واوضح التقرير ان مراسل شبكة “سي ان ان” الأمريكية التقط يوم السبت الماضي، مشاهد لما يبدو انه نظام قاذف اللهب الثقيل “تي او اس-1″، المسمى ايضا “بوراتينو”، خلال عملية نقله الى الحدود الأوكرانية بالقرب من مدينة بيلغورود الروسية.
ولفت التقرير الى ان “بوراتينو” عبارة عن قاذفة صواريخ متعددة الفوهات (24 فوهة)، وتعتبر بأنها من اكثر الاسلحة المخيفة في الترسانة الروسية.
وتابع ان منظومة “”تي او اس-1″ بمقدورها اطلاق القنابل الفراغية المعروفة باسم الصواريخ الحرارية التي عند انفجارها تصنع سحابة تتكون من مزيج من الوقود والهواء، وترفع الحرارة والضغط بمستويات هائلة تدمر كل شيء في محيطها الواسع، وتتسبب بتلف الاعضاء الداخلية لجسم الانسان بما في ذلك الرئتين.
ما هو السلاح الحراري؟.
واوضح الموقع ان كلمة ” thermobaric ” مصدرها مزيج من الكلمات اليونانية thermos”” و “heat” و baros” ” التي تعني “الضغط”، مضيفا انه بالمعنى العملي، فان ما يحصل في هذا السلاح هو الجمع بين موجات الصدمة والسحب الهوائي للتسبب بانفجار عالي الحرارة.
ونقل التقرير عن الخبير والمتحدث باسم الفرع الفرنسي للحملة الدولية لازالة الاسلحة النووية جان ماري كولين قوله ان هذا السلاح عندما ينفجر “سيطلق متفجراته، او وقوده، وسينشأ ضغط هائل يتسبب بانفجار اكبر بكثير ويكون مدمرا بسبب موجة الصدمة”.
ولفت التقرير الى ان “تي او اس-1” نشر للمرة الاولى من جانب روسيا في افغانستان خلال الثمانينيات، ثم لاحقا في في الشيشان وسوريا، وهي مصممة لتكون قادرة على تدمير قوات المشاة والمخابئ والتحصينات والعربات.
لكن كولين يشير الى ان الاستخدامات الاولى لهذا السلاح تعود الى الحرب العالمية الثانية، وقد جرى استخدامه ايضا كثيرا في الحروب، كما في العراق وربما ايضا بشكل مرجح في افغانستان، مضيفا ان “استخدام سلاح حراري هو شيء تم في نزاعات مختلفة للاسف”.
واوضح التقرير بانه بينما تصنع الولايات المتحدة ايضا هذه الانواع من الاسلحة، الا انه من المعتقد ان روسيا قامت بالتفجير الاكبر من نوعه حتى الان وذلك في العام 2017، بقوة تعادل 39.9 طنا.
وبحسب محرر الشؤون العسكرية في موقع “ذا ناشيونال انترست” ديف ماجومدار فان “بوراتينو بامكانه محو ما يقرب ما بين 200 متر و400 متر بضربة واحدة، اي ان بامكانه بطلقة واحدة ان يحول العديد من كتل المدينة الى انقاض مشتعلة”.
ما هو حجم خطورة هذا السلاح؟
ذكر الموقع الاوروبي بان منظمة “هيومن رايتس ووتش” دقت في شباط/فبراير العام 2020، ناقوس الخطر حول القدرة التدميرية للاسلحة الحرارية، وذلك بالاستناد على دراسة قامت بها وكالة استخبارات الدفاع الامريكية. وتحدث تقرير المنظمة عن قدرة السلاح على القتل بفعل موجة الضغط وتمزق الرئتين، في حين ان الضحايا قد يصابون بحروق شديدة وربما يستنشقون الوقود المحترق، مشيرا الى استخدام مواد هي الايثلين واكسيد البروبيلين وهي من المواد الشديدة السمية.
وتابع ان المرجح معاناة الاشخاص الموجودون على اطراف موقع الانفجار من اصابات داخلية عديدة، بما في ذلك انفجار طبلة الاذن وارتجاجات قوية، وتمزق الرئتين واعضاء داخلية اخرى وربما العمى.
لكن بالنسبة الى كولين، فان هذا السلاح لا يزال مختلفا تماما عن القنبلة النووية التي وصفها بانها “ما زالت سلاح دمار الشامل الذي له عواقب طويلة الامد، وهذا ليس هو الحال مع نظام التسليح الحراري او التقليدي” مضيفا ان “السلاح النووي هو شيء يدمر كل اشكال الحياة في المكان الذي تم استخدامه فيه”.
المصدر:
موقع يورونيوز الاوروبي