانى الشيخ محمد الشنوانى الشافعى الازهرى شيخ الإسلاك من أهل الطبقة الثانية أخذ عن الشيخ الصعيدى والشيه فارس والدردير والفرماوى وتفقه على الشيخ عيسى البراوى ولازم دروسه وبه تخرج واقرأ الدروس وأفاد الطلبة بالجامع المعروف بالفاكهانى بالقرب من دار سكناه بخشقدم وكان قبل مشيخته على الجامع الازهر مقيما بجامع الفاكهانى المذكور فكان يدرس فيه وبعد فراغه من الدروس يغير ثيابه ويكنس المسجد ويغشل القناديل ويعمرها بالزيت وبقى مستمرا فى خدمة الجامع المذكور الى أن تشيخ على الازهر يعد موت الشيخ الشرقاوى وكانت مشيخته قهرا عنه لانه امتنع وهرب الى مصر القديمة حين بلغه انهم اختاروه للمشيخة وبعد ذلك أحضروه وشيخوه فهرا وتلبس بالمشيخة مع ملازمته لجامع الفجهانى كعادته الاولى وأقبلت عليه الدنيا لكنه لم يتلذذ بها واعترته الامراض وتعلل بالزحير أشهرا ثم عوفى ثم تعلل ثانيا وانقطع بالدار حتى توفى فى يوم الاربعاء الرابع والعشرين من المحرم من السنة المذكورة وصلى عليه فى الأزهر ودفن بالمجاورين عليه رحمة الله تعالى














جامع محمد المبدول بعابدين
هذا الجامع بداخل حارة الزير المعلق بجوار سراى عابدين أنشأه الامير محمد بك المبدول فى سنة 1212 وكان به قبر منشئه عليه تركيبة من الرخام مكتوب عليها هذا قبر محمد بك أمير اللواء وتاريخ وفاته وهو سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وكان على يسار قبلته لوح رخام منقوش عليه أنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم كلما دخل عليها زكريا المحراب أنشأ هذا المسجد أمير اللواءمحمد بك أمير الحاج سابقا غفر الله له وللمسلمين فى سنة اثنتى عشرة ومائتين وألف وله أوقاف تحت نظر الديوان وقد أزيل هذا الجامع الآن بسبب ما حدث من الشوارع والتنظيم الجديد وعمر بجوار جامع الخلواتى مدفن نقلت اليه جثة محمد بك المذكور وجثة الشيخ البرمونى صاحب جامع البرمونى والشيخ الكريدى صاحب جامع الكريدى وغيرهم ممن أخذ مساجدهم فى الشوارع والتمظيمات التى بحارة عابدين * ولما بناه ذلك الامير وقف عليه أوقافا سجلت فى سجل القاضى وقد أخذت صورة ذلك وحفظت فى ديوان الاوقاف * وحاصل ما فيها ان أمير اللواء محمد بيك الازبكاوى أمير الحاج سابقا ابن عبد الله معتوق أمير اللواء حسن بك حاكم ولاية جرجا وقف جميع المسجد والساقية بحارة عابدين داخل الدرب الجديد وما به من الصهريج والمكتب وجميع المكان الكبير بجوار المسجد وأماكن أخر وحماما بحارة عابدين * وجعل النظر من بعده وبعد أولاده وعتقائه لشيخ الجامع الازهر فان تعذرالمصرف فللفقراء ولكن تاريخ تلك الحجة على ما انتهى الينا هو سنة 1240 ولعل هذا التاريخ محرف