الجزيرة :
لاذت الرياض بالصمت بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي طالب فيها السعودية بالأموال مقابل استمرار حماية الولايات المتحدة لها، بينما كانت سارعت الشهر الماضي إلى اتخاذ إجراءات “صارمة” ضد كندا بحجة السيادة الوطنية حين دعتها لإطلاق سراح معتقلين.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الرياض على تصريحات ترامب التي أدلى بها السبت أثناء تجمع لمؤيديه في ولاية فرجينيا، وكشف فيها عن مضمون اتصال هاتفي بينه وبين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال الرئيس الأميركي إنه من دون الولايات المتحدة “الله وحده يعلم ماذا سيحدث” للمملكة، قائلا إن بلاده يجب أن تحصل في مقابل “الأمان” الذي توفره للسعودية على حصة من تريليونات الدولارات من خزائن السعودية.
ويأتي الصمت السعودي على تصريحات الرئيس الأميركي، والتي اعتُبرت “مهينة”، على النقيض من النبرة العالية والقرارات النارية التي اتخذتها الرياض في أزمتها مع أوتاوا، وشملت طرد السفير الكندي لدى الرياض، واستدعاء آلاف الطلبة والمرضى السعوديين الذين يدرسون أو يتلقون العلاج في كندا.
وقال محمد المختار الشنقيطي، الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة، إن أزمة الشرعية التي يعاني منها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حتى مع أطراف داخل الأسرة الحاكمة في المملكة هي التي جعلت الرياض تتجاهل ما وصفه بالتصريحات المهينة من ترامب للمملكة.
وأضاف الشنقيطي في لقاء سابق مع الجزيرة أن السعودية استأسدت على كندا لمجرد أنها ذكرتها بحقوق مواطنين سعوديين، بينما صمتت صمت القبور على إهانة ترمب، على حد وصفه.
من جهته، قال الأكاديمي العراقي صباح الخزاعي إن السعودية عملاق اقتصادي ولديها حكم رصين، وهو ما دفع الرئيس الأميركي لزيارتها في أول زيارة خارجية له.
وأضاف الخزاعي أن السعودية بهذه القدرات لا ترد على ما وصفها بترهات ترامب ولا دعاياته الشعبوية، على حد قوله.
المصدر : الجزيرة