"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إغلاق معبر تورخم الحدودي؛ صراع سياسي بين طالبان وباكستان

وأعلن مفوض طالبان في تورخم عبد الجبار حكمت، أن باكستان بادرت إلى إغلاق هذا المعبر “من دون سبب وإشعار مسبق” أمام أي حركة تنقل.

بيد أن المتحدث باسم الخارجية الباكستانية شفقت علي خان قال أن بلاده أغلقت معبر تورخم على خلفية قيام طالبان ببناء منشآت على الجانب الحدودي لباكستان.

ومنذ أن أعادت طالبان سيطرتها على أفغانستان في عام 2021، أغلق معبر تورخم مرارا بسبب الخلافات السياسية بين الطرفين، ويمكن القول أن إغلاق هذا المعبر، تحول إلى وسيلة للصراع السياسي بين طالبان وباكستان.

 

تزايد التصعيد والاشتباكات

وأدى استمرار إغلاق معبر تورخم الحدودي إلى تزايد التصعيد والاشتباكات بين قوات طالبان وحرس الحدود الباكستاني، بحيث اشتبك الطرفان معا مرتين لحد الان.

وأول اشتباك، اندلع في حوالي الساعة 12 فجرا من يوم الاثنين واستمر حتى الساعة 11 قبل الظهر من اليوم ذاته.

وأكدت وزارة داخلية طالبان وقوع هذا الاشتباك الذي تسبب بمقتل أحد أعضاء الجماعة وإصابة آخرين منهم.

وقال المتحدث باسم وزارة داخلية طالبان عبد المتين قانع أن هذا الاشتباك، بدأته القوات الباكستانية وردت عليه قوات طالبان بعد فشل الاتصالات بين الطرفين.

وزعم أن عدة مخافر باكستانية دُمرت في الاشتباك، غير أن المشكلة “سُويت في الوقت الحاضر.”

ومع ذلك، أكد مسؤولون محليون لطالبان في ننغرهار أن قوات الطرفين، اشتبكت معا ثانية قبل بضعة أيام.

وقال مسؤول بطالبان أن قواتها استهدفت مخفرا مهما لباكستان وألحقت “خسائر” بحرس الحدود الباكستانيين.

وتقول مصادر محلية أن هذا الاشتباك استمر لساعات، ومن ثم توقف، واستخدم الطرفان خلاله، الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

ولم يتضح بعد سبب اندلاع الاشتباك، ولم تعلق عليه السلطات الباكستانة لحد الان.

 

تضرر رجال الأعمال

ومع إغلاق معبر تورخم الحدودي، علق مئات المسافرين على طرفي الحدود، بينما يتضرر رجال الأعمال مئات ألوف الدولارات يوميا.

وتقول غرفة تجارة ولاية ننغرهار أن الإبقاء على معبر تورخم مغلاق، الحلق خسائر برجال الأعمال الأفغان تقدر بـ 500 ألف دولار يوميا.

وأوضحت أكثر من ألف سيارة شحن قد علقت على طرفي الحدود، من بينها 650 شاحنة تحمل التفاح والرخام والقطن والفاكهة تقف على الجانب الأفغاني انتظارا لإعادة فتح الحدود.

وتابعت غرفة تجارة ننغرهار أن نحو 600 شاحنة متعلقة بالقطاع الخاص بأفغانستان، تحمل الإسمنت والفاكهة والخضار، بقيت عالقة في ذلك الجانب من الحدود.

وتظهر إحصاءات غرفة تجارة ننغرهار أن رجال الأعمال الأفغان تضرروا خلال هذه  الأيام أكثر من 5 ملايين و 500 ألف دولار.

إن إغلاق هذا الممر وتوقف الشاحنات على جانبي الحدود، أثر بدوره على الأسواق الأفغانية، ما زاد من أسعار العديد من السلع بشكل ملحوظ.