"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ماذا يعني توجيه السيسي بتدريب الأئمة في الأكاديمية العسكرية؟ ما سر ترحيب البعض واعتبار آخرين ما حدث انقلابا على الأزهر؟ وهل يؤثر الإمام الأكبر الصمت؟

القاهرة – “رأي اليوم” :

يبدو أن صفحة جديدة يتم فتحها في مصر بخصوص الفكر الديني، فها هم أئمة الأوقاف والدعاة يؤدون قسم الولاء لأول مرة خلال تخرجهم في الأكاديمية العسكرية بحضور السيسي، وهو الأمر الذي تقبله البعض بقبول حسن، فيما اعتبره آخرون شيئا إدّا.

الدفعة التي شهد الرئيس السيسي حفل تخرجها حملت اسم الإمام محمد عبده و هي الدفعة الثانية ضمن مبادرة الرئيس؛ لتأهيل وتجديد الخطاب الديني لأئمة الأوقاف والدعاة.

الدفعة ضمت 550 إماما استمر تدريبهم 24 أسبوعا.

السيسي اقترح خلال الاحتفالية توظيف الجوامع كمدارس لتعليم الأطفال لقلة عدد المدارس.

أئمة الأوقاف والدعاة يؤدون قسم الولاء خلال تخرجهم في الأكاديمية العسكرية.

من جهته قال وزير الأوقاف إن الرئيس السيسي وجه بتدريب الأئمة في الأكاديمية العسكرية لتعزيز قدراتهم الفكرية والثقافية.

المستحسنون لتخريج الدعاة من الأكاديمية العسكرية يرون في الجيش آخر المؤسسات الموثوقة التي لا اختلاف حولها، ولا غبار عليها.

أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف وعضو المجلس الأعلى للأزهر يصف حفل تخرج الأئمة من الأكاديمية العسكرية بأنه لم يكن حفل تخرج، بل هي بداية مرحلة جديدة.

ويضيف أن ما شهدناه بالأمس واحدة من أعظم اللحظات التي شهدها العمل الدعوي بمصر، لحظة تُكتب بماء الذهب، وتُسجل بمداد من الفخر في ذاكرة التاريخ الدعوي، وذلك في حفل تخرج دفعة جديدة من أئمة وزارة الأوقاف، دفعة الإمام “محمد عبده”.

ويثني أبو عمر على ما قامت به الدولة، مؤكدا أنها قامت بواجبها من حسن الإعداد والتأهيل، ووفرت للأئمة بيئة علمية راقية وفرص تدريب نوعية، تليق بقيمة هذه الرسالة، وتكلم الرئيس بكلامٍ صادقٍ من القلب، عن واقع الأمة، وعن الفجوة بين الأقوال والأفعال، بين الواقع والمأمول، وما يجب أن نكون عليه إن كنا صادقين في خدمة هذا الدين والوطن.

ويتابع قائلا: “قدّم وزير الأوقاف نموذجًا للعالِم الراقي والمسئول الراعي المهتم بأدق التفاصيل في سبيل إعداد أبنائه من الأئمة وطلبة العلم، واستحدث فكرة راقية تحسب له حين ابتكر قسم الولاء على غير مثال سابق .. فرأينا وسمعنا في مشهد مهيب لم نر مثله من قبل لحظة القسم، التي اهتزت لها القلوب، وتعاهد فيها الأئمة على حمل الأمانة بشرف ومسؤولية.”.

ويختتم مؤكدا أنه جاء دور كل إمام وواعظ وداعية وقيادة دعوية في ربوع مصر أن يقوم بواجبه، أن يكون على قدر الثقة، وأن يُترجم هذا التقدير الكبير إلى أداء عظيم، وفعل صادق، وعلم نافع، وكلمة طيبة تُنير العقول وتغرس الوعي وتصون الوطن من كل فكر منحرف أو دخيل، ليتحقق ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته:

“إن مصر، بتاريخها العريق، وبعلمائها ومؤسساتها الراسخة، ستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي من قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويرسي معاني العدل والرحمة”.

على الجانب الآخر أبدى آخرون تحفظهم على تلك الخطوة، و كان من بين هؤلاء السياسي زهدي الشامي الذي تساءل: تكليف مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية بوضع برنامج لتدريب وصقل الأئمة. ترى ماهو نوع أئمة المستقبل إذن؟

من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية د.جمال زهران الخطوة بأنها شيء غريب، وخطوة أخرى نحو عسكرة المجتمع المدنى.

ويضيف زهران أن تلك اشارة الى أن الدولة هى الجيش والجيش هو الدولة، وهذا يعنى- في رأيه- سحق المجتمع المدنى تحت سيف القوة، لافتا إلى أن الجيش دوره حماية الحدود وصد أى عدوان فقط.

ويعبر زهران عن أساه لعدم وجود مجتمع مدنى يتكلم بصوت عالٍ.

 

موقف الإمام الأكبر

السؤال الذي فرض نفسه: هل يملك شيخ الأزهر الاعتراض على تلك الخطوة أم يؤثر الصمت؟

عدد ممن استطلعنا آراءهم أكدوا أن الشيخ أحمد الطيب سيلزم الصمت ، ولن يصعد الأمور، وسيسير مع الريح حيث تسير.

رأي اليوم

عماد حسين يكشف أهمية تلقى الدعاة دورات في الأكاديمية العسكرية

 

أضاف عماد، خلال تصريحاته لبرنامج “الحياة اليوم”، مع الإعلامية لبنى عسل، المذاع عبر فضائية “الحياة”،  أن السنوات الأخيرة شهدت تعاظمًا في دور السوشيال ميديا وازديادًا في موجات التطرف في المنطقة العربية والعالم، وهو ما خلق ضرورة لإعداد الخريج الديني ليكون أكثر وعيًا واحتكاكًا بالناس باعتباره يتحدث معهم في قضايا الدين، والدين كما هو معلوم مكون أساسي في حياة غالبية المصريين والمسلمين عمومًا.

الداعية يجب أن يكون على دراية بما يدور حوله في العالم

أشار إلى أن الفلسفة وراء الدورات الحالية تتمثل في إعداد داعية لا يكون ملمًا فقط بأمور الفقه والدين والحديث والسنة وحفظ القرآن، إنما يكون على دراية بما يدور حوله في العالم، موضحًا أن الرئيس السيسي تحدث مطولًا عن هذا المعنى، مؤكدًا أهمية أن يفهم الداعية الواقع، لافتًا إلى أن الدورات التي تلقاها المشاركون في الأكاديمية العسكرية شملت موضوعات مثل الرقمنة والإعلام والاقتصاد والسياسة، مشيدًا بأحد الشباب الذين قدموا بحثًا مميزًا باللغة الإنجليزية خلال اللقاء، وهو ما وصفه بأنه أمر مفرح.

أوضح أن الهدف يتمثل في إعداد داعية متميز في كل شيء، تمامًا كما يحدث في التخصصات الأخرى مثل الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والمحاسبة والهندسة، حيث ينتظر من الخريج أن يكون ملمًا بجوانب مختلفة من الحياة.

الدستور