يدعونه من الشيطان.. السلفيون يعادون قوس قزح
حسن الخطيب
لم يترك السلفيين كبيرة أو صغيرة إلا وكان لهم رأي خاص بهم حول هذا الشيء، حتى أصبح السلفيون معروفون بفتاويهم التي بلغت عنان السماء، ففي أحدث فتوى لدعاة سلفيين، طالت ما عرف باسم “قوس قزح”، مطالبين بتغيير اسمه لـ”قوس الله”، لأن قزح اسم من أسماء إبليس اللعين، ولا يجوز أن تقول قوس قزح ولكن قل قوس الله حسب الفتوى.
وقوس قزح هو مجموعة من الأقواس الملونة المجمعة والملتصقة ببعضها، ويمكن رؤيتها عندما يسقط الضوء من الشمس على مجموعة من قطرات الماء، كما هو الحال في المطر، ويتم رؤية قوس قزح في الاتّجاه المعاكس للشمس، وتنتج ألوان أشعة قوس قزح عن الانكسار، والانعكاس الداخلي للإشعاعات الخفيفة التي تدخل قطرة المطر، وينحني كل لون من خلال زاوية مختلفة قليلا لتتشكل على هيئة قوس، وتكثر رؤيته أثناء وبعد هطول المطر، أو بعد ضباب وشبورة تسود الجو.
ويسمى قوس قزح أيضا بقوس الألوان، والقوس الأساسي، ويشمل القوس على مجموعة من الألوان وهي بحسب ترتيب القوس، الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والنيلي، والبنفسجي، ويفسر علماء الطبيعة ظهور القوس، عندما يمر الضوء الأبيض من الهواء إلى قطرة الماء، فإن الألوان المكونة للضوء تتباطأ إلى سرعات مختلفة، اعتمادا على ترددها، فمثلا الضوء البنفسجي ينحني بزاوية حادة نسبيا عندما يدخل قطرة المطر، وعلى الجانب الأيمن من القطرة، يمر بعض الضوء مرة أخرى إلى الهواء، والباقي ينعكس إلى الوراء، وبعض من الضوء المنعكس يمر من الجانب الأيسر من القطرة، وينحني كما يتحرك في الهواء مرة أخرى، وبهذه الطريقة تعمل قطرة الماء على فصل أشعة الشمس البيضاء إلى ألوانها المكونة.
ونعرض خلال السطور القادمة آراء دعاة وأقطاب السلفيين حول تسمية قوس قزح، وأشهر الأقوال في التسمية، ما قاله الألباني، وهو من كبار أقطاب السلفيين، بوجود حديث حول هذا الاسم، فيروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، ولكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق”.
أما الرأي الآخر فهو رأي الشيخ محمد صالح المنجد، وهو من كبار دعاة السلفيين بالمملكة العربية السعودية فإنه يقول إن القوس المعروف الذي يظهر عند سقوط المطر والشمس مشرقة ، فتظهر فيه ألوان الطيف نتيجة لانكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرات المطر ، فقد كره بعض العلماء أنه يسمى “قوس قُزَح” .
واستدل الشيخ المنجد، بحديث الألباني، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، ولكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو أمان لأهل الأرض.
تلك الفتاوى التي وصلت إلى قوس قزح، ليست بجديدة مطلقا، فقد جاءت قبل ذلك فتوى من المذهب الشيعي، تقول بأن تسمية قوس قزح حرام شرعا، ويجب استبدالها بقولنا قوس الرحمن، واستدلوا بما يرووه عن أمير المؤمنين عن الأصبغ قال: سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوس قزح، فقال له: ثكلتك أمك [يا ابن الكواء] لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم الشيطان، ولكن قل: قوس الله إذا بدت يبدو الخصب والريف.
وحول التسمية الصحيحة والتي تتوافق مع الشريعة، ما أكده الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، حول حكم تسمية قوس قزح بهذا الاسم، فأكد على أنه لاحرج في إطلاق هذا الاسم، ولا شيء فيه، لأنه تعارف عليه بهذا الإسم، وتداول بين الناس.
وأشار رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إلى أن الإدعاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث له نهى عن هذا الاسم، فهو إدعاء لاصحة له، فالحديث الوارد في هذا الشأن ضعيف، وغير صحيح.
وقال أن معنى كلمة قوس قزح، هو ما تحدث عنه ابن منظور في اللسان، وهو من التقزيح أي التحسين، وقيل من القزح، وهي الطرائق والألوان التي في القوس، وهي خطوط من صفرة وحمرة وخضرة، كما يقال بأن قزح أيضا اسم جبل بالمزدلفة.
صوت الأمة – الشرق