جنرالٌ إسرائيليٌّ: نتنياهو أصدر الأوامِر للجيش بأنْ يكون مُستعّدًا لـ”عملٍ عسكريٍّ عنيفٍ” والدولة العبريّة ستضرب بشدّةٍ كبيرةٍ كلّ مَنْ يتحرّك من حولها وتحديدًا بالشمال
leroydeshotel
21 نوفمبر، 2018
صهيونية
144 زيارة
الناصر ة- “رأي اليوم” :
رأى الجنرال في الاحتياط رونين إيتسيك، هو قائد سابق للواء مدرعاتٍ في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، رأى أنّه عندما تحدّث نتنياهو أوّل من أمس عمّا أسماها بالمعركة الأمنيّة، وعن الحاجة للتصرّف بمسؤوليةٍ، لم يقصد العلاقة مع قطاع غزّة، مُشدّدًا في الوقت عينه أنّ حديث نتنياهو يجري عن أمورٍ أوسعٍ بكثيرٍ وأكثر أهميّةً لأمن كيان الاحتلال، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّ الخطاب لم يكُن للاستهلاك الداخليّ فقط. بل أيضًا، وفي الأساس هو موجَّه إلى جميع الذين يفركون أيديهم سرورًا من حولنا ويعتقدون أنّ نهاية الجولة الأخيرة بوقف إطلاق النار يُعتبر دليلاً على ضعفٍ إسرائيليٍّ.
الجنرال الإسرائيليّ أقّر هو الآخر بفشل إسرائيل في الجولة الأخيرة مُقابل المُقاومة الفلسطينيّة، لافتًا إلى أنّ الأصوات التي صدرت بُعيد الإعلان عن التهدئة صمّت الآذان، لكنّه استدرك قائلاً إنّ قرار نتنياهو بعدم الدخول في هذه المرحلة في معركة في مُواجهةٍ مع “حماس” ليس نابعًا من ضعف، بل من اعتباراتٍ إستراتيجيّةٍ سوادها الأعظم لا علاقة له، لا من قريب ولا من بعيد، بما يدور في قطاع غزّة، بحسب تعبيره.
وأشار الجنرال في المقال الذي نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) إلى أنّه في السنوات الـ10 الأخيرة تدور معركةً دراماتيكيّةً، أغلبها “تحت الرادار” ضدّ التهديدات القائمة على حدود إسرائيل، وبشكلِ خاصٍّ على الحدود الشماليّة، أيْ مع سوريّة وحزب الله، مُوضحًا أنّه في العديد من المرّات تركّز الحديث عن عملياتٍ ضدّ تمركز ما أسماها بالميلشيات الشيعيّة على الحدود السورية، بالإضافة إلى العمل بشكلٍ حثيثٍ على منع تعاظم حزب الله وحصوله على أسلحة تُسّمى إسرائيليًا بأسلحةٍ كاسرةٍ للتوازن، وتابع قائلاً إنّ هذه المعركة هي أهّم معركة تدور حاليًا على المُستوى الأمنيّ، لافتًا إلى أنّ القدرة العسكريّة لـ(حماس) في القطاع تُثير القلق، لكن أقّل من احتمال اشتعال الشمال.
وبرأيه، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ يفهم بشكلٍ جيّدٍ ميزان القوى والمخاطر في الشمال، وبناءً على ذلك، فإنّ أغلبية الجهود الإستراتيجيّة مُوجّهة لمعالجة هذه التهديدات التي سببها الأساسيّ إيران، وهي بطبيعة الحال مُرتبطة بعلاقات تل أبيب مع كلٍّ من موسكو وواشنطن، حيثُ يعلم جميع اللاعبين وبشكلٍ جيّدٍ أّنّ التصعيد في الشمال لا يخدم أحدًا، لأنّه يُشكّل تهديدًا واضحًا وجليًا على منطقة الشرق الأوسط برّمتها، طبقًا لأقواله.
وأوضح الجنرال إيستيك أنّه يتحتّم على إسرائيل ألّا تنسى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تُعاني في هذه الفترة من أزمةٍ شديدةٍ على ضوء العقوبات الأمريكيّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه من التنبؤ بكيفية تصرف النظام الحاكم في طهران، والذي وضع على الحدود الإسرائيليّة مئات آلاف الصواريخ (القصد ترسانة حزب الله والصواريخ في سوريّة)، وبالتالي، أضاف، فإنّ قدرة “حماس” العسكريّة مُقارنةً بالشمال مع ما يُعّده الإيرانيون تبدو بسيطةً.
وتابع قائلاً أنّه لمواجهة هذا التهديد المطلوب تحرك، جهوزية، واستعداد، وأيّ انصرافٍ عن هذا الجهد سيُلحِق ضررًا في القدرة على تقديم ردٍّ شاملٍ على هذه “الطبخة”. وفي الوقت الراهن، وفي الوقت الذي يتعرّض فيه الإيرانيون إلى الضغط، فإنّهم سيُحاوِلون بأيّ طريقةٍ خلق مصاعب لإسرائيل، ولا نعرف ماذا سيحمل الغدّ لإسرائيل، ومتى سيتخّذ صُنّاع القرار في طهران القرار باستخدام الترسانة التي جمعوها على مدار سنواتٍ طويلةٍ.
ورأى الجنرال أيضًا أنّه عندما قال نتنياهو سنتحرّك بقوّةٍ عندما نُقرّر”، كانت الرسالة واضحةً، وهي أنّ الدولة العبريّة لا تنتظِر، بلْ تُبادِر، زاعمًا أنّ هذا قولاً لا يقل دراماتيكيّةً، ويُلمّح أكثر إلى أنّه في المرّة المُقبلة التي ستُفتح فيها النار فإنها ستكون إسرائيليّةً، وستضرب بشدّةٍ كبيرةٍ كلّ مَنْ يتحرّك من حولنا ولديه نوايا قتاليّة، وهذا تصريح إستراتيجيّ له انعكاسات عميقة، بكلماتٍ أخرى، أوضح الجنرال أصدر نتنياهو الأمر للجيش بأنْ يكون على استعدادٍ، لأنّه عاقِد العزم على استخدامه، ولكنّ السؤال، برأيه، ما زال أين ومت، طبقًا لقوله.
واختتم قائلاً إنّ رسائل نتنياهو في خطابه الأخير تضع النقاط على الحروف بدون مُواربةٍ، وهي مُوجهة لجميع الذين يُحيطون بإسرائيل: الدولة العبريّة تستعّد لعملٍ عسكريٍّ عنيفٍ، وليس هناك أيّ وضعٍ سياسيٍّ يمنع صُنّاع القرار عن العمل بكلّ ما لديهم من قوّةٍ، على حدّ تعبيره.
ومن الجدير بالذكر أنّ التهديدات الإسرائيليّة تأتي بعد يومين من تصريح نتنياهو بأنّ مرتفعات الجولان السوريّة المُحتلّة هي جزء من إسرائيل وستبقى تحت سيادتها إلى الأبد، على حدّ زعمه. وجاءت تصريحات نتنياهو في الاجتماع الأسبوعي لحكومته، حيث شكر الولايات المُتحدّة على التصويت للمرّة الأولى ضدّ القرار السنويّ للأمم المتحدة الذي يدعو تل أبيب إلى الانسحاب من مرتفعات الجولان وإعادتها لسوريّة، وكانت واشنطن تتبّع نهج الامتناع عن التصويت في الماضي.