RT :
Reuters :
إقرأ المزيد
العملية التي استطاع ستة أسرى من خلالها أن يحفروا نفقا نحو فجر يوم الإثنين الماضي، شكلت صدمة في إسرائيل التي استنفرت كل ما لديها في اتجاهين، لم تصل بعد إلى إجابات حاسمة في أي منهما: معرفة كيف تمت العملية، والأهم: أين الأسرى الآن.
اقتحامات
عشرات نقاط التفتيش، اعتقالات، نقل أسرى، تحقيقات فرض الجيش تعتيما على نتائجها، اقتحامات، زج وحدات إضافية في عمليات البحث. بدت كل الأجهزة الأمنية في حالة سباق مع الزمن، إذ أن الإخفاق التي تمثل في انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن يوصف بأنه “خزنة حديدية” (سجن جلبوع)، كان يستدعي “إنجازا” لا يقل عن كشف المكان الذي وصل إليه الأسرى.
القوات الإسرائيلية كانت اقتحمت جنين اليوم، واعتقلت خمسة من ذوي الأسرى، ونقلت وكالة “وفا” أن “قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة عرابة التي شهدت مواجهات عنيفة، وداهم الجنود المنازل وفتشوها وعاثوا خرابا وفسادا بمحتوياتها واعتقلوا أشقاء الأسير المحرر محمود عبد الله عارضة”.
ولاحقا أفرجت السلطات الإسرائيلية عنهم.
وحسب الوكالة، فقد وضعت القوات الإسرائيلية “فرقة مشاة بين كروم الزيتون في محيط بلدة يعبد غرب جنين، وشرع الجنود بتوقيف المواطنين وإستجوابهم والتدقيق في هوياتهم”.
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قال إن هناك عمليات بحث مكثفة عن الأسرى، وأشار إلى أن الاتصالات مع السلطة الفلسطينية مستمرة، وأضاف أن “الجيش مستعد لأي تطور في أي مكان”. دون أن يفصح عن المقصود من ذلك، إلا أن وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية كانت أشارت إلى أن قتل أو اعتقال أي من الأسرى سيفجر توترا وموجهات لن تكون سهلة.
إجراءات تولد توترا جديدا
الخطوات الأولى في التعامل مع العملية التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية، والتي تمثلت بالإجراءات العقابية بحق الأسرى في السجون وخاصة في “جلبوع”، كانت لها تبعات أشعلت تظاهرات ومواجهات في مناطق عدة.
وكانت إدارة السجون الإسرائيلية قامت بعمليات نقل وتفتيش واستجواب وعقوبات، بحق الأسرى، كان بينها هجوم على قسم 3 في سجن جلبوع، باستخدام الغاز.
ولليوم الرابع استمرت كل الإجراءات، وكان أحدثها اقتحام قسم الأسرى في سجن “عسقلان”، وفرض إجراءات “عقابية” مضاعفة بحق الأسرى، حسب ما ذكر “نادي الأسير” الفلسطيني، وأضاف أن حالة من التوتر ما زالت تسيطر على أقسام الأسرى في مختلف السجون.
مواجهات
ردا على تلك الإجراءات دعت فصائل فلسطينية إلى “يوم غضب” وخرجت تظاهرات تندد بالإجراءات العقابية بحق الأسرى، وهو ما أدى إلى مواجهات أسفرت عن عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.
وكان العشرات أصيبوا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، أول أمس خلال مواجهات في عرابة جنوب جنين، حيث قامت قوات إسرائيلية باعتقال ابن شقيقة أحد الأسرى الستة، محمد قاسم العارضة.
كما نصبت حاجزا عسكريا على مفترق عرابة، وشددت الحصار على قرية بئر الباشا وعززت وجودها العسكري في محيط قرى يعبد.
تحقيق حتى في السرديات
نحو 200 حاجز عسكري وزعتها السلطات الإسرائيلية، بحثا عن الأسرى، وأكثر من 700 دورية شرطية، وعززت القوات العسكرية سواء في جنين أو على طوال الجدار العازل شمال الضفة الغربية، وإضافة إلى كل ذلك تبدو السلطات الإسرائيلية تحقق حتى في الروايات غير المنطقية.
موقع “عرب 48” نقل عن الأسير المحرر رائد زعبي أن الشرطة الإسرائيلية أجرت حملات تفتيش واسعة في قرية الناعورة، التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن سجن جلبوع، بحثا عن الأسرى الستة، وقال زعبي: “”الشرطة صورت الأمر وكأن الأسرى كانوا في رحلة استجمام، وكأنه لديهم ما يكفي من الوقت للاستحمام وتناول الفطور والدردشة، وليسوا بحاجة لكل ثانية قد تؤثر على حياتهم”.
وأضاف أن أهالي القرية فوجئوا بقوات كبيرة من أجهزة الأمن والشرطة، ونصب حواجز التفتيش في الناعورة، واقتحام مسجدها، بناء على معلومات بأن الأسرى كانوا في ساعات الصباح الباكر من أمس في المسجد واستحموا وبدلوا ملابسهم وتناولوا طعام الفطور من مخبز القرية.
وأوضح أن “ذلك الكلام وفقا لرواية الشرطة، ولا نعرف مدى صحته”.
وأكد أن “قوات كبيرة من الشرطة والأمن لا تزال تجوب شوارع القرية وتبحث في البيوت عن تسجيلات الكاميرات وتستجوب أصحابها وتفتش السيارات الداخلة إلى القرية والخارجة منها، هدفها نشر الخوف والقلق بين الأهالي”.
ملعقة وجيش
استخدمت إسرائيل كل ما تملك من وسائل وعتاد وجنود، وحتى الآن فقد أخفق كل ذلك في الكشف عن تفاصيل عملية قيل إنها استخدمت أداة واحدة: ملعقة.
المصدر: RT + وسائل إعلام فلسطينية