ويأتي ذلك في إطار الدور الريادي لمصر في نشر الفكر الوسطي المستنير بمختلف لغات العالم، وفي إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية في ذلك، وفي ظل عنايتها الواسعة بحركة الترجمة، ولا سيما ترجمة معاني القرآن الكريم.
وقدم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، لهذه الترجمة بمقدمة جاء فيها:
“الحمد لله أهل الحمد أهل الثناء والمجد، القائل في كتابه العزيز: {الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}، والقائل سبحانه :{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، والقائل (عز وجل): {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، والقائل (جل في عُلاه): {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ}، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد:
فالقرآن الكريم كتاب نور، وكتاب هداية، وكتاب رحمة، من قال به صدق ومن حكم به عدل، ومن تمسك به هُدِيَ إلى صراط مستقيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) : (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ الله وَسُنَّةَ نَبِيِّه).
وهو أعلى درجات البلاغة والفصاحة والبيان، يتدفق الإعجاز من جميـع جوانبه تدفقًا لا شاطئ له، فهو الذي يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدةً، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.
وهو أحسن القصص وأحسن الحديث وأعذبه وأجمله وأصدقه، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم):{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، ويقول جلّ وعلا: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} ويقول سبحانه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} ويقول سبحانه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}.
وقد رفع الله (عز وجل) أهل القرآن إلى أعلى المراتب، فهم أهل الله وخاصته، وتجارتهم لا تبور ولن تبور، حيث يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم): “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم ؟ قالَ: هُم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ”.
ويسرنا أن نقدم لكل الناطقين بلغة الهوسا هذه الترجمة الميسرة لمعاني القرآن الكريم في ضوء كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم من إصدار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وذلك في ضوء فهمنا لهذه المعاني التي نأخذ منها على قدر طاقتنا البشرية في حين تبقى أسرار النص المنزل معطاءة لكل زمان ومكان.
نسأل الله (عز وجل) أن يتقبل هذا العمل وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به العالمين والله من وراء القصد وهو الموِّفق والمستعان والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: الدستور