ذكرت تقارير أمريكية، نقلًا عن مصادر في شركات التصنيع العسكري الغربية، أن الصين تفرض قيودا على توريد المعادن النادرة لتلك الشركات، ما يجبر الشركات على البحث عن بدائل في أسواق أخرى.
وقالت التقارير: “تعمل الصين على تقييد تدفق المعادن الأساسية إلى شركات الدفاع الغربية، ما يؤدي إلى تأخير الإنتاج وإجبار الشركات على البحث في جميع أنحاء العالم عن إمدادات المعادن اللازمة لصنع كل شيء من الرصاص إلى الطائرات المقاتلة”.
وأوضحت أن “قيود الصين على تدفق المعادن الاستراتيجية إلى الغرب، يجبر الشركات على البحث عالميا عن مخزونات هذه المعادن الضرورية لصناعة كل شيء”.
على سبيل المثال، تشير التقارير إلى أن أحد مصنعي الطائرات المسيرة، الذي يزود الجيش الأمريكي بالمعدات، اضطر إلى تأخير الطلبات لمدة تصل إلى شهرين، أثناء بحثه عن بديل للمغانط الصينية المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، ومع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شدّدت بكين قيودها على تصدير المعادن الأرضية النادرة.
وأكد التجار للصحيفة أن بعض المواد التي يحتاجها المجمع الصناعي العسكري الغربي تباع الآن بأسعار أعلى بخمسة أضعاف أو أكثر ما كانت عليه قبل أن تفرض الصين القيود.
ويحتوي أكثر من 80 ألف مُكوّن يستخدمه البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) على معادن تخضع لقيود التصدير الصينية. وتعتمد سلسلة إمدادات الجيش الأمريكي بأكملها تقريبًا بهذه المعادن على مُورّد صيني واحد على الأقل، لذا قد تكون قيود بكين تسبب مشاكل كبيرة للجيش الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد مشترون غربيون للصحيفة أن الصين تطلب معلومات مفصّلة عن الغرض من استخدام المعادن المشتراة، لضمان عدم استخدامها من قبل الشركات الغربية في الإنتاج العسكري.
يشار إلى أن المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 معدنًا تُستخدم على نطاق واسع في الأجهزة عالية التقنية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والهواتف الذكية، بالإضافة إلى تقنيات الدفاع، مثل تصنيع الصواريخ والليزر وأنظمة النقل ووسائل الاتصال العسكرية.
وفي أوائل أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الصين أدرجت 16 شركة أمريكية في قائمة مراقبة التصدير بهدف السيطرة على صادرات البضائع ذات الاستخدام المزدوج. وكما ذكرت “نيويورك تايمز”، علّقت بكين تصدير مجموعة واسعة من المعادن والمغانط الحيوية الضرورية لتجميع السيارات والطائرات المسيرة والروبوتات والصواريخ.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلًا عن مصادر مطّلعة، أن الصين وافقت على استئناف إصدار تراخيص تصدير المعادن الأرضية النادرة لشركات صناعة السيارات والمصانع الأمريكية، لكنها حددت مدة التصاريح بـ6 أشهر. كما نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر مطّلعة قولها إن “الصين لم تلتزم بمنح تصاريح تصدير لبعض مغانط المعادن الأرضية النادرة المتخصصة التي يحتاجها الموردون العسكريون الأمريكيون للطائرات المقاتلة وأنظمة الصواريخ”.