صوت الأزهر :

  • – «محمد نبى لزماننا» تطرق إلى المعنى الحقيقى لفكرة الجهاد فى الإسلام
  •  – الكاتب هربرت ويلز: نبى الإسلام أرسى العدل ونشر السلام بين الناس
  • – «محمد رسول الإسلام» ألقى الضوء على الهجرة وعلاقته الجيدة بزوجاته

تزخر المكتبات العالمية بكتب عديدة لأدباء ومفكرين وكتاب من دول غربية مختلفة عن شخصية النبى محمد عليه الصلاة والسلام، تطرقت هذه الكتب لشخصية النبى باستفاضة، وأفردت مساحات للمدح والثناء على عظم شخصيته وأخلاقه وتعاملاته، وكيف أنه استطاع أن ينشر الدين الإسلامى بحسن الأخلاق النبوية وشخصيته الكريمة، الكتب فى هذا السياق لا تعد ولا تحصى، وسوف نرصد فى هذا التقرير أشهر الكتب الغربية التى تحدثت عن عظم شخصية النبى عليه الصلاة والسلام.

محمد نبى لزماننا

الكاتبة البريطانية ذات الأصول الأيرلندية كارن أرمسترونج، وهى كاتبة فى مقارنة الأديان، لها مؤلفات عدة؛ منها “محاولة غربية لفهم الإسلام” وكتابها “محمد نبى لزماننا” جاء بعد ما رأته من هجوم على كل ما هو مسلم، خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر التى جرت فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد صدر الكتاب فى عام 2006م.

يأتى الكتاب فى خمسة فصول، كما يحوى خرائط لشبه الجزيرة العربية، تتحدث فيه عن رؤيتها بحيادية لشخصية النبى، فتقول: “إن شخصية النبى ملهمة نموذجية ليست فقط للمسلمين ولكن أيضا للغربيين، فقد كانت حياته جهادا، وليس الجهاد الذى نعنى به الحرب، وإنما كانت كفاحا”، موضحة أن النبى كافح بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ ليجلب السلام على العرب الذين مزقتهم الحروب، فلم يحاول أن يفرض معتقدا دينيا ولم يكن مسرفا فى الاهتمام بما وراء الطبيعة، ولكن اهتمامه كان تغيير القلوب والعقول، حتى إن النبى لم يستخدم لفظ الجاهلية ليشير إلى زمن تاريخى وإنما إلى حالة العقل التى تسبب العنف والإرهاب.

وقد ركزت الكاتبة عن نشأة النبى فى مكة، وإرساله إلى الصحراء ليتعلم فيها، كما تناولت علاقة النبى بالسيدة خديجة فى مقتبل شبابه، حيث تزوجها بطلب منها ولم يكن لمنفعة، وإنما كان حبا لها، بدليل أنه لم يتزوج بزوجة شابة طيلة حياتها، مع أن هذا كان معتادا فى العرب قديما، مبينة أنه وبوحى من الله تعالى كان النبى سراجا منيرا لهذه الفترة، ليجلو ظلامها وتوقف السيوف قتالها، رغم أن النبى عليه الصلاة والسلام فى بداية دعوته واجه رفض تقبل الدين الجديد وقتئذ وهو الإسلام، فقد واجه الاعتراض حتى من قبيلته، فنزل عليه القرآن الكريم ليتكلم مع العرب بلغتهم.

وأشارت الكاتبة إلى كيفية مواجهة النبى عليه الصلاة والسلام التعنت والعناد من قريش فى تقبل دعوته للإسلام، وتحمل الصعاب فى الجهر بالدعوة، والإيذاء الذى لاقاه من أهل مكة وزعماء قريش، ثم بعد الجهر بالدعوة قام بالهجرة النبوية، فقد كان النبى متيقنا بأن الدين الإسلامى لم يكن مخصصا لأهل مكة فقط، وإنما للعالم أجمع فبدأ أفقه يتسع وينظر لما هو أبعد، فهاجر للمدينة لنشر الدعوة الإسلامية صريحة.

ومن المفارقات أن الكاتبة دافعت عن فكرة الجهاد فى الإسلام، وأوضحت معناه الحقيقى فقالت: “لم يكن لفظ الجهاد فى الإسلام بمعنى الحرب، الذى روجه أعداء الإسلام، ولكن معناه بذل الجهد أو الكفاح الضرورى لممارسة ما أراده الله من المرء، فالقتال فرض على النبى والمسلمين معه ولكن للدفاع عن النفس أو العرض، فالإسلام ليس دين حرب وقتال ولم يقم على حد السيف قط، وإنما ترك النبى محمد الحرية المطلقة للناس”، مطالبة المسلمين والغرب بأن يتعلموا التسامح وتقدير الآخر من النبى، وأن يجعلوه نقطة انطلاق لهم، فهو رجل عظيم ذو عبقرية أصيلة، وأسس ديناً وتقاليد ثقافية، ليست على السيف كما يدعى البعض، ولكن على السلام كما يعنى اسم الدين، وعلى التصالح.

معالم تاريخ الإنسانية

كتاب معروف للأديب الإنجليزى الشهير هربرت جورج ويلز، ويعد عالميا موسوعة تاريخية شاملة موجزة للحضارة الإنسانية عبر عصورها، ووفقا للطبعة العربية للكتاب فإنه يأتى فى أربعة أجزاء، يتناول الجزء الأول منه نشأة الكون والنظرية العلمية المختلفة وظهور الإنسان والأجناس القديمة المندثرة والإنسان البدائى ومعتقداته الدينية، أما الجزء الثانى فيعرض للحضارة الإغريقية والهلينستية والرومانية، ولمحة عن تاريخ العبرانيين، والجزء الثالث يُعنى بحضارات العصر الوسيط، والجزء الرابع يتناول التاريخ الحديث.

وقد تحدث الأديب هربرت جورج ويلز فى كتابه “معالم تاريخ الإنسانية”، فى الجزء الثالث، عن الإسلام وعن النبى عليه الصلاة والسلام، فيقول: “إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره ولو شكوا فى صدقه لما آمنوا به، ففى حجة الوداع قبل وفاته بعام ألقى على المسلمين خطبة شملت موعظة عظيمة، وإن أول فقرة فيها تحث على المؤاخاة والعدل ونشر السلام بين الناس، إنها أسست على تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم، وإنها لتبث فى الناس روح الكرم والسماحة، كما أنها إنسانية ممكنة التنفيذ، وأسست جماعة إنسانية تقل فيها القسوة والظلم عن أى جماعة أخرى سبقتها، فكل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط، ولم أجد دينا يسير مع المدنية أنّى سارت سوى دين الإسلام”.

محمد رسول الإسلام

الكتاب للأديب الفرنسى الراحل روجيه كاراتينيه، وقد ألفه الكاتب بعد دراسة مستفيضة عن شخصية النبى عليه الصلاة والسلام، للدفاع عنه خلافا لما يتم الترويج له فى الغرب عن الإسلام، ويعرف كاراتينيه المولود بجزيرة كورسيكا بفرنسا بأنه عالم رياضيات وفيلسوف ومؤرخ موسوعى وصاحب عدة كتب، من بينها “الإسلام هذا المجهول”، و”التعريف بالإسلام” و”عبقرية الإسلام الحضارى”.

ويتناول الكتاب الشخصية والأخلاق النبوية، إضافة لإنجازات النبى عليه الصلاة والسلام، وبناء أمة إسلامية على هذا النهج النبوى، ويتضمن بابين، الأول يشمل التعريف بمكة والمدينة وحياة النبى فى طفولته وشبابه، ثم البعثة وأخيرا الهجرة النبوية، فى حين يتناول الباب الثانى حياته بعد الهجرة، وكيف كانت علاقته مع من حوله فى المدينة المنورة واختيارها لتكون عاصمة الخلافة الإسلامية فى عهد النبوة، والفتوحات الإسلامية، وعلاقته باليهود فى المدينة وغزوتى بدر وأحد وفتح مكة، ثم يتناول علاقته بزوجاته وحياته حتى وفاته.

حسن مصطفى