الخليج الجديد :
قالت وكالة “فرانس برس” إن هناك بوادر تحسن في العلاقات بين السعودية وإيران والمقطوعة منذ أكثر من 5 سنوات لكن المزيد من العمل مطلوب لتخفيف التوترات، مشيرة إلى قرب إعادة فتح القنصليات بين البلدين.
وقطعت الرياض وطهران العلاقات في عام 2016 بعد أن هاجم محتجون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ردا على إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي “نمر باقر النمر”.
وأفاد دبلوماسي أجنبي في الرياض لوكالة “فرانس برس” بأنه كان هناك شبه اتفاق بين الرياض وطهران في آخر جولة محادثات في بغداد على تهدئة التوتر بينهما والحرب بالوكالة الدائرة في المنطقة.
وأضاف الدبلوماسي الأجنبي أن الجانبين “سيضعان على الأرجح اللمسات الأخيرة للاتفاق” في جولة جديدة من المحادثات قد تأتي في غضون أيام.
وتابع قائلا: “لقد توصلوا من حيث المبدأ إلى اتفاق لإعادة فتح القنصليات، وأعتقد أن الإعلان عن تطبيع العلاقات قد يأتي في الأسابيع القليلة المقبلة”.
وأردف الدبلوماسي الأجنبي بالقول: “السعودية مهتمة بإنهاء الصراع في اليمن الذي كلفها مليارات الريالات”، موضحا أن طهران تسعى أيضا إلى إيجاد فرص اقتصادية مع الرياض في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إنعاش اقتصادها المتضرر من العقوبات.
من جانبه، وصف مستشار الحكومة السعودية “علي الشهابي” الوضع الحالي بالإيجابي والمشجع جدا، لكنه أشار إلى أن الرياض تحتاج إلى أن يكون هناك خطوات فعلية.
وأضاف أن “إيران بحاجة إلى اتخاذ خطوات حقيقية وليس الاكتفاء بالحديث اللطيف.. يجب أن تكون هناك بعض الخطوات الجوهرية من جانب إيران قبل أن تسمح السعودية بإعادة فتح السفارات”، مشيرا إلى ملف اليمن على وجه الخصوص ووقف تمويل وتسليح الحوثيين.
وقال إنه في حين أن الأجواء كانت إيجابية ، فإن على طهران اتخاذ إجراءات “جوهرية”، لا سيما بشأن اليمن ، قبل أن توافق الرياض على إجراءات مثل إعادة فتح السفارات.
وفي السياق، رصدت الوكالة الفرنسية أن الإعلام الحكومي السعودي خفف منذ فترة من حدة لهجته تجاه إيران.
وأذاعت قناة “الإخبارية” الحكومية، الأربعاء، تقريرا بدأته بتصريحات سابقة لولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” قال فيها: “كل ما نطمح به أن تكون لدينا علاقة طيبة ومتميزة مع إيران”.
وجاء في التقرير المعنون “نحو بناء الثقة” أن “المملكة طالما اختارت طريق السلام والحوار لحل الخلافات البينية”، مشيرا إلى أن 4 جولات من الحوار المباشر والصريح تعقد عليها المنطقة بأسرها آمالا لتكون نقطة بداية للاستقرار في المنطقة.
وكان العاهل السعودي قد أعرب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن تؤدي المحادثات مع إيران إلى “نتائج ملموسة لبناء الثقة” وإحياء التعاون الثنائي، لكنه دعا طهران أيضا إلى وقف “جميع أنواع الدعم” للجماعات المسلحة في المنطقة، مشيرا بشكل خاص إلى الحوثيين في اليمن الذين صعدوا الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.
والأحد قبل الماضي، كشف وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” أن بلاده عقدت جولة رابعة من المفاوضات المباشرة مع إيران، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، ولا تزال في مرحلتها “الاستشكافية”.
فيما أكد وزير خارجية إيران “حسين أمير عبداللهيان”، الخميس، حدوث تقدم جيد في المحادثات الجارية بين بلاده والسعودية.
وقال “عبداللهيان”، خلال زيارته إلى بيروت،:”قطعنا مسافة جيدة في المحادثات مع السعودية، ونعتبر أن الحوار البناء هو الطريق الأمثل لحل كل مشاكل المنطقة وطرد الغرباء عنها”.
والأسبوع قبل الماضي، أجرت إيران والسعودية جلسة حوار سرية في العاصمة العراقية بغداد.
وتسعى طهران والرياض لوقف التناحر بينهما وإيقاف الحملات الإعلامية المعادية بين البلدين، تمهيدا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية، ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث صعد الحوثيون مؤخرا هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.