Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إعلامي إسرائيلي: “لست حزينا على كارثة الجرمق لأننا والحريديم شعبان مختلفان”

الناصرة- “القدس العربي”:
أثار كاتب وإعلامي إسرائيلي بارز ضجة واسعة بعدما قال إنه غير حزين على الكارثة التي حلت باليهود المتزمتين (الحريديم) وفيها قتل 45 منهم خلال تدافع وحالة ازدحام واختناق في جبل الجرمق قبل أيام معللا ذلك بالقول “إننا شعبان مختلفان”.

الإعلامي يارون لندن (80 عاما) الذي عمل في عدة وسائل إعلام عبرية مطبوعة ومرئية ويعتبر كاتب مقال رأي بارزا عبر عن مشاعره في صفحته بالفيسبوك وقال إنه لا يشعر أنه والحريديم ينتمون لذات الشعب مما أثار عاصفة من ردود الفعل وسط دعوات لإغلاق فمه بالكامل. وتابع لندن في منشوره “علمت بالكارثة في الصباح وكان رد فعلي الأولي: لقد قلت لكم. وهذا رد متعجرف فيه روح استعلائية وشماتة وغضب. تعاليت على الحريديم كما يتعالى شيخ مجرب على فتى فوضوي يتصرف بفوضوية ويصطدم بجدار”.

عبرت عن مشاعر آخرين كثر

وبعد كتابة منشوره في صفحته قال لندن للقناة العبرية الرسمية مجددا “لست حزينا لأننا لا ننتمي لنفس الشعب” مما دفع لردود فعل غاضبة كثيرة خاصة في منتديات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية. وتطرق لما كتبه فقال “بهذا الشكل أو ذاك عبرت عن مشاعري الدفينة لدى كثيرين. لست وحيدا في هذا الموقف وهذا التفكير. حاولت التكافل ويوجعني رؤية أب أو أم يثكلون أبناءهم لكنني لا أشارك في تقديم العزاء الجماعي لـ”الحريديم”.

وردا على سؤال إذا ما كان يقوم بتحقير “الحريديم” قال يارون لندن الذي سبق وصدرت عنه تصريحات تمس بالمرأة وبالعرب: “لا. أنا لا أقوم بتحقير “الحريديم” أبدا لكنني أشعر حيالهم بذات الشعور تجاه ضحايا التسونامي. هذا كما يرى الأوروبيون الصينيين. هنا توجد مجموعة تنأى عن الفردانية وداخل ذلك شيء جميل ولكن عندما ترى “الحريديم” لا أرى أنهم من أبناء شعبي. هم بالنسبة لي ككارثة تحدث بعيدا، في الصين، وقول مثل هذه الكلمات بصوت مرتفع يحتاج لشجاعة”.

وعقبت زميلته الصحافية أرئيلا ميلاميد بالقول “لا بد من إغلاق فم يارون لندن فهذا ما يستحقه” أما المعلق الإذاعي يسرائيل كوهن فقال متسائلا: أين ذهب التكافل؟ أين القيم؟ إلى أين اختفت الثقافة؟ وتابع “خسارة أن يارون لندن نسي أن يكون إنسانا”.

عداوة العلمانيين للمتدينين

 وقال محرر صحيفة “بكهيلاه“ الناطقة بلسان “الحريدم”: “بعد 100 ساعة من البكاء والتعامل الحسن انقلب علينا العالم العلماني وعاملنا اليهود العلمانيون كعادتهم في الواقع الإسرائيلي النازف. قبل نحو العامين ضمن برنامجه في القناة العبرية الرسمية اعترف لندن أنه مسّ بصدر مرأة بعدما قامت هي بوضع يدها على بطنه السمين بحركة ساخرة. وقتها قالت الصحافية المشاركة معه في البرنامج غئولا إيفن: “ما سمعته زعزعني”. لكن يارون لندن حاول تبرير عدم الاعتذار عن اعترافه بالقول “كان ذاك ردا مناسبا للحركة الفظّة التي قامت بها تلك المرأة”. وبعد شهرين من اعترافه ضرب لندن مجددا بموقف عنصري ضد العرب هذه المرة: “أقبل الموقف القائل بأن العرب وحوش وهم لا يكرهون اليهود فحسب بل يقتلون بعضهم بعضا بالأساس وقبل كل شيء. العرب يذبحون بعضهم البعض ولا مشكلة بذلك. لا أتحدث عن الفلسطينيين بل عن الثقافة العربية”.

درعي: قدر من السماء، لكن هذا لا يعفينا من إجراء التحقيق

وما زالت تتواصل الدعوات من أوساط إسرائيلية واسعة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في “كارثة الجرمق” في ظل وجود شبهات كثيرة وقوية جدا بوجود إخفاقات وإهمال وحسابات سياسية فاسدة لدى قادة الحكومة والشرطة بعدما حذرت جهات كثيرة في الماضي منها مراقب الدولة، في عدة تقارير رسمية من مخاطر الاصطفاف البشري في موقع ضيق داخل مقام الحاخام شيمعون بار يوحاي قريبا من قرية ميرون الفلسطينية المدمرة في نكبة 1948 على جبل الجرمق.

وعلق رئيس حزب شاس (حزب “الحريديم” الأكبر في الكنيست) وزير الداخلية أرييه درعي لأول مرة حول كارثة جبل الجرمق الخميس الماضي في جلسة خاصة حول الموضوع في البرلمان الإسرائيلي وطالب الدولة بنقل ملكية موقع قبر الصديق شمعون بار يوحاي إليها، وطالب أيضا بدراسة العيوب الموجودة في المكان.

وقال درعي: “هذه المصيبة هي قدر من السماء- لكن هذا لا يعفينا من الفحص والتحقيق حتى لا تتكرر الكارثة مجددا”. وادعى درعي حول الكارثة التي أودت بحياة 45 شخصا خلال تدافع باحتفال عيد الشعلة أنه منذ سنوات يوجد “مشاكل أساسية” في قبر الصديق شمعون بار يوحاي، ومن المستحيل أن أمورا قانونية ستصعب على الحكومة “القيام بكل ما يلزم”.

وتابع: “حان الوقت للقيام بمعالجة جذرية لهذه المشاكل. يجب علينا الحصول على المسؤولية الكاملة على الموقع بالشكل بما يتناسب مع موقع مقدس مثل القبر، والذي يؤمه الملايين على مدار العام”. وأضاف درعي: “للأسف، هناك مسؤولون قرروا اتهام الضحايا والأشخاص أنفسهم الذين اختاروا المشاركة بالاحتفال وممثلي الجمهور- بمن فيهم أنا، على أننا قررنا إقامة الاحتفال. أرغب أن أوضح بالشكل الأفضل: جميع نشاطات ممثلي جمهور “الحريديم” كانت على أساس أن قيود كورونا لم تكن سارية المفعول في الهواء الطلق مثلما حدث في يوم الاستقلال وعلى الشواطئ في تل أبيب”.

نتيجة شلل سياسي

وتطرق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى كارثة جبل الجرمق بالقول: “من واجبنا الأساسي هو فحص جميع جوانب الكارثة، بعد انتهاء أيام الحداد سندرس بصورة منظمة، معمقة ومسؤولة، جميع المواضيع المرتبطة بالتجمع على الجبل في الحاضر والماضي. الوصول، الأمن، الدخول، الخروج توزيع الوقت والقوات”.

نتنياهو: من واجبنا الأساسي هو فحص جميع جوانب الكارثة، بعد انتهاء أيام الحداد سندرس بصورة منظمة، معمقة ومسؤولة، جميع المواضيع المرتبطة بالتجمع

وأضاف نتنياهو “فوق كل شيء، جميع التغييرات الهندسية المطلوبة في الموقع، وموضوع الإدارة والمسؤولية. سوف نستخلص كل الدروس للمستقبل، حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة”. وشكر نتنياهو قوات الإنقاذ التي عملت في المكان مشيرا “لولاهم كانت الكارثة ستكون أكبر بكثير”.

بيد أن جهات سياسية وإعلامية تحمل نتنياهو مسؤولية كبيرة في الكارثة لعدم وجود حكومة مستقرة تعمل ولمنحه “الحريديم” حكما ذاتيا يفعلون ما يريدونه مقابل دعمهم السياسي الفوري له مثلما اتهموه بالتهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية وذلك خوفا من قراراتها والاكتفاء بلجنة فحص فقط.

“درعي يتهم رب العالمين”

 من جهته قال النائب اليهودي الشيوعي داخل القائمة المشتركة عوفر كسيف إن خطاب درعي يشكل حضيضا تاريخيا جديدا في الكنيست لافتا إلى أن درعي يتهم رب العالمين بالكارثة عندما يقول إن كارثة الجرمق تأتي ليس لكثرة الزائرين اليهود لهذا المقام الديني الهام بل لقلة عددهم في السنوات الأخيرة.

وتابع كسيف “الحقيقة أن درعي هو من طلب من نتنياهو السماح بزيارة عشرات الآلاف للموقع رغم كونه موقعا ضيقا ورغم جائحة كورونا ورضخ نتنياهو لضغوط الحريديم ولذا فهو يتحمل مسؤولية قتل العشرات وإصابة عشرات أخرى من الأبرياء معظمهم من الشباب والأطفال في هذا الكارثة المربكة والمستفزة”.