صورة اليهودي في الطرائف الاسرائيلية

النكتة تمثل مصدرا للمعلومات غير التقليدية فكيف نتعرف على صورة الحاكم في ذهن مجتمعه؟

سأل يهودي صديقه ماذا تتوقع ان تكون “الباسوورد” لـ”إيميل” نيتنياهو ؟ قال له : كلمة ” لص” جربوها فاستجاب الايميل.

تشير دراسات السخرية السياسية التي يطلقها المجتمع (الرأي العام) طبقا لتحليلات علماء النفس السياسي إلى استنتاجات تستحق التأمل!

يتم تناول الطرائف السياسية تاريخيا وموضوعيا ونظريا وآثارها وتتركز السخرية على الحكام أو النظم السياسية أو الآيديولوجيات أو السلوك السياسي.

*     *     *

تشير أغلب دراسات علم النفس السياسي  في تناولها للكوميديا السياسية أو السخرية السياسية التي تجسدها الأعمال الادبية الساخرة او الرسوم الكاريكاتيرية او الطرائف (النكت) السياسية إلى أن هذه المسالة تستحق الدراسة والتأمل بشكل أدق.

وتجد في المكتبة الغربية عناية كبيرة بالسخرية السياسية من قبل الباحثين، حيث يتم تناول تاريخها وموضوعاتها ونظرياتها وآثارها، وتتركز السخرية على الحكام او النظم السياسية او الآيديولوجيات أو السلوك السياسي بشكل عام (الانتخابات أو الحروب أو المظاهرات أو المؤتمرات المحلية أو الدولية أو دور المرأة.. أو الطبقات).

وأغلب مراجع هذا الموضوع تعيد بداياته الى مسرحيات الأديب اليوناني الساخر “أرستوفان” بالقرن الخامس قبل الميلاد، والذي سخر بقسوة من الديمقراطية بينما مال الى تمجيد التوسع وسخر من السياسيين ذوي النفوذ أو المخلص (الشخص الذي يتحول الى إله) وهو ما جعل أحد الأباطرة (كليون)، يستدعيه لمساءلته، أو السخرية من المجتمعات التي تمر في مرحلة تراجع.

وكان يجسد هذه السخرية في مسرحياته بخاصة، ومن يقرأ مسرحية العصافير (وهي مترجمة وملخصة في عدد من الدراسات) يدرك ان وراء المسرحية فيلسوف “له دراية ليست هينة  باعماق النفس البشرية”.

ويندرج في نفس الاتجاه سقراط الذي كان يسخر كذلك من الديمقراطية ولكنه يمر عليها في سياق طرحة لافكاره الفلسفية، بينما كان ارسطوفان يجعل من السخرية الاطار الذي يحلل فيه الظواهر السياسية.

وتشير دراسات “السخرية السياسية” بخاصة التي يطلقها المجتمع (او الرأي العام) طبقا لتحليلات علماء النفس السياسي الى عدد من الاستنتاجات التي تستحق التأمل:

1- ان الفرد يميل للضحك عندما يكون في مجموعة بمعدل 30 ضعفا عن ضحكه لوحده، ذلك يعني ان السخرية بحاجة “لجمع” لا لمفرد، ومن هنا يكون تأثيرها أعمق وأوسع.

2- ان المجتمعات الليبرالية أكثر ميلا لانتاج وترديد السخرية السياسية، لان الليبرالية تقوم –في جوهرها- على نقد الواقع لا ” تكليسه”، وتقود هذه السخرية الليبرالية الى تهذيب وتطويق محاولات تمرير السياسات الديماغوجية من خلال تحويل السخرية السياسية الى رقابة فاعلة.

3-  قد تحتاج أحيانا لشرح فكرة ان تكتب صفحات عديدة او تتحدث لساعات، لكن السخرية السياسية(النكتة بخاصة) تكثف الفكرة وتوصل المطلوب للمتلقي بسرعة وبدلالة اعمق.

4- ان النكتة تمثل مصدرا للمعلومات غير التقليدية، فكيف نتعرف على صورة الحاكم في ذهن مجتمعه؟ ان النكتة السياسية تمثل مصدرا للمعلومات، فهي غالبا ترسم صورة –غالبا- للجوانب السلبية في المجتمع او في شخصية القائد او في الثغرات الفكرية في آيديولوجية معينة…الخ، ويستثمر علماء النفس السياسي هذه الصورة لتحديد طبيعة العلاقة بين هذه الأبعاد وبين المجتمع الذي اطلق النكتة السياسية.

5- ان النكتة تمثل احد أدوات الرقابة بل والردع للسياسي، لان تكرار السخرية منه في موضوع معين تجعله أكثر تهيبا وحذرا في ممارساته السياسية، وقد يكون سياسيا عنيدا ويصر على مواقفه ، وهنا تعلو نبرة النكتة لتوازي عناده بسخرية اكثر مرارا.

6- تمثل السخرية السياسية “تنفيسا” عن مكبوت (نظرية فرويد) ، فهي نقد بالتلميح لا بالتصريح،وتبدو هذه في المجتمعات الاستبدادية أكثر وضوحا.

بناء على ما سبق ،ما هي صورة الاسرائيلي او اليهودي لذاته او لمجتمعه او لحكامه أو لبيئته من خلال النكتة الإسرائيلية السياسية أو ذات الايحاء السياسي؟

1-  صناعة الذريعة للعدوانية

تقول النكتة: ألقت داعش القبض على  ثلاثة صحفيين :امريكي وبريطاني واسرائيلي، وسالتهم داعش عن ما هو  طلبه الاخير قبل اعدامه، فقال الامريكي أريد “همبورغر” فاعطاه طلبه، وقال البريطاني “نبيذ احمر” فلبى له الطلب ، اما الاسرائيلي فطلب ان يركله الداعشي بقوة على قفاه، ففعل الداعشي فسقط الاسرائيلي على الأرض وسحب مسدسا كان يخفيه في ملابسه، واطلق النار على الداعشي وقتله، فسأله الصحفيان لماذا لم تقتله من البداية قال: لكي لا تقولوا في صحفكم  أني بدأت بالعدوان.

2- عدم الثقة

سافر أمريكي وزوجته وحماته إلى إسرائيل للسياحة، وخلال تواجدهما هناك مرضت حماته وماتت، فقالت السلطات الاسرائيلية للأمريكي نحن نتولى دفنها هنا بدون أي تكاليف، فرفض بقوة أمام زوجته وأصرّ أن ينقل جثمان حماته إلى أمريكا لتدفن هناك، وهنا أخذه المسؤول الاسرائيلي منفردا وساله لماذا تصر على تحمل التكاليف؟ فقال له: انتم اليهود دفنتم المسيح هنا فنهض من قبره بعد ثلاثة أيام، فهل تريد مني أن اسهل نهوض حماتي؟

3- عدم الاعتراف بالمسؤولية

رأى ثلاثة اشخاص احدهم أمريكي وآخر من سيراليون وثالث من إسرائيل  محلا لبيع اللحوم مكتوب على بابه: نأسف لنفاذ اللحوم، فقال الامريكي ما معنى نفاذ؟ وقال السيراليوني ما معنى اللحوم، اما الاسرائيلي فقال : ما معنى نأسف؟

4- عقلية الاحتلال

وصل إسرائيلي إلى مطار لندن، واخذ نموذجا لتأشيرة الدخول وبدأ بتعبئة النموذج:

الاسم (Name)؛ العمر (Age)؛ الجنس (Sex)؛ وعندما وصل بند (Occupation) (أي الوظيفة) اخذ المعنى المعتاد عليه وهو الاحتلال، فكتب امامها ” للزيارة وليس للأحتلال”!

5- عقلية المؤامرة

سال  اسرائيلي احد اصدقائه قائلا: أراك لا تقرأ الا الصحف الايرانية والعربية.. لماذا؟ قال له صحفنا كلها تتحدث عن الفساد والخلافات الحزبية وصراعات المتدينين والعلمانيين وعن تزايد صواريخ حماس وحزب الله، وهو ما يصيبني بالاكتئاب.. أما الصحف العربية والايرانية فلا تكتب الا عن سيطرتنا على البنوك  العالمية ووسائل الاعلام  العالمية وعلى امريكا وعلى الغرب..مما يبعث في نفسي  السعادة.

6- الخداع

وجد رجل الجمارك في مطار موسكو مع  احد المهاجرين اليهود الى اسرائيل تمثال لينين، فسأله الموظف :ما هذا؟ فصرخ اليهودي تساليني ما هذا، انه تمثال من وعد العمال بالجنة اريده تذكارا لي ، فتركه الموظف، وعندما وصل الى مطار تل ابيب سأله موظف الجمارك ما هذا؟ قال له هذا تمثال لينين أريد أن أضعه في المرحاض لابصق عليه كلما دخلت، فتركه الموظف، وعندما وصل الى البيت قال له جاره اليهودي: ما هذا ؟ قال له 2 كيلو من الذهب.

7- الكذب المقصود

التقى روسي  وألماني واسرائيلي في احد المقاهي، فقال الروسي هل تعلمون أن اجدادي حفروا على عمق 500 متر فوجدوا اسلاكا للاتصال تحت ارضنا،أي اننا اكتشفنا الاتصال قبل العالم، فقال الألماني، نحن حفرنا على مسافة 800 متر ووجدنا اسلاكا مما يعني اننا قبلكم، فقال الاسرائيلي :هل تعلموا اننا حفرنا ثلاثة آلاف متر تحت الاقصى ولم نجد أي اسلاك، وهذا يعني أننا اكتشفنا اللاسلكي قبل العالم.

8- السخرية من الدين اليهودي

أحد العرب شاهد يهوديا ياتي كل يوم الى جوار حائط المبكي ويدس ورقة في الحائط ويصلي ويذهب، فساله العربي : ماذا تفعل كل يوم وما تكتب في هذه الورقة؟ قال اليهودي : اني اطلب من الله اشياء اريدها، فساله العربي : وهل يستجيب الله لطلباتك؟ قال اليهودي :لا ، كأني اتحدث مع الحائط.

9- الطمع

احد الاشخاص اراد ان يشتري قطعة ارض ليبني عليها، فاستشار يهوديا قائلا له انتم اليهود أذكياء، فأي القطعتين اشتري..القطعة اليمين ام القطعة الشمال؟ قال له القطعة الشمال، فاشترى الرجل القطعة اليمين، فساله اليهودي قلت لك القطعة الشمال فلماذا اشتريت  اليمين، قال الرجل عرفت أنك ابقيت اليمين لك لتشتريها…انتم اذكياء لكنكم كذابون.

10- الصورة السلبية لزعمائهم

سأل يهودي صديقه، ماذا تتوقع ان تكون “الباسوورد” لإيميل نيتنياهو ؟ قال له : كلمة ” لص” جربوها فاستجاب الايميل.

11 – الخوف من التكاثر السكاني الفلسطيني

قال اسرائيلي لصديقه ما رأيك لو يتم تقسيم فلسطين على اساس القدرة الجنسية للرجل اليهودي الاسرائيلي  مقارنة بالرجل العربي الفلسطيني؟  قال صديقه: في هذه الحالة سيحتل الفلسطينيون نصف قارة آسيا.

* د. وليد عبد الحي أستاذ علوم سياسية، باحث في الدراسات المستقبلية.

المصدر | facebook.com/walid.abdulhay