RT :
في 29 فبراير من تلك السنة الكبيسة 1960، وقع زلزال أغادير المدمر. كان زلزالا رهيبا محا المدينة تماما وقتل ما يقدر بثلث سكانها على الرغم من أن قوته كانت “معتدلة”.
في ذلك اليوم قبل 63 عاما وفي الساعة 23:47، شهد المغرب أخطر زلزال في تاريخه الحديث. حينها ضرب زلزال يفترض أن درجة قوته معتدلة 5.7 بمقياس ريختر، مدينة أغادير الواقعة جنوب غرب المغرب على ساحل المحيط الأطلسي، وأودى بحياة ما بين 12000 على 15000 شخص، وهو ما يعادل ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت.
الإصابات التي خلفها هذا الزلزال في صفوف سكان المدينة يعادل تقريبا ما سقط من الضحايا ويبلغ 12000 شخص، فيما بات 35000 شخص بلا مأوى، فيما كانت تالبورجت، فونتي، إحشاش وأنزا أكثر أحياء المدينة تضررا، وقدرت حينها الخسائر المادية الناجمة عن ذلك الزلزال المدمر بـ 290 مليون دولار.
جرى إخلاء المدينة مما تبقى من سكانها بعد يومين من الزلزال، وذلك لتجنب انتشار الأمراض في تلك الظروف الكارثية والخطيرة خاصة أن المدينة شهدت درجات حرارة مرتفعة أثناء الزلزال وبعد أيام من حدوثه، تراوحت بين 30 و41 درجة مئوية.
الزلزال المدمر سبقته علامات، إذ ضربت هزتان خفيفتان المدينة قبل ساعات قليلة من وقوعه، واحدة في الصباح وثانية بعد الظهر، إلا أنهما لم تقلقا سكان أغادير التي كانت عانت من زلزال مماثل في عام 1731.
زلزال معتدل ودمار رهيب:
زلزال أغادير الرهيب استمر 10 ثوان، وتسبب في موجة تسونامي توصف بالعاتية زادت من قوته التدميرية، كما شبت حرائق في جميع أرجاء المدينة بعد وقت قصير من وقوعه.
على الرغم من “اعتدال” قوة الزلزال، إلا أن الدمار الذي خلفه كان هائلا، ويرجع ذلك على أنه وقع سفل المدينة على عمق قليل نسبيا يبلغ 15 كيلو مترا، ما تسبب في اهتزازات قوية للطبقة السطحية من الأرض.
علاوة على ذلك، تتميز مدينة أغادير بتربة رخوة وهي هشة بفعل تآكل الصخور، إضافة إلى خصوصية البنية الجيولوجية للمدينة وموقعها على خط زلزالي بين سلسلة الأطلس الكبير وسهل سوس.
طبيعة الأبنية القديمة الطينية ساهمت أيضا في الدمار الكبير الذي حاق بالمدينة، حيث انهارت بسرعة من دون أي مقاومة متسبب في حدوث ضحايا في أرواح ساكنيها.
صحيفة تايمز نقلت عن سائح بريطاني كان يقيم في أحد الفنادق الفخمة في أغادير قوله: “كان الأمر مخيفا جدا وفي غضون لحظات قليلة سقطت أجزاء البناء من حولنا. انطفأت الأنوار وكان الظلام دامسا. جلسنا في أماكننا لا ندري ما الذي يجري”.
وتحدث سائح آخر عن تلك اللحظات الرهيبة قائلا: “كنت أقرأ في سريري في غرفتي بالفندق عندما وقع الزلزال. بدت الغرفة وكأنها تدور ثم انهار السقف والجدران”.
دُفع بفرق الإنقاذ من مناطق المغرب الأخرى ومن دول العالم، وجرى استخدام مطار أغادير، الذي لم يتضرر، كمستشفى مؤقت للمصابين، فيما نُقل العديد من الجرحى جوا إلى الدار البيضاء.
بعد زلزال عام 1960، اهتزت الأرض تحت أغادير مرة أخرى وكان ذلك في 20 فبراير عام 2017، وبلغت قوة الهزة الأرضية التي استمرت 3 ثوان، 4.2 بمقياس ريختر.
لم تخلف تلك الهزة الأرضية اضرارا تذكر، إلا أنها أعادت إلى الذاكرة الدمار الرهيب الذي خلفه زلزال أغادير السابق، فسارع حينها بعض السكان إلى مغادرة منازلهم على عجل.
المصدر: RT