تعتبر منطقة بلطيم وبحر البرلس بمحافظة كفر الشيخ من المناطق الغنية بالكثبان الرملية على ساحل البحر المتوسط، وتأتي الرمال السوداء من البحر بواسطة الأمواج محملة بالكنوز الموجودة في الرمال السوداء التى تعد ثروة لا تقدر بمال. وتتمثل هذه الكنوز في المعادن التى تحتويها الرمال السوداء مثل: الألمنيت والروتيل والزيكون والماجنيت والجارنيت والمونازيت، حيث تدخل تلك المعادن في أكثر من 70 صناعة مختلفة وعنصر “الإيمناي” الذي يصنع منه أكاسيد الديتانيام التي تستخدم في الدهانات والبلاستيك والورق والأحبار وهياكل الطائرات والصناعات الكيميائية والمطاط، والزركون المستخدم في السيراميك والزجاج، والتجهيزات الصناعية وتبطين الأفران وقلوب المفاعلات النووية للأغراض السلمية. وكان قد صرح الدكتور المهندس أشرف سلطان، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء، والعضو المنتدب: أنه تم الانتهاء من المفاوضات مع شركة مينرال تكنولجي الأسترالية، ويجرى حاليا الانتهاء من التعديلات الأخيرة من العقد للوصول للصيغة النهائية التي يقبلها الطرفين بخصوص توريد وتركيب وتشغيل مصنعي الفصل والتركيب للرمال السوداء، وتدريب الكوادر الفنية المؤهلة اللازمة لتشغيل المصانع. الجدير بالذكر، أنه تم الانتهاء من التعاقد على مياه الشرب وتوصيل الغاز والكهرباء للمصانع، ومن المنتظر تشغيل المصانع في منتصف عام 2020 لاستغلال الرمال السوداء بطول 18 كيلومترا بمساحة 2400 فدان على شاطئ البحر المتوسط ببرج البرلس.
في هذا السياق، يقول الدكتور مجدي علام، الخبير الدولي في شئون البيئة، إن الرمال السوداء يوجد بها عناصر معدنية نادرة خاصة أنها تستخدم في في صناعات متقدمة وأوضح “علام”: أن الرمال السوداء تشكل قيمة تعدينية كبيرة واستفادة مصر منها ضرورة مشيرا إلى أن أهم هذه المعادن على سبيل المثال لا الحصر الألمنيت الذي يدخل في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ، بالإضافة إلى مادة السيلكون وتدخل في صناعة السيراميك وفي المفاعلات النووية، ومادة الجارتت والسليكا الثقيلة وتفيد في صناعة الصنفرة. وشدد “علام ” على ضرورة أن تستغل تلك المعادن للتصنيع في مصر وليس تصديرها كمادة خام للخارج. وأضاف الدكتور وائل النحاس أن الرمال السوداء تدخل في الكثير من المنتجات مشيرًا إلى أهميتها في دخولها في الرقائق الإلكترونية بخلاف بعض الصناعات الأخرى وهذه تدخل في أى منتج في تكنولوجيا مثل صناعة الكمبيوتر وصناعة العربيات وصناعة الموبايل وكلها تصنع من الرمال السوداء بخلاف الصناعات الأخرى. ورحب النحاس بالمشروع واعتبره خطوة جادة لاستغلال ثروات وكنوز مصر خاصة أن الدولة بدلًا من أن تصدر الرمال السوداء “بملاليم” عليها أن نصدرها كمنتج نهائي أو جزء من المنتج، وهذه تعتبر أول خطوة على مستوى الدول التي تصدر مكونات تكنولوجيا على مستوى العالم. ووصف هذه الخطوة بأنها بداية النهضة المنشودة، خاصة أن الدولة لو امتلكت تصنيع الرقائق الإلكترونية وعندنا عقول من الشباب على طريق التكنولوجيا يبدأ بتصنع الهرد وير والسوفت وير، وبهذا تبدأ الدولة في منافسة العالم ولو بجزء بسيط في الفترة المقبلة على منتجات تكنولوجيا، وتتحول الدولة من مستهلكة إلى دولة منتجة. وأضاف: “وليس من الضروري أن تنتج شيئا كاملا ولو جزء من هذا الشيء حتى لو هتنتج خلية من الخلايا مثلا داخل وحدة كمبيوتر، وليس من الضروري أن تدخل مع العالم بالمنتج كاملا يكفي ولو جزءا من كل منتج بحيث يكون عندا جزء من المنتج محلي الصنع ولو 50% أو 60% من المنتج”.
وفى السياق ذاته، قال النائب البرلماني بكفر الشيخ فتحي علي الشرقاوي، إن الرمال السوداء كنز للدولة المصرية، مشيرا إلى أنه من المشروعات العملاقة التى من شأنها تحقيق دخل كبير للدولة المصرية، وأوضح أنها تعد المصدر الأساسي لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مشيرًا إلى أنه يجب على الدولة الاستفادة منها.
البوابة