Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

طالبان والهند؛ توسيع العلاقات في ظل التصعيد مع باكستان

شفقنا :
تحددت العلاقات بين جماعة طالبان والهند على مدار السنوات الأربع الأخيرة، في ضوء التصعيد الدائر بينهما مع باكستان، وهي الجار الذي لا ترتاح له لا طالبان ولا الهند.

وكان وزير الخارجية الهندي سوبرامانیام جایشانکار، اتصل بعد وقف إطلاق النار مع باكستان، بوزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي ليشكره على تنديد طالبان بالهجوم على بهلغام في كشمير.

واتهمت الهند، باكستان بالضلوع في هذا الهجوم وشنت بالتالي هجوما على الأراضي الباكستانية والشطر الباكستاني من كشمير.

ورغم أن طالبان استنكرت مهاجمة السياح في بهلغام، فانها لم تندد بالهجوم الهندي على الأراضي الباكستانية، بل عبرت عن قلقها من تزايد التصعيد في المنطقة فحسب.

كما قال وزير خارجية الهند أن بلاده ترحب بالموقف الحازم لوزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي في “رفض المحاولات الأخيرة لبث عدم الثقة بين الهند وأفغانستان عن طريق التقارير غير الصحيحة والتي لا أساس لها.”

كما قالت وزارة خارجية طالبان أن أمير خان متقي وصف العلاقات بين أفغانستان والهند بـ “التاريخية” معربا عن امله بالمزيد من تعزيزها.

وهذا أول تواصل علني يجري بين سلطات طالبان والهند بعد الهجوم على السياح في كشمير، وما أعقبه من اشتباكات عسكرية بين نيودلهي واسلام اباد، بيد أن هناك تقرير تشير إلى أن التواصل السريّ بين طالبان والهند، كان وثيقا إبان هذه الاشتباكات.

 

زيارة سرية لمساعد وزير داخلية طالبان إلى نيودلهي

وأفادت وسائل الإعلام الهندية أن مساعد وزارة داخلية طالبان صدر إبراهيم القريب من زعيم جماعة طالبان هبة الله أخوند زادة، سافر سرا إلى نيودلهي أثناء الاشتباكات التي كانت تجري بين الهند وباكستان.

وقالت صحيفة “سندي غاردين” الهندية أن صدر إبراهيم سافر إلى الهند في أعقاب الهجوم على السياح في كشمير والتقى مسؤولين هنود.

وأضافت أن مسؤولا رفيعا لطالبان في كابل ومسؤولا رفيعا للهند أكدا حصول هذه الزيارة.

وتابعت “سندي غاردين” أن الزيارة السرية لمسؤول طالبان إلى الهند، يمكن أن تشير إلى تغير تدريجي وهادئ لنيودلهي في وقت استؤنف فيه التصعيد مع إسلام اباد.

ومضت تقول أن الهند تقوم على الأرجح بفتح قناة اتصال سرية مع طالبان، وفي هذا السياق، تقترب من الوجوه المعروفة بمعارضتها للنفوذ الباكستاني.

ويُعد صدر إبراهيم من القادة البارزين في طالبان، ويعمل في الوقت الحاضر بصورة مباشرة مع مكتب هبة الله أخوند زادة زعيم طالبان في قندهار، ولا يعر أدنى اهتمام لوزير داخلية طالبان بالإنابة سراج الدين حقاني.

وتفيد التقارير أن صدر إبراهيم يُعد من المعارضين الجادين للنفوذ الباكستاني في شؤون حكم طالبان، ولهذا السبب لا يقم علاقة جيدة مع سراج الدين حقاني، ولا يقدم تقارير عمله إليه.

 

محاولات باكستانية لاحتواء نفوذ الهند

وفي ظل العلاقات المتنامية بين الهند وطالبان، فان باكستان تسعى لتقليص نفوذ نيودلهي لدى طالبان.

وفي ذروة التصعيد بين الهند وباكستان وفي الوقت الذي كانت تقوم فيه المسيرات بقصف جانبي الحدود في كشمير، زار ممثلون خاصون لباكستان والصين، كابل وعقدوا اجتماعا ثلاثيا مع طالبان.

واستضاف الاجتماع، وزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان مقتي، وتمت فيه مناقشة المسارات السياسية التي لم تتناول الهند.

وبعد الاجتماع، كتبت صحيفة “اكسبرس تريبيون” الباكستانية أن مسؤولين باكستانيين وصينيين اتفقوا مع سلطات طالبان على أن يكون النفوذ الهندي في أفغانستان حصرا على المهام الدبلوماسية.

وأضافت أن وزير داخلية طالبان بالإنابة سراج الدين حقاني طمأن خلال الأيام التي شهدت اشتباكات عسكرية بين الهند وباكستان، ممثل باكستان الخاص إلى أفغانستان محمد صادق بالا تكون بلاده قلقة بشأن حدودها مع أفغانستان.

ويبدو أن الخلاف الداخلي لزعيم طالبان، يمهّد لتعزيز النفوذ الهندي لدى هذه الجماعة، ويؤدي إلى ميلان التيارات المنزعجة من باكستان نحو نيودلهي، وبالتالي التمهيد لنفوذ الهند وتوفير مصالحها في أفغانستان.