وفي مقال له نشر في مركز الأبحاث الألماني ” زد دي اف”، قال غاك إن الناس في المدينة يقولون إن الهجوم الكيميائي في المدينة هو من إنتاج إرهابيي تنظيم جيش الإسلام بعد الضربات التي تلقوها من الجيش السوري وحلفائه على مختلف الجبهات.
وأضاف غاك إنه قام بزيارة المستشفى الذي جرى تصوير فيديو الهجوم الكيميائي داخله، والتقى بالأطباء هناك الذين أكدوا له أنه لم تظهر أي علامات للمواد الكيميائية في فحوص الدم التي أجروها آنذاك.
وفي سياق متصل أجرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك حواراً مع الطفل السوري حسن دياب تحدث فيه عن تفاصيل تصوير مقطع فيديو عرض من قبل “الخوذ البيضاء” ومشاركته فيه كضحية لـ “الهجوم الكيميائي” في دوما.
وقال الطفل السوري “لقد كنا في القبو عندما قالت لي أمي اليوم ليس لدينا ما نأكله، سنأكل غداً، آنذاك سمعنا صراخاً من الشارع، اذهبوا إلى المستشفى، فركضنا إلى المستشفى وما إن دخلنا أمسك بي أحدهم وبدأ يصبّ الماء علي، ثم وضعني على السرير بجانب أشخاص آخرين”.
يذكر أنه في 14 أبريل/ نيسان الماضي، تعرّضت سوريا لعدوان ثلاثي شنته أمريكا وبريطانيا وفرنسا على سوريا تحت ذريعة استخدام سلاح كيميائي في دوما.
الوقت
كيف قضت دوما على المصداقية الغربية
ما مدى صحة هذه الادّعاءات؟ وما الهدف منها؟
دلائل عديدة تدحض المزاعم الغربية وتؤكد زيف ادعاءاتهم، نعرضها في المقال التالي:
1- عند تعرّض منطقة ما لهجوم بالأسلحة الكيميائية، خصوصاً إذا كانت منطقة سكنية كدوما السورية، ويسفر الاعتداء عن عدد من الضحايا والجرحى، لا يمكن التخلّص من الأدلة بتلك السهولة التي يتحدث عنها الساسة الغربيون، وبإجراء فحوصات بسيطة على جثث الضحايا يمكن التأكد من تعرّضهم لهكذا حادث مدان.
فاليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين ومع وصول العلم إلى مراحل لم يتخيّلها العقل البشري يوماً، لا يُعتبر هذا الكلام إلا استخفافاً بقدرات وخبرة فريق المحققين الذين أرسلتهم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وإذا كان الواقع كذلك، لكان بإمكان أي جهة أن تستخدم هذا النوع من الأسلحة المحرّمة دولياً، وترفع آثارها بعد ذلك.
ألم يخطر هذا الاحتمال على بال المنظمة؟ ألم يتعلّم محققوها العمل مع هكذا نوع من القضايا؟!
2- في الأوضاع الحالية، يتوجب على فريق المحققين العمل على أمرين، الأول هو التأكد من استخدام هذه الأسلحة، والثاني، وهو الجزء الأصعب، ويكمن في معرفة الجهة التي نفذت الهجوم، وفي كلتا الحالتين، عليه إسناد نتائجه بأدلة عقلية ومنطقية، لينشر بعدها تقريراً مفصّلاً بذلك. فمن حق الرأي العام الاطلاع على التفاصيل لا أن يسمع تصريحات من هنا وهناك، ككلام المبعوث الأمريكي والعضو في فريق المحققين، الذي يبدو أنه اعتمد على معطياته وحسم أمره قبل الدخول في أي تحقيق، فهو يرشق الدولة السورية وحلفاءها باتهاماته، وبالتالي من حق روسيا الطبيعي أن تكون قلقة من عدم حيادية المحققين في هذا النوع من القضايا. خصوصاً أن التجربة أثبتت إرسال الولايات المتحدة لعملاء لها داخل فرق المحققين في قضايا عدة، وهذه كبرى المشكلات في المنظمات الدولية.
الهدف من هذا الاتهام
وفي وقت لم يستخدم أي سلاح كيميائي من قبل سوريا وحلفائها، يسعى الغرب لاتهام روسيا بإخفاء الأدلة على ذلك، في محاولة منه لإيجاد مبرر لضرب الأراضي السورية، لأنه من دون ذلك سيفقد مصداقيته أكثر وأكثر، إلا أنه بفعلته هذه خسر جزءاً كبيراً من مصداقيته، فزمن التمثيل أمام الرأي العام قد ولّى.
وقد أكدت روسيا مراراً عدم وجود أدلة على أي عمل كيميائي، وسمعنا لافروف اليوم يتحدّث عن امتلاك بلاده أدلة على ضلوع بريطانيا في فبركة الهجوم المزعوم، كذلك أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، عن عثور القوات السورية على قنابل غاز أوروبية الصنع في الغوطة الشرقية لدمشق، كما رأينا الطفل السوري الذي كان جائعا وأرغم على المشاركة في تصوير الفيديو المفبرك.
بناءً على ما تقدم، لا شك أن الهجوم الكيميائي لم يحصل، وإصرار دمشق على قدوم فريق المحققين إلى أراضيها أوضح الأدلة على ذلك.
فلماذا يسيطر القلق على الغرب وأعوانه إلى هذه الدرجة؟ لما العجلة في إطلاق الاتهامات دون أي دليل منطقي؟ من المؤكد أن الإجابة على ذلك واضحة ولا غبار عليها..
الوقت