سورية تستعد لمعركة الجنوب غير آبهة بالتحذيرات الأمريكية

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دمشق منذ عدة أيام بإتخاذ إجراءات ردعية حازمة إذا ما أقدم الجيش العربي السوري على أي خطوة نحو القيام بعمل عسكري في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية في مناطق درعا والقنيطرة وما حولهما ، معتبراً أن مثل هذا الإجراء سيكون بمثابة إنتهاك لإتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي تم التوصل إليه بين روسيا والأردن والولايات المتحدة وبطبيعة الحال سورية عبر الوسيط الروسي عام 2017

التهديد الأمريكي جاء بعد إلقاء المروحيات السورية مناشير فوق مناطق أرياف درعا تدعو فيها المسلحين لإلقاء السلاح بالتزامن مع وصول حشود عسكرية ضخمة إلى المنطقة ، ومن هنا يتضح أن الدولة السورية قد إتخذت قراراً بشأن تصفية المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنتمي إلى عناصر تنظيمي “جبهة النصرة ” و”داعش” الإرهابيين التي تحاول الولايات المتجدة بشتى الوسائل حمايتهما ودعمهما وتزويدهما بالدعم العسكري واللوجستي عبر قاعدة التنف الموجودة  هناك.

هل استكملت بالفعل هذه المعركة  كل شروطها ؟

 هل إتخذت الدولة السورية فعلياً قراراً نهائياً بالتعامل مع الأوضاع في الجنوب السوري ؟

في حال أقدمت الدولة السورية بالفعل على هذه الخطوة ما هو الرد المتوقع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بناء على التهديدات التي أطلقها الرئيس ترامب ؟

هل يمكن أن نعتبر أن هذا التحرك السوري الجاد هو عملية إستباقية لما جرى الحديث عنه من تحضير لعمل عسكري ضد سورية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وكيف يمكن أن تتم عملية التنفيذ ؟

ما هي القراءة الذي يمكن أن تشرح الموقف الأردني الذي له علاقة مباشرة بما يجري على حدوده مع سورية ؟

 وفي ساعة الجد ماهو الموقف الذي سيتخذه الأردن وهل من أي تنسيق معه من الجاب السوري ولو على المستوى الدبلوماسي أو الأمني ؟

بهذا الخصوص يقول الخبير في قضايا التوازن الإستراتيجي والإقتصاد العسكري اللواء الدكتور سهيل يونس

“بالنسبة للحرب الدائرة على سورية هي حرب ذات طابع خاص ، لو أخذنا المسرح السوري بالإطار العام يمكن توصيفه بالمسرح الإستراتيجي لأنه مكّون من المجموعة من المناطق والأماكن والمعارك والعمليات المتكاملة وستؤدي تباعاً إلى لنصر النهائي على العدو ، فلا شك أن قضية الجنوب هي إستمكال  لمجموعة كبيرة من المعرك الجزئية ، وكل منها هي مقدمة لما بعدها ونتيجة لما قبلها ، وحالياً  لاشك إستمكلت الاوضاع للإقتراب مع العدو الرئيس اسرائيل ، وبالتالي سالت سائلة الدول الكبرى العظمى على هذا المضوضوع ،وأنا اقول أنه سيكون من الصعب الدفاع عن إسرئيل في الظرف الحالي ، و بالتالي أنا أعتقد الجيش السوري إستكمل كل الشروط  السياسية الإجتماعية والثقافية والدبلوماسية ، وحالياً جاري العمل على إنهاء الموضوع في الإطار العسكري”.

وأشار اللواء يونس إلى أن

 “إن تهديد أمريكا مأخوذ بعين الإعتبار ، ولكن أعتقد أن المخططيين السياسيين والعسكرين لمحور المقاومة في المنطقة في إطار مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة قد إستنفذوا كل الإجراءات اللازمة للمواجهة ، ونحن السوريون حريصون على عدم تصعيد الموقف بإتجاه  أكثر من حرب  من إقليمية ، وقدرتنا على تحمل الخسائر والصبر والعيش بالحد الأدنى والصبر على المشاق في سورية هو الذي آخر كل هذه العمليات ، وبالتالي كل إجراء عسكري يجب أن يحضر له بموقف سياسي بحالة من القناعات للخصوم بعدم قدرتهم على تحمل أي تصعيد للموقف أو تحقيق نصر في المعركة والولايات المتحدة تدرك جيداً أنها غير قادرة على حماية إسرئيل ، وإسرائيل دول هشة لاتمتلك العمق الجغرافي ولا الامكانيات العميقة ، ولا تمتلك القدرة على الصبر ، ولا تمتلك النظام السياسي القادر على دعم حكومته ، ولا حتى الشعب الإسرائيلي قادر على تحمل حرب طويلة ، وأكيد هناك قناعة لدى الولايات المتحدة بأنها غير قادرة على توسيع الحرب وليس لهم مصلحة في توسيعها لانها قد نمتد إلى تصعيد خطير والولايات المتحدة غير قادرة على حماية إسرئيل”.

وأردف اللواء يونس

“الموقف في الأردن ينقسم إلى موقفين ، الموقف الشعبي المناقض للموقف الرسمي والموقف الرسمي المدعوم من الولايات المتحدة و يأتي في غير مصلحة الشعب الأردني ، وضد أمن الأردن وبالتالي أمام الحكومة الأردنية خيارات متعددة أهمها  التخوف من الدخول في مجابهة قد تؤدي إلى إستفزاز الشارع  الأردني ضد الحكومة وهم قد يلجأواغلى تجنب هذا الموضوع  ، وأنا لا أريد أن أبالغ في الإتهام ، لكن هناك توظيف أمريكي وإسرئيلي  للأردن من أجل حماية مصالحهم في الأردن ،وفي نهاية المطاف لقد حسمت الحرب ، وفي الولايات لمتحدة أكيد هناك يوجد عقول مفكرة تدرك تماماً كلفة هذه الحرب ونتائجها وهم غير قادرون على تحقيق النصر والولايات المتحدة تدرك تماما أنها خسرت الرهان في المنطقة ، والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة تبحث عن مخرج من المنطقة بما يضمن الحفاظ على حلفائها مصالحها مع حلفائها لذا يمن أن يتأخر خروج الولايات المتحدة ريثما تضمن مصالح حلفائها ، أما إستراتيجياً الحرب فأنا أقول أن الحرب حسمت تماماً”. 

التفاصيل في التسجيل الصوتي التالي

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

سبوتنك

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

إقالة غالانت من وزارة الدفاع تخلص نتنياهو من شوكة في خاصرته

العربية : القدس – رويترز نشر في: 06 نوفمبر ,2024: 12:47 م GSTآخر تحديث: 06 نوفمبر ,2024: …