الرباط – «القدس العربي» :
خصصت الأمينة العامة لحزب “الاشتراكي الموحد” المعارض، نبيلة منيب، حيزاً مهماً من أحدث خروج إعلامي لها، لموسم الحج، وتحدثت عن مصاريفه التي اعتبرتها مرتفعة كما تطرقت لمسألة “الأمية الدينية” كما سمتها، وطالبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمحاربتها.
حديث الحج كان مقترناً بحديث القيادية اليسارية عن عيد الأضحى وكان لها في ذلك مطالب بتوزيع الخرفان على الفقراء بعد إحصائهم، إضافة إلى تحديد ثمن الأضحية حتى لا يستغل “الكسابة” (مربو الأغنام) الفرصة حسب تعبيرها.
التصريحات الجديدة للنائبة البرلمانية المعارضة لم تخلق كثيراً من الجدل كما كان متوقعاً، وكما هي عادتها عند كل حوار صحافي أو مداخلة، سواء في لقاء حزبي أو من موقع مسؤوليتها كنائبة برلمانية، بل مرت مرور الكرام ولم تهتم المنابر الإعلامية المغربية سوى بحديث الأضحية، ربما لأن تطرقها لموضوع الحج شابه الكثير من النواقص مثل مسألة المواكبة التي تحرص الوزارة الوصية على توفيرها للحجاج المغاربة.
منيب أشارت في تصريحها الذي أدلت به للصحيفة الإلكترونية “فبراير كوم”، إلى اجتماعات حضرها وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، سواء على مستوى الجلسة العامة في مجلس النواب أو في اجتماعات لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج. وقالت إنها طرحت سؤالاً على الوزير، يتعلق بالمقدسات الإسلامية التي توجد في المملكة العربية السعودية. وحسب منيب، فإن هذه المقدسات هي “لجميع المسلمين”.
وربطت الأمينة العامة لحزب “الاشتراكي الموحد” بين هذا المعطى وارتفاع تكاليف الحج بالنسبة للمغاربة، وتساءلت: كيف يعقل في مقابل تدني أجور المغاربة ووجود الفقراء وهزالة تعويضات التقاعد، أن تكون قيمة الذهاب إلى الحج بالنسبة للمواطن مغربي (عندما يريد ذلك) باهظة جداً، إذ تصل إلى حوالي 80 ألف درهم (7885 دولاراً أمريكياً).
ووضعت مقارنة سياحية في هذا الباب، عندما قالت إن قيمة تكاليف الحج، تمكن المغربي من الذهاب إلى “أحسن مكان في العالم والإقامة في فندق من خمسة نجوم”.
وعادت الزعيمة اليسارية المعارضة لتسأل “لماذا كل هذا الغلاء؟”، وبالنسبة لها فإن “الطامة الكبرى” أن مكان إقامة المغاربة في الديار المقدسة يجعلهم يعانون من صعوبات.
ومرت منيب في حديثها إلى مسألة تحديد السن في 65 عاماً، واعتبرتها أيضاً “طامة كبرى”، وأكدت أن هذا يفتح باب الحوار مع المملكة العربية السعودية لإيجاد حل لكل هذه المشاكل وتقصد التكلفة المرتفعة ومكان الإقامة والسن أيضاً.
ولكي تضيف بعض الملح لتصريحاتها حول الحج، استشهدت بكون بعض رؤساء الدول الإسلامية رأوا المداخيل التي تجنيها السعودية خلال موسم الحج، ووفق تعبيرها فإن هذه المداخيل باستثناء المصاريف “الحقيقية” فالأرباح يمكن أن تساهم في تخفيف المصاريف على الفقراء في كل الأمة الإسلامية.
بعد الحديث العام، وجهت منيب نقدها للشأن الداخلي وأشارت إلى وجود وفود مغربية مجانية تؤدي مناسك الحج، وأكدت أن هذا لا يعقل أمام “ما يدفعه الفقراء”، لذلك يجب “تكافؤ الفرص” حسب تعبيرها.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية معنية بانتقاداتها أيضاً، عندما خاضت في مسألة أسمتها بـ”الأمية الدينية”، وقالت إن هناك “شعوباً” قبل إرسال الحجاج تتم توعيتهم وتفسير طريقة أداء المناسك.
على عكس المغرب، تضيف الأمينة العامة لحزب “الاشتراكي الموحد”، الكثير من الحجاج المغاربة لا يعرفون ماذا يفعلون في الديار المقدسة وكيف يؤدون هذه المناسك.
وطالبت بضرورة محاربة “الأمية الدينية” من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خاصة أن “الناس” ـ وتقصد الحجاج ـ يحتاجون إلى المواكبة خلال أداء المناسك، كما أن أغلب المغاربة الحجاج “هذا هو السفر الوحيد في حياتهم”، لذلك “يجب أن يكون على أكمل وجه”.