الجزيرة :
حركة طالبان تتهم تنظيم الدولة.. عشرات الضحايا بتفجير مدرسة غربي كابل والرئيس يتهم الحركة

قتل وأصيب العشرات في تفجير وقع أمام مدرسة غربي العاصمة كابل، وسارعت حركة طالبان إلى إدانة الهجوم ووجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في حين اتهم الرئيس الأفغاني الحركة بالوقوف وراء الهجوم.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالداخلية مقتل أكثر من 40 شخصا، وأكد المتحدث باسم الوزارة طارق عريان للصحفيين أنه تم إجلاء الضحايا ونقلهم إلى المستشفيات.
ووقع الانفجار في منطقة داشت برشي -وهي منطقة ذات كثافة سكانية شيعية- (غربي كابل)، عندما كان السكان يتسوقون استعدادا لعيد الفطر الأسبوع المقبل.
وأكد مراسل الجزيرة يونس آيت ياسين وقوع 3 تفجيرات، لكنه أشار إلى أن الأنباء بشأن طبيعتها متضاربة؛ بين سيارة مفخخة أو سقوط صواريخ، لافتا إلى أن المنطقة من النادر أن تشهد هذا المستوى من الهجمات.
وأبلغ مسؤول كبير في وزارة الداخلية الأفغانية رويترز -طالبا عدم نشر اسمه- أن معظم الضحايا طالبات أثناء خروجهن من مدرسة سيد الشهداء.
وأظهرت لقطات بثتها قناة “طلوع” التلفزيونية مشاهد فوضوية خارج المدرسة لكتب وحقائب مدرسية متناثرة على طريق ملطخ بالدماء، في حين كان السكان يحاولون مساعدة الضحايا.
واتهم المتحدث باسم طالبان تنظيم الدولة بالوقوف خلف الهجمات على المدرسة في العاصمة، وقال إن ما وصفها بالدوائر المشؤومة -التي تعمل تحت ستار الحكومة والمخابرات تحت مسمى تنظيم الدولة- تقف خلف الهجوم.
لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني اتهم حركة طالبان بالوقوف وراء الهجوم.
وقال غني إن الحركة أظهرت مرة أخرى أنها لا تريد حل الأزمة الحالية بشكل سلمي وأساسي، وإنها تضيع فرص السلام في أفغانستان.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان على تويتر “الهجوم المروع في منطقة داشت بارجي في كابل عمل إرهابي حقير”.
وأضافت “استهداف الطلاب في مدرسة للبنات في المقام الأول يجعل هذا العمل هجوما على مستقبل أفغانستان”.
وتشهد البلاد توترا كبيرا في ظل تعثر مفاوضات السلام بين الحكومة وحركة طالبان، وبدء الانسحاب الأميركي من أراضي البلاد.
40 قتيلاً و52 جريحاً في انفجار قرب مدرسة للبنات في أفغانستان
أسفرت سلسلة تفجيرات استهدفت مدرسة للفتيات، في العاصمة الأفغانية كابول، السبت، عن سقوط 40 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 52 جريحاً.
وأكد مسؤول أمني أفغاني، أن انفجارات وقعت قرب مدرسة للبنات تقع في الجزء الغربي من كابول، عندما كانت الطالبات يغادرن المبنى. وتحدث تقارير بأن الانفجارات نتجت عن سقوط ثلاثة صواريخ.
وقال مدرس يدعى إبراهيم: «وقع انفجار سيارة مفخخة في البداية، ثم وقع انفجاران آخران بالقرب من المدرسة»، مضيفاً أن أغلبية الضحايا من الفتيات.
ووقع الانفجار في منطقة داشت برشي في غرب كابول التي غالباً ما يستهدفها مسلّحون، بينما كان السكان يتسوقون استعداداً لعيد الفطر الأسبوع المقبل. ويأتي الانفجار في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة سحب بقية قواتها من البلاد والبالغ عديدها 2500 عسكري، على رغم تعثّر جهود السلام بين «طالبان» والحكومة الأفغانية الرامية لوضع حد لحرب مستمرة منذ عقود.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان أن «30 شخصاً قتلوا وجُرح 52» جراء الانفجار.
وأكد نائب المتحدث باسم وزارة الداخلية حميد روشان لوكالة فرانس برس أن «تحقيقاً فُتح لكشف ملابسات الانفجار»، مؤكداً أن بين «الضحايا طالبات».
وقال ناج من الانفجار يدعى رضا: «رأيت جثثاً كثيرة مضرّجة بالدماء وسط الغبار والدخان، وكان بعض الجرحى يصرخون من الألم»، مضيفا أن غالبية الضحايا من الطالبات المراهقات اللواتي كنّ قد خرجن للتو من المدرسة. وتابع: «رأيت امرأة تتحقق من الجثث وتنادي ابنتها. عثرَت لاحقاً على حقيبة ابنتها مضرّجة بالدماء فأغمي عليها وسقطت أرضاً».
وصرّح المتحدث باسم وزارة الصحة غلام داستاغير نزاري بأن العديد من سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان وتعمل على إجلاء الجرحى. وأضاف أن «الناس في المنطقة غاضبون وضربوا عدداً من عناصر الإسعاف».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كما نفت حركة طالبان ضلوعها في الانفجار، لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني حمّل الحركة مسؤولية الانفجار الذي وقع قرب مدخل مدرسة سيّد الشهداء للبنات.
وجاء في بيان للرئيس الأفغاني أن «هذه الحركة المتوحشة (طالبان) لا تقوى على مواجهة قوات الأمن في ساحة المعركة، وهي بدلاً من ذلك تستهدف بوحشية وهمجية المنشآت العامة ومدرسة للبنات».
عمل إرهابي دنيء
وتنفي حركة «طالبان» تنفيذ أي هجمات في كابول منذ شباط/فبراير من العام الماضي، حين أبرمت اتفاقاً مع الولايات المتحدة مهّد لمحادثات سلام داخلية وانسحاب القوات الأمريكية المتبقية.
لكن الحركة تخوض معارك شبه يومية في الريف مع القوات الأفغانية، بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية. وكان من المفترض أن تسحب الولايات المتحدة كل قواتها من أفغانستان في حلول الأول من أيار/مايو بموجب اتفاق تم إبرامه مع «طالبان» العام الماضي، لكن واشنطن مدّدت هذا الموعد حتى 11 أيلول/سبتمبر، في خطوة أثارت غضب المتمردين.
ودانت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان الانفجار الذي وصفته بأنه «عمل إرهابي دنيء». وجاء في تغريدة للبعثة أن استهداف طلاب في مدرسة للبنات «يعد هجوماً على مستقبل أفغانستان، على شبان مصمّمين على تحسين بلادهم».
بدورها أعربت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان «يوناما» عن «استياء بالغ» إزاء الانفجار.
الخليج