Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أكاديميٌّ إسرائيليٌّ : العدوان على إيران جريمة حربٍ.. خبيرٌ أمنيٌّ: القدرة الصاروخيّة الإيرانيّة لم تتأثر فعليًا رغم الهجوم.. جنرالٌ: تدمير النوويّ الإيرانيّ وإسقاط النظام تطلعان خياليان.. ضرب خليج حيفا إنذارٌ حقيقيٌّ للصناعات البتروكيميائيّة

الناصرة – “رأي اليوم”  :

أكّد الأكاديميّ الإسرائيليّ، الخبير في الشؤون الإيرانيّة، د. أوري غولدبرغ، أنّ العدوان الذي شنّته الدولة العبريّة ضدّ إيران هو عدوانٌ هجوميٌّ سافرٌ ويتناقض كليًّا مع القانون الدوليّ، وبالتالي هو جريمة حرب، على حدّ تعبيره.

وأضاف في مقابلةٍ مع تلفزيون (ديمقراطيك) العبريّ أنّ العدوان ليس مبررًا بالمرّة ولا توجد أسباب مقنعة لدى إسرائيل لتبريره، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه جاء دون سببٍ، وخلافًا لكلّ ما أكّدته جميع وكالات الاستخبارات في العالم بأنّه لا توجد أسبابًا تمنح الشرعيّة للكيان بشنّ العدوان   ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، طبقًا لأقواله.

وشدّدّ الأكاديميّ الإسرائيليّ على أنّ الموقف الإسرائيليّ بأنّ الحرب مبررة ليس مقبولاً جملةً وتفصيلاً، إذْ أنّ الحديث لم يجرِ عن عملية دفاعٍ عن النفس، موضحًا أنّ الحكومة الإسرائيليّة باتخاذها القرار بشنّ العدوان أخذت بعين الاعتبار الدوافع السياسيّة الداخليّة في دولة الاحتلال.

ورأى د. غولدبرغ أنّ الهدف أيضًا كان محاولةً إسرائيليّةً لدفع العالم لنسيان ما يحصل في غزّة، مشيرًا إلى أنّه يجب أنْ نأخذ على محملٍ من الجدّ قرارات محكمة لاهاي القاضي باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه، يوآف غالانط، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، مُضيفًا أنّ إسرائيل لم تحقق أيّ إنجازٍ من هذا العدوان، وذلك لأنّها لم تعرف منذ البداية ماذا تريد من وراء ذلك، ولم تُحدّد أهدافًا للعدوان، على حدّ تعبيره.

وخلُص إلى القول إنّ ما فعلته إسرائيل في إيران يُشابه إلى حدٍّ كبيرٍ ما يجري في غزّة من ناحية أهداف العدوان، ففي غزّة لم تقدر على إزالة حماس وإعادة الرهائن، وأيضًا في إيران لم تُحقِّق أيّ إنجازٍ يُذكر، كما قال.

إلى ذلك، أعلن الخبير الأمنيّ الإسرائيليّ البارز يوسي ميلمان، أنّ إيران أطلقت خلال الأيام الماضية 15 صاروخًا باليستيًا ثقيلًا، بعضها مزوّد برؤوس حربية متشظية، في هجوم هو الأحدث ضمن سلسلة ضربات متبادلة بين طهران وتل أبيب.

وبحسب ميلمان، فإنّ هذه التطورات تؤكّد أنّ “القدرة الصاروخية الإيرانية لم تتأثر فعليًا”، رغم أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ دمّر أكثر من 200 منصة إطلاق صواريخ منذ بداية التصعيد.

وأوضح ميلمان في تصريحات صحفية نُشرت بصحيفة (هآرتس)، أنّ طهران لا تزال تحتفظ بـ”مئات من منصات الإطلاق الثابتة والمتنقلة”، وهو ما يعني أنّ الحملة الإسرائيليّة الواسعة لتدمير البنية التحتية العسكرية لإيران لم تحقق هدفها بإضعاف القدرة الهجومية الإيرانية بالكامل.

وأضاف أنّ ما يجري الآن هو “حرب استنزاف بكل ما للكلمة من معنى”، خصوصًا مع استمرار تبادل الضربات والهجمات السيبرانية بين الجانبين.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة (هآرتس) العبرية مقالاً تحليلياً للجنرال المتقاعد ونائب رئيس هيئة الأركان العامة بجيش الاحتلال سابقًا، يائير غولان، تناول فيه رؤية نقدية لنهج الحكومة الإسرائيلية، ودعا فيه إلى ضرورة تحويل القوة العسكرية إلى إنجازٍ سياسيٍّ دائمٍ يضمن أمن واستقرار إسرائيل في السنوات القادمة.

وحذر الجنرال الإسرائيليّ، وهو رئيس حزب (الديمقراطيون)، المحسوب على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ، من أنّ الانتصار العسكري النادر الذي حققته إسرائيل في الهجوم الأخير ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، قد لا يُترجم إلى مكسب استراتيجي طويل الأمد إذا لم يُتبَع بخطوة سياسية مدروسة.

وقال غولان، الذي شغل مناصب عسكرية وأمنية رفيعة، إنّ “الهجوم الإسرائيليّ الأخير مثل عملية معقدة ودقيقة نفذت بتنسيق استخباري عالي المستوى”، مضيفًا أنّ إسرائيل أظهرت تفوقًا تكنولوجيًا تملكه دول قليلة فقط في العالم، لكنه تابع: “هذا إنجاز عسكري وليس سياسيًا”، محذرًا من أنّ تفويت فرصة استثمار اللحظة الراهنة قد يكرر أخطاء الماضي.

وأكّد الكاتب أنّ الهدف ليس إسقاط النظام الإيراني أوْ تدمير كامل البرنامج النووي، معتبرًا أنّ مثل هذه التطلعات “غير واقعية”، وقد تدفع إيران إلى الرد بوسائل أكثر عنادًا وتطوير برنامج نووي أكثر تحصينًا، مستشهداً بالحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) التي صمد خلالها النظام رغم الخسائر الفادحة.

ودعا غولان القيادة الإسرائيلية إلى استغلال اللحظة الحالية، حيث ما زالت إسرائيل تحتفظ بزخم التفوق، من أجل إطلاق مبادرة سياسية تفضي إلى اتفاق نووي جديد، “يكون أقوى وأدق من اتفاق 2015، لكنه يرتكز عليه”، مضيفًا أنّ المطلوب اتفاق يقوم على الردع المتبادل والرقابة المشددة، وليس على الإذلال السياسي.

كما شدّدّ غولان، الذي شغل منصب نائب قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، شدّدّ على ضرورة بناء جبهةٍ إقليميّةٍ تضم ما أسماها بالدول المعتدلة مثل الولايات المتحدة، مصر، الأردن، السعودية، الإمارات وإسرائيل، من أجل مواجهة ما وصفه بـ”محور الشر الإيراني”، مؤكدًا في الوقت عينه أنّ “القيادة الإسرائيلية مطالبة الآن بإفساح المجال للرؤية الإستراتيجية لتحل محل التكتيك العسكري”.

واختتم مقاله بالتأكيد على أنّ “القوة وسيلة وليست غاية، والزعامة الحقيقية تقاس بقدرتها على تحويل الإنجازات العسكرية إلى واقعٍ إقليميٍّ أكثر استقرارًا وأمنًا”، معتبرًا أنّ هذه هي الفرصة لضمان مستقبل إسرائيل كقوّةٍ إقليميّةٍ تقود، لا فقط ترد، طبقًا لأقواله.

على صلةٍ بما سلف، أشارت رئيسة معهد سياسات المناخ والبيئة في جامعة بن غوريون، ووزيرة حماية البيئة السابقة تمار زندبرغ إلى أنَّه في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، حدث ذلك: (لحظة الصفر) لمصافي النفط في خليج حيفا. سقط صاروخان باليستيان أُطلقا من إيران واخترقا أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وأصابا بشكل مباشر قلب الصناعة البتروكيميائية في الخليج”.

وفي مقال في موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ قالت زندبرغ: “نتيجة الضربة، اندلع حريق أودى بحياة ثلاثة عمال، وامتلأت السماء فوق المدينة بدخان أسود كثيف. لم يُعلن عن الحدث للجمهور الإسرائيليّ إلّا بعد مرور ما يقرب من يوم، ولم يُكشف كامل الحقيقة إلّا عبر تقرير شركة بازان للبورصة: بسبب الضربة، توقفت المصافي عن العمل”.

وأكَّدت أنَّ هذه ليست مناورة، ليس تقديرًا مستقبليًا، هذا هو تمامًا السيناريو الذي حذر منه طوال سنوات مستوطنون، مهنيون، ناشطو بيئة وأمنيون بإسرائيل على حد سواء، لافتةً إلى أنَّ “منشآت صناعية ثقيلة وقابلة للاشتعال، تقع في قلب متروبول كثيف، معرضة ليس فقط للأعطال والتلوث، بل أيضًا للتهديدات الأمنية. ما خشيناه – حصل”.

وتابعت: “لا يتذكر كثيرون، ولكن حتى أقل من عقد، كان في قلب خليج حيفا خزان أمونيا ضخم، مملوء بغاز سام وقابل للاشتعال. ناشطون وسكان ومنظمات بيئية، مدعومون بآراءٍ أمنيّةٍ، وصفوه بالقنبلة الموقوتة، وحذروا تحديدًا من سيناريو إصابة صاروخ، أوْ حتى مجرد خللٍ”، على حدّ تعبيرها.