اضطهاد المتوكل للشيعة في مصر
ورد في البيان للمقريزي « ١ / ٣٩ » : « ظلت مصر ملجأً آمناَ لآل علي بن أبي طالب إلى أن جاء زمن المتوكل العباسي ، وكان يبغض العلويين ، فأمر واليه في مصر بإخراج آل علي بن أبي طالب منها ، فأخرجوا من الفسطاط إلى العراق في عام ٢٣٦ ، ثم نقلوا إلى المدينة في العام نفسه ، واستتر من كان بمصر على رأي العلوية ».
وقال البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٣٧ ، ونحوه الطبري : ٦ / ٤١٦ : « كان إدريس بن عبد الله بن حسن في وقعة فخ مع الحسين بن علي ، فهرب في خلافة الهادي إلى مصر ، وعلى بريدها يومئذ واضح مولى صالح بن منصور ، الذي يعرف بالمسكين ، وكان واضح يتشيع ، فحمله على البريد إلى المغرب .. ».
وفي المواعظ للمقريزي « ٤ / ١٥٩ » : « ورد كتاب المتوكل على الله إلى مصر يأمر فيه بإخراج آل أبي طالب من مصر إلى العراق ، فأخرجهم إسحاق بن يحيى الختلي أمير مصر ، وفرق فيهم الأموال ليتجملوا بها ، وأعطى كل رجل ثلاثين ديناراً ، والمرأة خمسة عشر ديناراً ، فخرجوا لعشر خلون من رجب سنة ست وثلاثين ومائتين ، وقدموا العراق فأخرجوا إلى المدينة في شوال منها ، واستتر من كان بمصر على رأي العلوية ، حتى أن يزيد بن عبد الله أمير مصر ضرب رجلاً من الجند في شئ وجب عليه ، فأقسم عليه بحق الحسن والحسين إلا عفا عنه ، فزاده ثلاثين درة « ضربة » ورفع ذلك صاحب البريد إلى المتوكل ، فورد الكتاب على يزيد بضرب ذلك الجندي مائة سوط ، فضربها ، وحمل بعد ذلك إلى العراق في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين!
وتتبع يزيد الروافض فحملهم إلى العراق ، ودل في شعبان على رجل يقال له محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنه بويع له ، فأحرق الموضع الذي كان به وأخذه فأقر على جمع من الناس بايعوه ، فضرب بعضهم بالسياط ، وأخرج العلوي هو وجمع من آل أبي طالب ، إلى العراق في شهر رمضان. ومات المتوكل في شوال ».
وفي النجوم الزاهرة « ٢ / ٣٠٩ » : « يزيد بن عبد الله بن دينار « والي مصرسنة ٢٤٢ » تتبع الروافض بمصر وأبادهم ، وعاقبهم ، وامتحنهم ، وقمع أكابرهم ، وحمل منهم جماعة إلى العراق على أقبح وجه. ثم التفت إلى العلويين فجرت عليهم منه شدائد من الضيق عليهم ، وأخرجهم من مصر .
الساجد لله