"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أفغانستان.. تصفية “تجارة السلاح” حجر زاوية لطالبان – (صور)

 القدس العربي :

كابل: بدأ آخر تجار السلاح في ولاية قندهار الأفغانية (جنوب)، المعروفة بأنها معقل حركة طالبان، بإغلاق متاجرهم بناءً على طلب من الأخيرة، عقب سيطرتها على السلطة في البلاد.

وتجول فريق وكالة الأناضول في سوق الأسلحة الأكثر شهرة وإزدحامًا في قندهار، عاصمة الجنوب الأفغاني والتي خضعت لسيطرة طالبان لفترة طويلة.

يقع السوق في منطقة “توليكان” بمديرية “بنجوايي” على بعد 75 كيلومترًا من وسط مدينة قندهار، ويمكن الوصول إليه بعد عبور مجموعة جسور مدمرة وطرق ترابية تتناثر على جوانبها وفي وسطها حفر عميقة.

وبعد سيطرة الحركة على السلطة في البلاد، لوحظ إغلاق معظم متاجر بيع الأسلحة في سوق قندهار، حيث فرضت طالبان قيودًا على تجارة الأسلحة في جميع أنحاء البلاد.

وقبل سيطرة طالبان على السلطة، كان هناك حوالي 20 متجرًا لبيع الأسلحة في سوق قندهار، لم يبق منهم الآن إلا 5 متاجر فقط، يمكنها بيع الأسلحة والذخيرة دون الحاجة إلى ترخيص أو تسجيل.

تراجع الطلب على الأسلحة ومستلزماتها

ويذكر تجار سلاح يعملون في سوق قندهار، أن ضبط الأمن في البلاد بعد سيطرة طالبان على السلطة، أدى إلى تراجع طلب السكان على الأسلحة والذخائر ومستلزماتها.

ويشير التجار إلى أن المتاجر تشهد انخفاضًا كبيرًا في عدد الأسلحة وكميات الذخائر التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي وفترة الاحتلال الأمريكي.

ويقول أصحاب المتاجر إن طالبان أبلغتهم بضرورة عدم بيع الأسلحة والذخائر من الآن وصاعدًا، وعدم ممارسة أنشطة تتعلق بهذه التجارة دون الحصول على التراخيص اللازمة.

ويشيرون إلى أن متاجرهم كانت تعج حتى وقت قريب بمجموعة واسعة من قطع السلاح الفردي ومواد التمويه والذخائر، أما الآن، فقد انخفض عدد المنتجات المعروضة.

متاجر السلاح تغلق أبوابها تباعًا

وبسبب قرار طالبان تقييد بيع الأسلحة والذخائر والتجارة بها، يسعى أصحاب المتاجر إلى بيع ما يملكون من قطع أسلحة في السوق في أسرع وقت ممكن.

ويرغب بعض التجار مواصلة أنشطتهم من خلال تحويل متاجرهم إلى محلات لتصليح الأسلحة والذخيرة، فيما امتنع معظم أصحاب المتاجر عن إجراء مقابلات مصورة مع فريق الأناضول.

ويعتبر أحد أصحاب متاجر بيع الأسلحة في سوق قندهار، خدائي داد مولوي، في حديثه للأناضول، أن المشكلة الأمنية تم حلها إلى حد كبير بعد وصول طالبان للسلطة في البلاد.

ويشير مولوي، إلى تراجع حركة مبيعات الأسلحة مع وصول طالبان إلى السلطة، معللًا ذلك بانخفاض حاجة الناس إلى استخدام السلاح.

ويذكر أن تجارة السلاح كانت تدر دخلًا عاليًا خلال العقود الماضية، بسبب انفلات الوضع الأمني، وأن العاملين بهذه التجارة في السابق، بدأوا يحولون متاجرهم إلى محلات لتصليح الأسلحة والذخائر.

طالبان تريد إغلاق متاجر بيع السلاح

ويقول تاجر أسلحة آخر، طلب عدم نشر اسمه، إن طالبان حظرت مؤخرا أنشطة المتاجر المتبقية في سوق قندهار.

ويضيف التاجر أن السكان اضطروا خلال العقود الماضية إلى شراء الأسلحة والذخائر بسبب سنوات النزاع الطويلة التي مرّت بها أفغانستان.

ويلفت إلى أن طالبان فرضت قيودًا على بيع الأسلحة غير المسجلة وأن طلب السكان على شراء الأسلحة انخفض بشكل ملحوظ منذ سيطرة الحركة على السلطة.

ويوضح: “يسعى التجار إلى بيع الأسلحة المتبقية في السوق السوداء، لقد كانت طالبان التي قاتلت القوات التابعة للولايات المتحدة والحكومة الأفغانية لسنوات، واحدة من العملاء الرئيسيين للسوق”.

ويختم التاجر حديثه بالقول: “إلا أن انهيار الجيش الأفغاني وانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أدى إلى سيطرة الحركة على ترسانة كبيرة من السلاح، وطالبان تريد الآن أن تكون جميع الأسلحة تحت سيطرتها”.

(الأناضول)