الجزائر ـ “رأي اليوم”:
تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي، اليوم الاثنين، الهجوم الذي تعرضت له دورية للحرس الوطني التونسي الأحد وراح ضحيته 6 قتلى.
وفي بيان أعلنت كتيبة عقبة إبن نافع، عن تبنيها للعملية الإرهابية التي استهدفت عناصر من قوات الحرس التونسي، في منطقة عين سلطان الحدودية مع الجزائر، التي أسفرت عن مقتل 6 أمنيين وجرح 3 آخرين.
وقال التنظيم في بيانه “أن العملية تمت بعد رصد محكم”.
وأوضح أن العملية أسفرت عن مقتل تسعة من أفراد دورية الحرس الوطني، من بينهم ضابط برتبة ملازم أول وإصابة عناصر بجروح خطيرة.
ووفق التنظيم استولى عناصر التنظيم على ثمانية أسلحة رشاشة من نوع “فال” ومسدس واحد ومدفع رشاش “دوشكا”.
وتواصل وحدات الحرس والجيش الوطنين لليوم الثاني على التوالي عمليات التمشيط الواسعة للمرتفعات الجبلية والحدودية لمنطقة الصرية وعين سلطان والفاىجة التابعة لمعتمدية غار الدماء لتعقب المجموعة الإرهابية التي استهدفت أعوان الحرس الوطني.
وسارع الجيش الوطني الجزائري، من جانبه، إلى تطويق المعابر الحدودية ورفع درجة التأهب وسارع إلى استنفار قواته المرابطة على طول الشريط الحدودي، وحسب مصادر أمنية أرسل تعزيزات عامة لرصد أي تحرك لمجموعة إرهابية، ستحاول التسلل إلى داخل التراب الجزائري بعد تضييق الخناق عليها من طرف القوات الأمنية التونسية.
ويجري حاليا تنسيق أمني عسكري مباشر بين الجيشين الجزائري والتونسية لمراقبة المنطقة وملاحقة الإرهابيين.
وكشفت تقارير أمنية جزائرية، أن أكثر من 100 إرهابي يتحصنون بالمرتفعات الجبلية على الحدود بين البلدين يخططون لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية التي تهدد أمن تونس والجزائر.
وكثفت الجزائر وتونس تعاونها الأمني، للقضاء على هذه الجماعات التي استغلت هشاشة الوضع في مالي وليبيا وللعبور إلى الحدود التونسية الجزائرية، وضيق البلدان الخناق على المعابر الحدودية المشتركة بين تبسة ووادي سوف إلى غاية سوق اهراس في اتجاه الطارف وعنابة.
وكشف وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، أخيرا، عن رصد تحركات خطيرة للجماعات الإرهابية على الحدود التونسية الجزائرية، وقال الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية، إن التهديدات الإرهابية في المرتفعات لا تزال قائمة وجدية مع تواصل تسجيل تحركات للعناصر الإرهابية بمرتفعات ولايات القصرين والكاف وجندوبة.
وحذر خبراء أمنيون ومتتبعون للشأن الأمني في الجزائر، من خطورة عودة المقاتلين من بؤر التوتر وتشكيل مجموعة من التحالفات بين التنظيمات الإرهابية.
وفي تعليق له على الهجوم الذي تعرضت له دورية للحرس الوطني التونسي وراح ضحيته 6 قتلى، قال الخبير الأمني الجزائري، أحمد ميزاب إن الهجوم يحمل في طياته رسالة مباشرة تؤكد تمكن بقايا القاعدة والمقاتلين المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من الوصول إلى منطقة الحدود الجزائرية التي تعتبر منطقة تجمع الإرهابيين بسبب طبيعة التضاريس.
وتعد عودة “المقاتلين” التونسيين من بؤر التوتر أكثر الملفات إثارة للقلق والجدل بالنسبة لتونس والجزائر، وأصبحت كابوس يؤرق السلطات الأمنية للبلدين.
وكشف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في مذكرة عرضها بدلا منه رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المجيد تبون، خلال أعمال القمة الـ 29 للاتحاد الإفريقي، العام الماضي، أن هناك أكثر من خمسة آلاف أفريقي ينشطون في صفوف الجماعات المتطرفة، داخل القارة وخارجها، وأصبحوا يشكلون تهديدًا يستدعى التنسيق لمواجهته.
وأوضح “بوتفليقة”، أنه لمواجهة هذا التهديد، فإن أفريقيا مطالبة بتطوير تعاونها في مجالات عديدة، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاتلين الأجانب، وتحسين المعرفة بملامحهم، ومنع تنقلهم عبر مختلف وسائل النقل ونقاط الدخول والعبور، فضلاً عن تحسين إدارة الحدود.
وأشار التقرير المعد من قبل الرئيس الجزائري، إلى إعلان جماعات متطرفة عدة، تنشط في شمال مالي والساحل الإفريقي، التوحد تحت راية واحدة، مبينًا أن المحاولات التي تقوم بها الجماعات المتطرفة للتجمع أو التوحد في منطقة الساحل، ليست غريبة على حركات العودة، والتوقعات المستقبلية للأعمال المتطرفة في هذه المنطقة.
وكانت السلطات الجزائرية والتونسية أيضا قد أمرت سفاراتها ومبعوثيها الأمنيين لتركيا وسوريا والعراق، والموجودين في لبنان وتونس ومصر، وكل الدول التي لها علاقة بالحرب التي يشنها تنظيم “الدولة الاسلامية”، بضرورة وضع رقابة صارمة على المقاتلين الأجانب.
وشددت هذه الدول على رصد كل تحركاتهم، وإرسال تقارير بشأنهم، كما كثفت اتصالاتها مع أجهزة الحكومة السورية لرصد حراك الخلايا النائمة في كل من الجزائر وتونس.