الخليج الجديد :
ينفي “كينيث ديكليفا”، الطبيب النفسي الذي عمل سابقًا مع وزارة الخارجية الأمريكية، أي مزاعم حول عدم الاستقرار النفسي لـ”بوتين”.
ويقول “ديكليفا”: “بوتين ليس مجنونا.. ويعرف بالضبط ما يفعله.. إنه زعيم ذكي للغاية”.
و”ديكليفا”، زميل في مؤسسة “جورج بوش” للعلاقات الأمريكية الصينية في تكساس، وقد درس “بوتين” لمدة 20 عامًا.
ويصف “بوتين” بأنه “أحادي التفكير ومرن ومتلاعب بالناس وشديد التركيز بسبب تدريبه كضابط في المخابرات السوفياتية”.
وأضاف: “شخصية بوتين صلبة. ويرى الأشياء باللونين الأبيض والأسود، ولديه تسامح أقل مع الفروق الدقيقة والغموض”.
ومع ذلك، فإن “بوتين” يبلغ من العمر 69 عامًا ويرى البعض أنه قد يعاني من نفس الأمات التي تصيب القادة المتقدمين في السن. وردا على ذلك، يقول “ديكليفا”: “هذا احتمال، لكن لا يمكن التدليل عليه من خلال قرار الحرب في أوكرانيا”.
يقول “ديكليفا” إن مفتاح التفاوض مع شخص مثل “بوتين” هو محاولة فهم عقليته وأن تكون متعاطفًا معه، حتى عندما لا تتفق معه.
وبالنسبة إلى “جيسون باك”، أحد كبار المحللين في مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في إيطاليا، فإن التوصل إلى اتفاق مع “بوتين” يتطلب إجراءً حاسمًا.
ويقول “باك”: “أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون جريئين للغاية لدرجة الوصول إلى عتبة الأشياء التي نعتقد أنها تصعيد كبير مثل الانخراط في حرب إلكترونية جريئة قد تشمل إطفاء الأنوار في سانت بطرسبرغ لمدة ساعتين ثم التفاوض بعد ذلك.. وفي المرة التالية، ستكون يومين إذا لم تلبي مطالبنا”.
ويقول “باك” إن “بوتين” كان لديه كل الأسباب للاعتقاد بأن الغرب سيتراجع إذا قام بغزو أوكرانيا بالرغم أن الغرب لديه قوة عسكرية واقتصادية هائلة.
ويذكر هنا التوغل الروسي في جورجيا، والتي كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأصبحت الآن جمهورية مستقلة، مما أدى إلى احتلال روسيا لـ 20% من ذلك البلد، إضافة إلى استيلاء “بوتين” على منطقة القرم عام 2014.
وقال “باك”: “بوتين يحترم القوة وليس الكلام. ولا أعتقد أنه كان يصدق التهديد بالعقوبات في حال الغزو لأن ذلك كان مجرد كلام”.
وأضاف: “لا أعتقد أن بوتين سيتخذ إجراءات نووية كارثية لأنه يريد أن يعيش. إنه مرعوب من “كوفيد” ويجلس على بعد 6 أمتار من مستشاريه. لذلك، لا أعتقد أنه سيخاطر بتفجير العالم طالما أننا نتمسك بعدم إرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا”.
ويقول “باك”: “كان هدف بوتين الأساسي هو الاستيلاء على كييف، رغم ذلك لم يستخدم أسلحة نووية تكتيكية في هذه المهمة التي فشل فيها حتى الآن”.
ويقول “ديكليفا” إن مفاوضات إنهاء الصراع في أوكرانيا يجب أن تعالج الاحتياجات الأمنية لأوكرانيا وتصور “بوتين” للتهديد في نفس الوقت.
ويرجح أن وسيطًا يثق به كل من “بوتين” والغرب – ربما الصين أو الهند أو إسرائيل – يمكن أن يكون مفيدًا لهذه العملية.
واعتبر أن وصف “بوتين” بـ”الجنون أو البلطجي أو القاتل أو مجرم الحرب” من قبل كبار القادة في الغرب بمن في ذلك الرئيس الأمريكي، ليس مفيدًا. موضحا: “هذه ليست الطريقة التي تجعل شريكك في التفاوض يأتي إلى طاولة المفاوضات”.