Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هل يخطط نتنياهو لاغتيال قادة حركة “حماس” في الدوحة.. ولماذا يهدد وزير حربه مرة أخرى بفتح أبواب جهنم على قطاع غزة.. ما الجديد الذي أزعجهم؟

راي اليوم :
عبد الباري عطوان :

بات من الصعب علينا، او اي مراقب آخر، ان يحصي اعداد التصريحات الإسرائيلية والأمريكية التي تهدد بفتح أبواب الجحيم على المقاومة سواء في قطاع غزة او اليمن، إذا لم يلقوا السلاح فورا، ويرفعوا الراية البيضاء استسلاما، الأمر الذي يعكس غطرسة هؤلاء وتعطشهم لسفك دماء العرب، علاوة على ارتباكهم وفشلهم بحيث ينطبق عليهم لمثل الذي يقول “يضرب لا يكبر حجره”.

يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلي خرج علينا بالأمس، وبعد دقائق من الإعلان عن تقديم حركة المقاومة الاسلامية “حماس” لردها على المقترحات الامريكية لاتفاق هدنة في قطاع غزة، بالتهديد بفتح “أبواب الجحيم” إذا لم تطلق الحركة سراح  “المحتجزين” قريبا جدا.

هذه التهديدات لقطاع محاصر مجوّع يواجه حرب إبادة منذ ما يقرب العامين لوحده، وفي ظل تواطؤ عربي وعالمي، تعكس الفشل والإحباط بصورة واضحة، فقتل أكثر من 60 الفا وإصابة 150 آخرين من بينهم أكثر من 40 الف طفل ورضيع لا يمكن ان يكون انتصارا، ناهيك عن الفوز بكراهية معظم العالم.

أي جحيم هذا الذي يريد المجرم كاتس الملطخة يديه بالدماء فتح ابوابه، فهل ما يجري حاليا من عمليات تجويع في القطاع لمليونين نصف المليون من أبنائه لم يذوقوا واطفالهم لقمة خبز واحدة، ولا شربة ماء نظيفة منذ أربعة أيام ليس جحيما؟ وهل اعدام الجوعى الذين هرعوا الى مصائد الموت المسماة مراكز توزيع المساعدات بالرصاص وصواريخ المسيّرات ليس جحيما؟ فهل يريد سيادته نصب المحارق وافران الغاز لأهلنا في القطاع أسوى بقدوته النازية؟

نُبشر كاتس، وزميله عميحاي الياهو وزير التراث الذي يتباهى اليوم ويؤكد ان حكومته تسابق الزمن لمحو قطاع غزة وأهله من الوجود، وتحويل القطاع الى مستوطنة يهودية، نبشرهما ورئيسهما بنيامين نتنياهو بأن المقاومة لن تستسلم ولن تركع، وتزداد قوة وصلابة و”اتساعا”، ويكفي الإشارة الى عملياتها اليومية الإعجازية والمتطورة ضد القوات الإسرائيلية في القطاع، وقتل وإصابة العديد من الضباط والجنود، وتدمير الدبابات وحاملات الجنود والجرافات، ولا يمكن ان نتجاوز عملية الدهس الخطيرة جدا التي أدت الى إصابة ثمانية جنود إسرائيليين في قلب تل ابيب اليوم.

نتنياهو راهن منذ اليوم الأول لشن حرب الابادة على القطاع على ركوع المقاومة امام جيشه الجرار وبعد نفاذ ذخيرتها، و”ثورة” أبناء القطاع ضدها وحكمها، بفعل ضخامة اعداد الشهداء الجرحى وتدمير كل شيء بما في ذلك البيوت والمستشفيات، واغلاق المعابر، وها هو يخسر الرهان، ويرتكب أكبر جريمة في حق أبناء الديانة اليهودية، بمحو أهم سلاح في يدهم وهو سلاح المظلمة والمسكنة، والمحرقة وافران الغاز، بإرتكاب ما هو أخطر وأكثر دموية منها في القطاع المحتل.

اعداد القتلى في الجيش الإسرائيلي الذين وقعوا في مصيدة المقاومة باتوا أكثر من الأسرى الاحياء العشرين الذين ذهب جيش نتنياهو الى القطاع لأطلاق سراحهم، واذا استمر عدوانه على القطاع، فان اعداد هؤلاء اذا استمروا على قيد الحياة سيزداد في ظل الاستراتيجية الجديدة للمقاومة التي تهدف الى اختطاف المزيد من الجنود والضباط مثلما أكد المجاهد “أبو عبيدة” في خطابه الأخير.

هذا الصمود المصحوب بالمقاومة الأسطورية في قطاع غزة، وعملية الدهس التي وقعت في قلب “دولة” الاحتلال اليوم، واستمرار انطلاق الصواريخ من تحت الركام، كلها تؤكد ان نتنياهو لا يعرف الشعب الفلسطيني رغم كل أجهزة الاستخبارات، وبنوك العقول، والمعاهد التجسسية المتخصصة الإسرائيلية.

ختاما نقول ان المستوطنين الإسرائيليين لن يعرفوا الأمن مطلقا، وكذلك الداعمين لهم من أبناء جلدتهم، وعقيدتهم، في العالم ايضا، فالطائرات الامريكية مهما كانت متقدمة ليست ضمانة لكسب الحروب، ومن يكسبها وينتصر فيها هو من يقاتل على الأرض وليس في الجو، والأرض تقاتل مع أهلها، واسألوا الافغان، والعراقيين والجزائريين والفيتناميين والقائمة تطول.

كل رضيع او طفل يستشهد في قطاع غزة هو مسمار في نعش المشروع الصهيوني، وكلما ازداد عدد المسامير كلما اقتربت نهايته.. والأيام بيننا.