مُفتي ليبيا “يُفتي” بالحج والعمرة لمرّةٍ واحدةٍ منعاً لتزويد السعوديّة بالمال الذي تقتل به المُسلمين ويدعو إلى التبرّع لفصائل المُقاومة في فِلسطين.. جدل وانقسام بين روّاد مواقع التواصل.. قناة “العربيّة” تصفه بمُفتي المليشيات المُتطرّفة.. فهل جاءت فتوى صادق الغرياني على خلفيّةٍ سياسيّةٍ خدمةً للمصالح التركيّة- القطريّة؟

عمان- “رأي اليوم”:

يبدو أنّ التدخّلات السعوديّة- الإماراتيّة في ليبيا، ودعمهما للجنرال خليفة خفتر، أخذت بُعداً دينيّاً كذلك، فها هو مُفتي ليبيا، يدعو لزيارة المملكة، وأداء الحج، والعمرة مرّة واحدةً، والسّبب بحسبه، حتى لا يتم رفد خزينة بلاد الحرمين بالأموال، والتي تُستخدم أيّ الأموال في قتل المُسلمين.

وجاءت فتوى صادق الغرياني، في برنامج “الإسلام والحياة”، وهو الأمر الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء نص الفتوى كالتّالي: “من احتج، واعتمر مرّةً، فحجّه وعمرته للمرّة الثانية بدفع المال لحُكّام السعوديّة الذين يقتلون بها المُسلمين، إثمهما أكبر من نفعهما، وعليه بدل ذلك أن يتم دفع المال لفصائل المُقاومة في فِلسطين”، كما هاجم السعوديّة والإمارات، وأشار إلى تآمر الأخيرتين على التوّاقين للحُريّة، ودعا أئمة المساجد إلى عدم مُهادنة حفتر، ومُراجعة أنفسهم، ووصف فتاوى شيوخ السعوديّة بالمُضلّلة.

وكانت حسابات تويتريّة قد هاجمت مفتي ليبيا إثر فتواه تلك، فقال رئيس تحرير بوابة العين الدكتور علي النعيمي: “مفتي الإرهاب الليبي الكاذب ينشر فتوى الضلال، بتحريم الحج والعمرة للمرّة الثانية، ويدعو إلى إرسال الأموال إلى الجماعات الإرهابيّة الإخوانيّة بدلاً من ذلك”، كما سارعت قناة “العربية” إلى وصف المفتي بمُفتي المليشيات المُتطرّفة، كما لقّبته بالمُفتي المعزول، واعتبرته مُنحازاً للإرهاب.

في المُقابل حظيت فتوى الغرياني، بتأييد بعضٍ من روّاد التواصل، الدكتور محمد الصغير، أعاد ما قاله الشيخ، ووصفه بأحد كبار شيوخ المالكيّة، إلا أنّ فتواه أثارت امتعاض الغالبيّة، على اعتبار أنها تمنع المُسلمين من مُمارسة عباداتهم، بناءً على فتاوى مُسيّسة، تخدم الدّاعمين له في كُل من تركيا، وقطر.

يجب أن يتم تشكيل هيئة إسلامية من جميع الدول الأسلامية لأدارة الأماكن المقدسة.
ال سلول يقتلون المسلمين بأموال الحج و العمرة عدا عن ذلك فأنهم أصبحوا يتولون اليهود و النصارى

— Sam (@sam77402) April 27, 2019

ومارست بعض الحسابات التويتريّة، ما وصفه نُشطاء، بالتّضليل، فالمُفتي كان قد دعا إلى دعم المُقاومة في فلسطين، والتبرّع لها بمال الحج للمرّة الثّانية، ولم يُحدّد أي من تلك الفصائل، التي وصفها مُعسكر السعوديّة- الإمارات، بالإخوانيّة الإرهابيّة، في إشارةٍ إلى حركة حماس.

وتُعتبر السياحة الدينيّة، من أهم المداخيل البديلة غير النفطيّة التي تعتمد عليها حُكومة السعوديّة، وهي تدر على خزينتها سنويّاً المليارات، لكن الأخيرة تقول إنّ تلك الأموال، تعود على الحجّاج بالنّفع، وتحسين الخدمات لاستضافتهم خير استضافة، وفريضة الحج في الدين الإسلامي واجبة على من استطاع إليها سبيلاً، ويقول مُنتقدون لسياسات المملكة، بأنها استغلّت إدارتها للحج، وإشرافها على كعبة المُسلمين بعد انحسار نُفوذ الدولة العُثمانيّة، وسُقوطها، ومارست تمييزاً بين حجّاج البِلاد الذين جمعت بلادهم والسعوديّة خلافات سياسيّة، فحرمت بعثاتهم من الحج، ومنحت غيرها ممن جمعها التّوافق، بل وأغدقت على مُواطني تلك الدول، فرصة الحج مجّاناً.

زكريا البوهالي@zakbouhali

ما حدث من رصٍّ للصفوف وتوحيدٍ في هذه المحنة هو مِنَّة من الله، علينا أن نحصّنه من المخرّبين من الداخل والخارج

الشيخ د. #الصادق_الغرياني | مفتي عام #ليبيا

71

9:24 PM – Apr 24, 2019

Twitter Ads info and privacy

See زكريا البوهالي‘s other Tweets