YNP :

شهد الملف السوري، الاثنين، تطورات جديدة قد تكشف المزيد من ابعاد الصراع الدولية، ومستقبله في ضوء دخول الفاعلين الدوليين ومحاولة الحلفاء إعادة ترتيب اوراقهم عسكريا ودبلوماسيا .


في احدث المواجهات على الأرض نشرت الفصائل المسلحة مشاهد لعملياتها بطائرات مسيرة من نوع “شاهين”. وشاهين هي طائرة مسيرة اردنية الصنع وتستخدمها حاليا فصائل ما تعرف بـ”الجيش الوطني الحر” التابع للإخوان والذي يتمركز عند الحدود السورية مع الأردن.

وخلافا لجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام اللاتي انطلقتا من مناطق محاذية لتركيا ، تحرك  فصيل الاخوان من الحدود الأردنية واستخدمه لطائرات “شاهين” يشير إلى أن  أمريكا وحلفائها الغربيين كانوا يقفون وراء تحرك هذه الفصائل بالتوازي مع تجهيز تركيا للبقية بمن فيهم هيئة تحرير الشام المصنفة على لائحة  الإرهاب التركية.

حتى الان تؤكد المعطيات بوجود دور امريكي – غربي على الأقل وراء فصيل مدرب ومجهز ، ولم يقتصر الامر على طائرات شاهين الأردنية بل ان  توجيهات أمريكية للفصائل الكردية التابعة لها بالانسحاب وتسليم مواقع اخرها منطقة تل رفعت التي تتمركز فيها  دليل اخر على الدور الأمريكي الذي اتسع ليشمل أيضا  مسار دبلوماسي  بداه وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن باتصال بنظيره التركي قبيل وصول وزير الخارجية الإيراني ووصل إلى اصدار بيان ثلاثي يضم فرنسا وبريطانيا يطالب بوقف التصعيد ويطالب بحل سياسي وذلك في اول رد على تهديد الرئيس الأسد باستخدام القوة لطرد الإرهابيين.

هذه التحركات التي تأتي بالتوازي مع إعادة الحلفاء في سوريا إعادة ترتيب صفوفهم  لمواجهة العدوان الأخير ، كإقالة قائد القوات الروسية في سوريا ووصول وزير الخارجية الإيراني لتقديم الدعم للحكومة والجيش ناهيك عن دفع القوات الروسية بتعزيزات ضمن ترتيبات لهجوم مضاد ، تشير إلى أن الغرب وامريكا يريدان فرض واقع جديد شمال سوريا يتمثل بإشغال روسيا بمعركة جانبيه لاسيما مع تركيز الفصائل المسلحة الهجمات على المدن المحيطة بأهم القواعد الروسية على المتوسط وتحديدا مدينة حماة.

قد تكون وتيرة المواجهات او الزحف  في العمق السوري توقف كليا سواء بتوجيهات او نتيجة الغارات الروسية – السورية المركزة، لكن المؤشرات تؤكد بانه يتجه نحو خطوات تصعيد اكبر خلال الأيام المقبلة خصوصا وان الهدف كما يبدو ليس دمشق بل الوجود السوري الأهم والاستراتيجي في الشرق المتوسط.