"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ (بيان القرآن بالقرآن من تفسير البينة)

خالد محيي الدين الحليبي 

يقول تعالى :

(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً- الإسراء60)

{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً- الإسراء60}

الأحاديث الواردة في هذه الآية :

 ( بني أمية قردة ينزون على منبر النبي (ص)

[ 8528 – ومنها ما حدثناه : أبو أحمد علي بن محمد الأزرقي بمرو ، ثنا : أبو جعفر محمد بن اسماعيل بن سالم الصائغ بمكة ، ثنا : أحمد ابن محمد بن الوليد الازرقي مؤذن المسجد الحرام ، ثنا : مسلم بن خالد الزنجي ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) ، قال : إني اريت في منامي كان بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ، قال : فما رؤى النبي (صمستجمعا ضاحكا حتى توفي ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. – الحاكم النيسابوري  في المستدرك على الصحيحين- كتاب الفتن والملاحم – إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولا  – الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة        ( 480 )]

 

[  – ….  وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : ثنا : يحيى بن معين ، ثنا : عبد الله بن نمير ، عن سفيان الثوري ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب في قوله : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء : 60 ) } قال : رأى ناسا من بني أمية على المنابر فساءه ذلك ، فقيل له : إنما هي دنيا يعطونها وتضمحل ، عن قليل فسرى عنه.

– …. وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، قال : لما أسري برسول الله (ص) رأى فلانا وهو من بعض بني أمية على المنبر يخطب الناس فشق ذلك عليه فأنزل الله : {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ  – الأنبياء 11}    –   ابن كثير – البداية والنهاية – ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائة  – ذكر ما ورد في انقضاء دولة بني أمية وابتداء دولة بني العباس من الأخبار النبوية وغيرهاالجزء : ( 13 ) – رقم الصفحة( 269)  ]

 

 

[ – …. قال يعقوب بن سفيان : ثنا : أحمد بن محمد أبو محمد الزرقي ، ثنا : الزنجي – يعني مسلم بن خالد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : رأيت في النوم بني الحكم – أو بني أبي العاص – ينزون على منبري كما تنزو القردة ، قال : فما رآني رسول الله مستجمعا ضاحكا حتى توفي.

 

– …. وقال الثوري ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول الله (ص) بني أمية على منابرهم فساءه ذلك ، فأوحي إليه : إنما هي دنيا أعطوها ، فقرت به عينه وهي قوله }  :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء : 60 –  { ابن كثير – البداية والنهاية – ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائة ذكر ما ورد في انقضاء دولة بني أمية وابتداء دولة بني العباس من الأخبار النبوية وغيرها

الجزء : ( 13 ) – رقم الصفحة : ( 270 ) النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] .

 

[9246 –  و عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) رأى في منامه كان بني الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ ، فقال : ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، قال : فما رؤى رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات (ص) ، رواه أبو يعلي ، ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله ابن الزبير وهو ثقة. الهيثمي – مجمع الزوائد ومنبع الفوائد – كتاب الخلافة – باب في أئمة الظلم والجور وأئمة الضلالة  – الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة  ( 243 ) ] .

 

[ 4464   وقال : حدثنا : مصعب بن عبد الله ، قال : حدثنا : ابن أبي حازم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قالأن رسول الله (ص) رأى في المنام كان بني الحكم ينزون على منبره فأصبح كالمتغيظ ، وقال : ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، فما رئي ضاحكا بعد ذلك حتى مات. ابن حجر العسقلاني – المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية – كتاب الفتوح – باب لعن رسول الله (ص) الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية – الجزء : ( 18 ) – رقم الصفحة   ( 279 )]

 

[   – أخبرنا : أبو علي بن شاذان البغدادي بها ، أخبرنا : عبد الله بن جعفر ، حدثنا : يعقوب بن سفيان ، حدثنا : أحمد بن محمد أبو محمد الزرقي ، حدثنا : الزنجي ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن النبي (ص) ، قال : رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ، قال : فما رئي النبي (ص) مستجمعا ضاحكا حتى توفي (ص). – البيهقي – دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة – الشمائل ونحوها – باب ما جاء في رؤياه في ملك بني أمية – الجزء : ( 6 ) – رقم الصفحة  ( 511 )]

 

[  6461 –  حدثنا : مصعب بن عبد الله ، قال : حدثني : ابن أبي حازم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) رأى في المنام كان بني الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ ، وقال : ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، قال : فما رئي رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى ماتص) – أبو يعلى الموصلي – مسند أبي يعلى –  115 – مسند أبي هريرة – شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة – الجزء : ( 11 ) – رقم الصفحة   ( 348 )]

 

[  – …. وأخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد (ر) قال : رأى رسول الله (ص) بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا حتى مات وأنزل الله:  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ  – الإسراء   60     } – السيوطي – الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإسراء   60- الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة  ( 309 )-    النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد  ] .

 

[   -…. وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر (ر) : أن النبي (ص) ، قال : رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك } :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ-  الإسراء  60 )  {يعني الحكم وولده. – السيوطي – الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإسراء : 60

الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 309 )  النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد  ]

 

[ – …. وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يعلي بن مرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) : أريت بنى أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم رسول الله (ص) لذلك ، فأنزل الله :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ – الإسراء {  60

 

[   – …. وأخرج ابن مردويه ، عن الحسين بن علي (ر) : أن رسول الله (ص) أصبح وهو مهموم ، فقيل : مالك يا رسول الله ، فقال : إني أريت في المنام كان بنى أمية يتعاورون منبري هذا ، فقيل : يا رسول الله لا تهتم فانها دنيا تنالهم فأنزل الله:  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ   –  الإسراء : 60{

– السيوطي – الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإسراء : 60 الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة  – ( 309 ) النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد   ] .

 

[   – …. وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر ، عن سعيد بن المسيب (ر) ، قال : رأى رسول الله (ص) بنى أمية على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهى قوله } :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ –  الإسراء : 60    { يعني بلاء للناس. – السيوطي – الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإسراء  – 60الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 310 ) النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد    [

 

[ 31064 – رأيت في النوم بني الحكم ينزون على منبري كما تنزو القردة.

المتقي الهندي – كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال -الجزء : ( 11 ) – رقم الصفحة :   167    ]

[ 31736 – عن أبي هريرة : أن النبي (ص) ، قال : رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما ينزو القردة ، قال : فما ربي النبي (ص) مستجمعا ضاحكا حتى فوفى (ص). – المتقي الهندي – كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال – الجزء : ( 11 ) – رقم الصفحة( 358 )  ]

[ 1737 – عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) رأي في المنام أن بني الحكم يرقون على منبره وينزلون فأصبح كالتغيظ ، وقال : إني رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، قال : فما رئي رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات – . المتقي الهندي – كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال – الجزء : ( 11 ) – رقم الصفحة  ( 358 )]

 

[  -….  ومنه الرؤيا التى رآها النبي (ص) فوجم لها فما رؤى ضاحكا بعدها ، فأنزل الله:  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء : 60    { فذكروا أنه رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره. – الطبري – تاريخ الطبري – سنه اربع وثمانين ومائتين –  ذكر كتاب المعتضد في شان بني أمية – الجزء : ( 10 ) – رقم الصفحة – ( 58 ) –  [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد  ]

 

[   – أخبرنا : أبو عبد الله الفراوي ، أنا : أبو بكر البيهقي ، أنا : أبو علي بن شاذان البغدادي بها ، أنا : عبد الله بن جعفر ، نا : يعقوب ، عن سفيان ، نا : أحمد بن محمد الزرقي ، نا : الزنجي ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن النبي (ص) ، قال : رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ، قال : فما رئي النبي (ص) مستجمعا ضاحكا حتى توفي.

 

–  وأخبرنا : أبو عبد الله الخلال ، أنا : إبراهيم بن منصور ، نا : أبو بكر بن المقرئ ، قالا ، أنا : أبي يعلى ، ح وأخبرنا : أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا : أبو عثمان البحيري ، أنا : أحمد بن أحمد ، أنا : أبي يعلى ، نا : مصعب زاد ابن حمدان بن عبد الله ، حدثنا : وقال ابن حمدان ، حدثني : ابن أبي حازم ، عن العلاء زاد ابن المقرئ بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) رأى في المنام كان ، وقال ابن المقرئ أن بني الحكم يرقون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ ، وقال : زاهر كالتغيظ أو كالمغيظ ، وقال : ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، انتهى حديث زاهر ، قال : فما رئي رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات. – ابن عساكر – تاريخ دمشق – حرف الميم –   7312 – مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امية … الجزء : ( 57 ) – رقم الصفحة : ( 265 / 266 ( ]

 

[   – وأنا : أبو تمام الواسطي اجازة ، أنا : أبو بكر أحمد بن عبيد قراءة ، أنا : محمد بن الحسين ، نا : ابن أبي خيثمة ، نا : يحيى بن معين ، نا : عبد الله بن نمير ، عن سفيان الثوري ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب في قوله : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء : 60 ) } قال : رأى ناسا من بني أمية على المنابر فساءه ذلك فقيل له : إنما هي دنيا يعطونها فسري عنه.

ابن عساكر – تاريخ دمشق – حرف الميم  7329 – مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص …الجزء : ( 57 ) – رقم الصفحة : ( 341 (] .

[ – ….  وروى الحاكم ، عن أبي هريرة ، ومعاوية (ر) : أن رسول الله (ص) ، قال : رأيت في منامي كان بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة.

 

– …. ورواه البيهقي في الدلائل بلفظ : رأى رسول الله (ص) بني الحكم ينزون على منبره ، فأصبح كالمتغيظ ،

وذكر الحديث ، قال : فما رؤي رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا حتى مات. – الصالحي الشامي – سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

جماع أبواب معجزاته (ص) فيما أخبر به من الكوائن بعده فكان كما أخبر غير ما تقدم

الباب الرابع عشر : في إخباره (ص) بولاية بني أمية – الجزء : ( 10 ) – رقم الصفحة : ( 90 ) – النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد    [

 

[ –   ….   وروى الطبراني ، عن ثوبان (ر) قال : قال رسول الله (ص) رأيت بني مروان يتعاورون منبري ، فساءني ذلك ، ورأيت بني العباس يتعاورون منبري ، فسرني ذلك ، وفي لفظ : بني هاشم مكان بني العباس. –  ابن عساكر – تاريخ دمشق – حرف الميم

7312 – مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امية …- الجزء : ( 57 ) – رقم الصفحة : ( 265 / 266 (   [

 

[  – …. وقد جاء من طرق ، عن أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) ، قال : رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما تنزوا القردة ، قال : فما رؤي النبي (ص) مستجمعا ضاحكا حتى توفي. ابن عساكر – تاريخ دمشق – حرف الميم -7329 – مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص …الجزء : ( 57 ) – رقم الصفحة : ( 341 ) ]

 

– …. وعن سعيد بن المسيب ، قال : رأي النبي (ص) بني أمية على منابرهم فساءه ذلك فأوحى إليه : إنما هي دنيا اعطوها فقرت عينه ، وهي قوله تعالى } :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء 60  {    – الصالحي الشامي – سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد – جماع أبواب معجزاته (ص) فيما أخبر به من الكوائن بعده فكان كما أخبر غير ما تقدم – الباب الرابع عشر : في إخباره ) ص) بولاية بني أمية – الجزء : ( 10 ) – رقم الصفحة : ( 90 )-  النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد[

 

– …. وقد روي أن رجلا قام إلى الحسن بن علي (ر) ، قال : يا مسود وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنبني رحمك الله فأن رسول الله (ص) قد رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت :    }إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ( الكوثر : 1   {-

المقريزي – النزاع والتخاصم – رقم الصفحة : ( 82 ) ]

 

– …. وقال المدائني : ودخل سفيان بن أبي ليلى النهدي عليه أي على الامام الحسن (ع) ، فقال : السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال الحسن : أجلس يرحمك الله ، أن رسول الله (صرفع له ملك بني أمية ، فنظر اليهم يعلون منبره واحد فواحد فشق ذلك عليه ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا ، قال له} :  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ  –  الإسراء :  60  } – الحاكم الحسكاني – شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 457 (  [

 

[ –  ….   ما روى عنه في تفسير ، قوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ( الإسراء : 60 ) } فإن المفسرين ، قالوا : إنه رأى بنى أمية ينزون على منبره نزو القردة ، هذا لفظ رسول الله (ص) الذى فسر لهم الآية به فساءه ذلك ، ثم قال : الشجرة الملعونة بنو أمية وبنو المغيرة ، ونحو قوله : (ص) إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا وعباده خولا. – ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 220 (-   النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد   ] .

وعن بيان القرآن بالقرآن :

 

  • (وإذ)

” إذ ” أداة شرط مبينة تستخدم للربط بين فعل الشرط  و جوابه , ورد هذا اللفظ في قوله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون – 15-28} ثم أمر الله تبارك وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام في قوله عز وجل : { وإذا قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس } وأدم عليه السلام قد اصطفاه الله تعالى  ونوحاً  وإبراهيم وموسى وعيسى وأئمة أهل بيت النبي ذرية بعضها من بعض كما في قوله تعالى  { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ  ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ  وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ – آل عمران 33-34 } وهذا الإصطفاء الإلهي دعا إليه كل أنبياء الله وبين تعالى أن سيدنا إبراهيم كان أسوة في هذا

لمعتقد القرآني الصحيح لقوله تعالى { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ  رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  -الممتحنة } وهذه الأسوة الحسنة هى البراءة من كل ماعبد من دون الله من حجر وبشر قائم على عبادة هذه الأصنام الحجرية والبشرية من حكام كل عصر ولذلك قال تعالى عن براءة سيدنا إبراهيم عليه السلام من قومه لما عبدوا غير الله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ  وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  –  الزخرف 26-28} .

وما حدث هنا نبوءة قرآنية لما ستفعله الأمة من بعده صلى الله عليه وآله ورأى ذلك في رؤية منامية قال تعالى فيها : {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا – الإسراء 60 } .

وهنا رأى رسول الله أثنى عشرا رجلا من بني أمية ينوةةن على منبرة  نزو القردة كما بينا .

 

  • (قلنا) :

وهنا يبين تعالى أن كل سكان الأرض فريقين سيكونا متقاتلين فريق يتبع إبليس وحزبه وآخر يتبع الأنبياء وأخلاقهم قال تعالى { وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ  – البقرة 36 }

 

وفي كل زمن يبعث الله تعالى من كل أمة  رسولاً شا هداً عليهم كما في قوله تعالى { ونزعنا من كل أمة شهيداً فقلنا هاتوا برهانكم – القصص 75}  وهنا يظهر إبليس وحزبه فيأبوا طاعة الله تعالى ورسله وخاتمهم المصطفى صلى الله عليه وآله   وهذا الحزب إمامه إبليس الذي أمره الله تعالى بالسجود فأبى و صا هو إماماً لحزبه كما في قوله تعالى عن أول كافر بالله على الأرض وهو إبليس { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس – الأعراف 11 } .

ومن هذا الحزب بعضاً من قريش الذين كفروا بالله تعالى وقالوا عن القرآن الكريم أساطير الأولين في قوله تعالى  { لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين – الأنفال 31 }  وهنا ورد في تفسير الدر المنثور للسيوطي

[  كان النضر بن الحارث بن علقمة، أخو بني عبد الدار، يختلف إلى الحيرة, فيسمع سَجْع أهلها وكلامهم. فلما قدم مكة, سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن, فقال: ” قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إنْ هذا إلا أساطير الأولين “، يقول: أساجيع أهل الحيرة. – تفسير الطبري للآية الكريمة ] .

وحيث أن أبي سفيان كان من كبراء قريش وقتها إن لم يكن كبيرهم فقد كان مع هذا الحزب الذي نزل فيه قوله تعالى هنا { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً- الإسراء60}

 وشجرة الزقوم ورد في تفسيرها [ أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “رأيت ولد الحكم بن أبي العاصي على المنابر كأنهم القردة” . فأنزل الله في ذلك : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة . يعني الحكم وولده .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أريت بني أمية على منابر الأرض، وسيملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء” . واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك؛ فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .

وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح وهو    مهموم، فقيل : مالك يا رسول الله؟ فقال : “إني أريت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا” . فقيل : يا رسول الله، لا تهتم؛ فإنها دنيا تنالهم . فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في “الدلائل”، وابن عساكر ، عن سعيد بن المسيب قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه : إنما هي دنيا أعطوها . فقرت عينه،  وهي قوله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . يعني بلاء للناس

وأخرج ابن مردويه عن عائشة ، أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك : “إنكم الشجرة الملعونة في القرآن” . – الدر المنثور  للسيوطي ]

وفي تاريخ الطبري  :

 

[ وعن روايات لعن معاوية وابو سفيان في المصادر :

وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق سنده فقال: أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري ابنا أبو عمر بن حيويه نا أبو بكر محمد بن حمد بن سليمان الباغندي حدثنا إسحاق بن موسى انا تليد بن سليمان عن الأعمش عن علي بن الأقمر قال: وفدنا إلى معاوية فلقيناه ثم أتينا عبد الله بن عمر فقلنا له حدثنا عن رسول الله (ص) قال بعث النبي (ص) إلى معاوية وكان كاتبه كذا روى تليد وهو ضعيف الحديث.
ولا أحسب علي بن الأقمر أدرك معاوية وإنما يروي عن أبي كثير زهير بن الأقمر الزبيدي أنه وفد على معاوية أو ابنه يزيد فلقي عبد الله بن عمرو بن العاص, وقد روى ابو عوانه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر هذه القصة (تاريخ مدينة دمشق 41: 263)
أقول: قصة ورود زهير بن الأقمر الزبيدي على معاوية أو يزيد ليس فيها هذا الحديث (تاريخ مدينة دمشق 19: 96) وما روي عن زهير بن الأقمر هذا من رواية اللعن فهي في لعن رسول الله (ص) للحكم ابن أبي العاص فترى ابن عساكر حاول خلط الروايتين تعمية ً على لعن معاوية من قبل رسول الله (ص) ألا تراه قد بتر الرواية ولم يكملها وحاول استبعاد إدراك علي بن الأقمر لمعاوية من دون دليل.
وأما تضعيفهم للرواية فهو من قبل تليد بن سليمان الكوفي وفيه خلاف قاله في (مجمع الزوائد 9: 169) وقال عنه العجلي روى عنه أحمد بن حنبل لا بأس به وكان يتشيع ويدلس (معرفة الثقات 1: 257) وقال فيه أحمد بن حنبل: شيعي لم نر به بأساً (ميزان الإعتدال 1: 358).
وحكم الترمذي على سند فيه تليد بالحسن قال: حسن غريب ( سنن الترمذي 5:278 وكذا فعل الحاكم وقال: هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان فإني لم أجد له رواية غيرها (المستدرك 3: 149).
ولكن وقع فيه أبو داود قال: رافضي خبيث, وقال أيضاً: تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر وقد رآه يحيى بن معين (سؤلات الأجري لأبن داود: 30) وقال الدوري عن أبن معين: سمعت يحيى يقول تليد بن سليمان ليس بشيء قعد فوق سطح مع مولى لعثمان بن عفان فذكروا عثمان فتناوله تليد فقام إليه مولى عثمان فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر رجليه (تاريخ ابن معين 1: 209) وعن الدوري أيضاً: سمعت يحيى ابن معين يقول تليد بن سليمان كان كذابا ً ويشتم عثمان بن عفان وكل من شتم عثمان أو أحد من أصحاب رسول الله (ص) دجال فاسق ملعون لا يكتب حديثه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (الكامل 2: 86) وضعفه النسائي ( كتاب الضعفاء والمجروحين 161) وابن حيان (كتاب المجروحين 1: 204) وقال عنه الدار قطني: ولم يكن بالقوي في الحديث (علل الدار قطني 170) وغيرهم كالذهبي وابن حجر.
وأنت ترى أن من ضعفه ضعفه لإتهامه بالتشيع ولما رماه به ابن معين الناصبي من أنه كان يشتم عثمان, ولم يضعفوه لضعف حديثه, وهذه شنشنة نعرفها من أخزم, فإنهم يضعفون كل شيعي يروي مناقب أهل البيت (ع) وتليد منهم فقد ذكره كل من النجاشي والطوسي في الإمامية (النجاشي: 115 (295) ), (رجال الطوسي: 673: (2045) )
2- ما رواه ابن البزار في مسنده البحر الزخار في مسند سفينة مولى رسول الله (ص): قال حدثنا السكن بن سعيد قال: أنا عبد الصمد قال: نا أبي, وحدثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة (رضي الله عنه) أن النبي (ص) كان جالساً فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال: ( لعن الله القائد والسائق والراكب ) (البحر الزخار 9: 182 (3246)).
وكفانا مؤنة تخريجه الهيثمي في مجمع الزوائد قال: قال رواه البزار ورجاله ثقات (مجمع الزوائد 1: 113)
إلا أن البلاذري رواها بسنده في أنساب الأشراف مع التصريح بأسمائهم قال: حدثنا خلف، حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة ـ مولى أم سلمة ـ: أن النبي (ص) كان جالسا ً فمر أبو سفيان على بعير ومعاوية وأخ له, أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله (ص): ـ لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق (أنساب الأشراف, القسم الرابع,الجزء الأول).
3- ما رواه جمع عن الإمام الحسن (ع) في كلامه لمعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة:
منهم ابن أبي الحديد في شرح النهج (6: 289) قال: روى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات قال: اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص والوليد بن عقبة و…… فقالوا: يا أمير المؤمنين أن الحسن قد أحيا أباه وذكره… أبعث عليه فليحضر لنسبه ونسب أباه… إلى أن قال: فتلكم الحسن بن علي (ع): فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله (ص) صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد يا معاوية فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني….وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله (ص) فقال: ( اللهم العن الراكب والقائد والسائق)…الخ.
ورواه السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص201).
ورواه بشكل آخر الطبراني في الكبير قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن بشار بندار ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي ثنا عمران بن حدير آظنه عن أبي مجلز قال: قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية أن الحسن بن علي عيي وإن له كلاماً وراياً وأنه قد علمنا كلامه فيتكلم كلاماً فلا يجد كلاماً, فقال: لا تفعلوا,فأبوا عليه فصعد,عمر المنبر فذكر علياً ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن…………. فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي رضي الله عنه, ثم قيل للحسن بن علي أصعد فقال: لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقاً أن تصدقوني وأن قلت باطلاً أن تذكبوني فأعطوه, فصعد فحمد الله وأثنى عليه فقال: أنشدك بالله ياعمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أن رسول الله (ص) قال: (لعن الله السائق والراكب) احدهما فلان قالا: اللهم نعم بلى, قال أنشدك الله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله (ص) لعن عمراً بكل قافية قالها لعنة؟ قالا اللهم بلى,قال أنشدك الله يا عمرو وأنت يا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله (ص) لعن قوم هذا؟ قالا: بلى, قال الحسن فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا وذكر الحديث (المعجم الكبير 3: 71 (2698) ).
والمقصود بـ( أحدهما فلان) معاوية لوضوح توجيه كلام الحسن (ع) للثلاثة وتعداد مثالبهم وسؤال كل أثنين منهم عن لعن الآخر.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ثم قال: رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي أحد الأثبات وما علمت فيه جرحاً أصلاً, وقال ابن القطان مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه أخرون وبقية رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 7: 247) فكفانا مؤنة تخريجه.
وإختصاص الحديث بلعن معاوية هو ما فهمه ابن حجر الهيتمي المكي إذ أورد الحديث في كتابه (تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان) ولو لم يختص اللعن به لما كان هناك مناسبة في إيراده, قال: وجاء بسند رجاله رجال الصحيح إلا واحداً مختلف فيه لكن قواه الذهبي بقوله: أنه أحد الأثبات وما علمت فيه جرحاً أصلاً ـ ثم أورد الحديث (تطهير الجنان المطبوع مع الصواعق المحرقة: 74).
4- ما ذكره جمع من أهل التواريخ عن محمد بن أبي بكر:
منهم البلاذري قال: قالوا: وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر… إلى أن قال ـ: وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله ورسوله الغوائل…. الخ (أنساب الأشراف: 395).
ومنهم نصر بن مزاحم في وقعة صفين (ص118) والمسعودي في مروج الذهب (30: 21) وابن أبي الحديد في شرحه عن نصر بن مزاحم (3: 188).
وأورد هذا الكتاب من علمائنا المفيد في الإختصاص (ص125) والطبرسي في الاحتجاج (1: 269).
5- روى أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين قال: فحدثني محمد بن الحسين الأشناتي وعلي بن عباس المقانعي قالا: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمرو بن ثابت عن الحسن بن حكم عن عدي بن ثابت عن سفيان عن أبي ليلى, وحدثني محمد بن أحمد أبو عبيد قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمرويه قال حدثنا مكي بن ابراهيم قال حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى دخل حديث بعضهم في حديث بعض وأكثر اللفظ لأبي عبيدة, قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره عنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين, فقال عليك السلام يا سفيان أنزل,فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه, فقال: كيف قلت يا سفيان, فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين, فقال: ما جر هذا منك إلينا؟ فقلت: أنت والله ـ بأبي أنت وأمي ـ أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك وقد جمع الله لك أمر الناس.
فقال: يا سفيان, إنا أهل البيت إذا علمنا الحق تمسكنا به وأني سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر وأنه لمعاوية وأني عرفت أن الله بالغ أمره…. الخ, ثم قال في آخره: هذا لفظ أبي عبيد وفي حديث محمد بن الحسين وعلي بن العباس بعض هذا الكلام موقوفاً عن الحسن غير مرفوع إلى النبي (ص) إلا في ذكر معاوية (مقاتل الطالبين: 43).
6- نقل الطبري في تاريخه كتاب المعتضد الذي عزم على قراءته على المنابر ثم أثناه عنه بعض وعاظ السلاطين,قال: فذكر أن المعتضد أمر بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية، فأخرج له من الديوان, فأخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب,وذكر أنها نسخة الكتاب الذي أنشئ للمعتضد بالله:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم…. ـ إلى أن قال ـ: وأشدهم في ذلك عداوة وأعظمهم له مخالفة وأولهم في كل حرب ومناصبة لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كل مواطن الحرب من بدر وأحد والخندق والفتح أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ـ إلى أن قال ـ: ومنه قول رسول الله (ص) وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به وأبنه يزيد يسوق به: ( لعن الله القائد والراكب والسائق) (تاريخ الطبري 12: 228, وفي أحداث سنة 284).
ونقله ابن أبي الحديد عنه ولكن فيه (ومما ورد من ذلك في السنة ورواه ثقات الأمة, قول رسول الله (ص) فيه وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاوية يقوده ويزيد يسوقه لعن الله الراكب والقائد والسائق ) ( شرح نهج البلاغة 15: 174) ولا نعلم من بدل وحرّف في تاريخ الطبري المطبوع فحذف (ورواه ثقات الأمة)، وهي شهادة بأن هذا اللعن كان مشهوراً معروفاً لدى المحدثين بل رواه ثقاتهم. بل يكفي أن يذكره المعتضد في كتابه إلى الأمة وهو خليفة المسلمين إذ لا يصح منه في مثل هذا المورد أن يأتي بالضعيف والمشكوك وهو بمثابة إعلان عام لرعاياه ومنهم العلماء والمحدثين الكبار.
وأخيراً نقول أن هناك متابعات وروايات أُخر وردت عن رسول الله (ص) بلعنة في مواضع أُخر أشرنا إلى أحدها في أول الجواب عن نصر بن مزاحم ولم نتطرق إليها بالتفصيل لضيق الوقت,منها ما ورد فيه من قول رسول الله (ص) بعد لعنه (اللهم عليك بالاقيعس) والآخر فيه بعد لعنه ( ويل لهذه الأمة من معاوية ذي الاستاه) عليك بمراجعتها وتخريجها. ] .

فلما حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقتلوا عترته الطاهرة بعد موته هنا قد أصروا على الكفر والنفاق  أصروا على الكفر  والنفاق  ثم انحط هذا الحزب  إلى درك أسفل وهو قتل  كل من أحبهم وتولاهم و سار على  نهجهم المنزل من عند الله تعالى في قرآن الكريم الذي قال بأنهم قد أذهب الرجس عنهم وتل شيعتهم وكل من أحبهم وتولاهم من دون قريش و بقية القبائل والعالم بعد أن حكم القرآن بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم تطهيراً من الله بالمفعول المطلق  وأمر بمودتهم  قال تعالى في أول جريمة لهذه الشجرة الملعونة.

{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ  فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ  وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا النساء81 }  وما بيتوه هنا  على استخفاء من الناس أقوال لا ترضي الله تعالى كما في قوله عز وجل { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا – النساء 108  }

وأما الذين قالوا إنها شجرة الزقوم فهم مخطئون وقعوا في مكذوبات الأمويين نفسهم الذين اجتهدوا في طمس هذه الاية التي نزلت فيهم على مدار ألف شهر حكمها بنبو أمية حتى وصلتنا والدليل أن لفظ شجرة ورد في قوله تعالى عن الجنة وأهلها والنار وأهلها { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ  يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ  وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ  – إبراهيم 24-27 }  .

 

والإحاطة

 

بالشيء الإحداق به من جميع جوانبه وأحاط به علمًا وقدره أما إحاطة الله بالعلم يقول تعالى  (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً – الطلاق21)  ويقول تعالى (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْما- طه110) وإحاطة الله تعالى بالخبر يقول تعالى فيه(كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً –الكهف91) والإحاطة قدرة أيضًا لقوله تعالى)وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً-الفتح21)ويقول تعالى فيمن أحاطت به القدرة وسيغرقه الله تعالى (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لنكو نن مِنَ الشَّاكِرِينَ – يونس22(كما أن الله تعالى يحيط عمل الناس كما في قوله تعالى (وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ – الأنفال47) ويقول تعالى(إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ –هود92) وإذا نزل عذاب الله تعالى علي الناس فهو بعذاب محيط بهم كما في قوله تعالى  (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ هود84)والله تعالى محيط بكل شيء كما في قوله تعالى ( وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً-النساء126 )والإحاطة تكون قدرةً وعلمًا وقهراً وخبراً وعملاً بالكافرين لقوله تعالى(وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِين -َ البقرة 19 (ومن أراد النصرة فليستنصر بالله كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ – محمد7(

وأما :

– (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِالإسراء 60 )

الرؤيا في القرآن عامةً إما بشارة بملك أو نزع ملك البشارة كما في قوله تعالى ( يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُم لِي سَاجِدِينَ –يوسف4(قال تعالى في فتح مكة (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ –الفتح24)وقال تعالى لإبراهيم عليه السلام(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ – الصافات-105(ونزع ملك كما في قوله تعالى عن عزيز مصر (إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ-يوسف43(وقد رأي فرعون رؤيا قتل من أجلها أطفال بني إسرائيل ومن هنا يتبين أن الرؤيا هي بيان لرسول الله صلى الله عليه وآله بما ستفعله ألأمه من بعده كانقلابها على الأعقاب وطرد آل بيت النبوة من بيوتهم ومن منازلهم التي أنزلهم الله تعالى فيها كما في قوله تعالى عنهم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهوكم تطهيرا ـالأحزاب( فتم طرد هؤلاء الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس  وإبعادهم عن الخلافة وإلى الآن وقال تعالي في هذا الانقلاب  العظيم  في نظام الحكم القرآني (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ -آل عمران144(وفى السنة يقول صلى الله عليه وآله [ لترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض – البخاري – مسلم – بن ماجة ]وفي هذه الرؤية التي رآها رسول الله صلى الله عليه وآله بيان عن ارتداد الأمة حيث رآهم صلى الله عليه واله  تردهم الملائكة عن الحوض وتقول له الملائكة[ إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك لقد ارتدوا على أعقابهم القهقرى البخاري]

وروي عند أهل القبلة أن هذه الرؤية [ أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى قوماً من بنى أمية يرقون منبره وينزوون عيه نزو القردة فقال هو حظهم من الدنيا يعطونه بإسلامهم – كنز الدقائق ج7/ص435] .

وروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأي رجالاً من نار على منابر من نار يردون الناس على أعقابهم القهقرى المصدر السابق.ج7/437 ] .

وقال رسول الله رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة فأنزل الله(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاس والشجرة الملعونة في القرآن – فتح القدير للشوكاني ج3/ 240 وقالت أم المؤمنين عائشة لمروان ابن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن- الشوكاني ج3/ 240 والدر المنثور للسيوطي.

وأما أريناك:

ورد هذا اللفظ على المنافقين في قوله تعالى (وَلَوْ نَشَاءُ لأرينا كهم فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ – محمد30) وهذا يثبت أن المنافقين هم الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله في رؤياه التي هي فتنة للناس وهم الذين قبلوا نظام الحكم شورى بعد أن كان وصية كما فعل كل بنى قبل رسول الله صلى الله عليه وآله .

كما أن  الفتنة

معناها كما قال أبو حذيفة( أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري  أيهما تتبع- مصنف بن أبي شيبة) ولذلك يقول تعال عن حزب الله وحزب الشيطان) وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ-الفرقان20 (والفتنة وردت على أنها ترك بعض أوامر الله تعالى في القرآن وهي الولاية لقوله تعالى (وأحذرهم أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ –المائدة49(وقال تعالى(فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك- هود12 (وبعض ما أنزل الله هو مودة آل بيت إبراهيم وعدم سفك دمائهم وإخراجهم من ديارهم كما في قوله عن لفظ بعض (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بالآثم وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ – البقرة84-85 .(

وهنا الميثاق بعدم قتلهم أو إخراجهم من ديارهم هو مودة آل بيت نبيهم . ولذلك يبين تعالى أنهم كفروا بالله وقتلوا الأنبياء كما في قوله تعالى ) قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ –البقرة91(ولذلك يقول تعالى عن محاولتهم إثناء رسول الله على تنفيذ أمر الله بالوصية) وإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً – الإسراء73-74(وأخيراً أنذر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس- المائدة67(من هنا يتبين لنا أن الفتنة بين حزبي الله وحزب الشيطان لقوله تعالى(وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ – الأنعام53 (وهناك الشاكرين هم الذين لم ينقبوا على وصية الله باستخلاف أمير المؤمنين في قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ -آل عمران 144) وأما الشاكرين فقال تعالى فيهم ) وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور ُسـبأ13)  .

وهؤلاء الشاكرين الله يعلمهم كما في قوله تعالي في آية الأنعام ) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ –الأنعام53) وهذه الفتنة يقوم عليها رجل كالسامري صاحب الفتنة كما في قوله تعالى (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ – طـه 85) وأضلهم أخرجهم عن طاعة الله وأصبح هو السيد والكبير المطاع كما في قوله تعالى (وَقَالُوا رَبَّنَا آنا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا –الأحزاب67) و الفتنة تكون ببعثة الرسول أو الإمام الذي يهلك في زمانه الظالمين لقوله تعالى (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ –الدخان17)

ولذلك يقول تعالى في الإمام (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً –الإسراء15) وقال تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ – الأعراف34)وأجل الأمة ببعثته لقوله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ –الأعراف34) ومن هنا يتبين لنا أن بعثة الرسول والإمام فتنة للأمة كلها تنشق بين مؤمن وكافر بالله العظيم ويحل على الأمة الظالمة العقاب ويقولون هؤلاء المستكبرين فيما قاله رب العزة تبارك وتعالى (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ –الأنعام53)وهذا حسد لرسول الله وآل بيته قال تعالى فيه ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً-النساء54) ولذلك يقولون حسداً ) أهؤلاء منًّ الله عليهم من بيننا ) وهذا كان موقف الرافضين لولاية أمير المؤمنين حيث  قالوا لبن عباس رضى الله تعالى عنه ) إن القوم استصغروا علي فقال له والله ورسوله ما استصغروه عندما خلع حصن خيبر… (الحديث

وتثبيتاً لهذه الفتنة ثم الكذب على رسول الله في نشر مناقب لا يصدقها عقل في هؤلاء القائمين علي هذه الفتن  وتم الحط من منزلة الرسول الأعظم نفسه حتى قالوا عنه أنه يخطئ ويصحح له عمر أخطاءه تعالى عما يشركون ووضعوا أحاديث في هدم القبور أملاً في هدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآل بيته والصالحين من الصحابة الكرام وتم إضلال الناس واعتبار آل البيت أقل الناس منزلة ومن عظمهم قالوا عنه أنه عابد لهم  من دون الله ومن سمى علياً قتلوه أو أبعدوه كما كان يفعل معاوية حيث حرم تسمية على  بل وسبه على المنابر ثمانين عاماً كما هو معلوم ومن سمى علياً يحرمه عطاء بيت المال حتى أورد صاحب مروج الذهب أن فتىً جاء لمعاوية قائلاً له إن أبواي عقانى وسمياني على فضحك معاوية وأجزل له العطاء  وقتلوا المؤمنين الموالين لآل بيت محمد في كل مكان وفي كل زمان على أنهم كفار تحت هذه النصوص المكذوبة ولذلك يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ – البروج10 ) ولو لم يفتنوهم لما قتلوا أمير المؤمنين والحسن والحسين وكل آل البيت بعد ذلك أليس تحت وطأة هذه المكذوبات ؟وهذا ما اغتم له رسول الله حينما رأى كل هذه الأحداث و الأثني عشراً قرداً من بني أمية ينزوون على منبره الشريف .

ثم يقول تعالى في هذه الشجرة الملعونة الظالمة القاتلة لآل البيت

) وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآن-الإسراء60)

والملعونة أي المطرودة من رحمة الله أي أنها شجرة نسب لشياطين الإنس

والشجرة الملعونة في القرآن هي الشجرة الخبيثة وفتنتها هم أصحاب الشجرة الطيبة لقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ-إبراهيم24-27) والشجرة الطيبة مجازاً عن العاملين بالكلمة الطيبة وهى كلمة التقوى والمنزلة عليهم لقوله تعالى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا – الفتح 26}  .

وهذه الكلمة هي كلمة لا إله إلا الله وهى عهد والوصية معها جعلها الله وصية لكل نبي كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ- الزخرف 28 } وهذه الكلمة هي الإسلام والوصية التي قال فيها عليه السلام { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ – البقرة131-132} وهؤلاء وذريتهم هم المؤمنين بكلمات الله لقوله تعالى (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ- التحريم12)وأما أصحاب الكلمة الخبيثة الذين قال تعالى فيهم أنهم مثلهم كالشجرة الخبيثة هم المحرفون للكلم بعد مواضعه كما في قوله تعالى {  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ – المائدة14}  وقال تعالى في المنافقين{  يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه –الفتح15}  وهؤلاء يبين تعالى أنهم لهم شجرة نسب خبيثة كما للمؤمنين شجرة طيبة قال تعالى فيها { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ -آل عمران 33} وكذلك الشجرة الخبيثة مذكور نسبها في القرآن كما بينا في أوائل السورة أنهم أولاد قابيل قاتل أخيه في قوله تعالى عن بنى إسرائيل {  ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً –الإسراء3}  وقلنا أنهم ذرية من حملنا وليس نوح وقلنا أنهم أبناء قابيل القاتل ولذلك قال تعالى (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ –هود48) وقلنا أن بنى إسرائيل هم أبناء الكفرة أباً عن جد وهم الذين قتلوا الأنبياء من ذرية إبراهيم . و كذلك ورد أن مروان ابن الحكم الأموي أصله يهودي الديانة بمروج الذهب للمسعودي.

ولذلك وردت نصوص عن رسول الله صلى الله عليه وآله تقول أن الشجرة الملعونة هو بنو أمية ونقول أن القرآن بين أنهم أبناء قابيل وهم بنو إسرائيل ثم المنافقين منهم الذين تعلموا منهم وعربوا لهم التوراة ودرسوها  وكذبوا على الله ورسوله ووضعوا الحديث على رسول الله وأدخلوا الإسرائيليات في السنة وعملوا فتنة بين المسلمين مازلنا  إلى الآن نحصد نتائجها ونتائج ما حدث في سقيفة بنى ساعده .

كما أن قوله تعالى

) وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ)

واللعن هو الطرد من رحمة الله وهو يكون على الظالمين في قوله تعالى { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ –هود18} ومن هنا يتبين لنا أن الشجرة الملعونة هي الظالم والملعون الأول  إبليس وحزبه كما في قوله تعالى { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ- صّ78 } وكذلك حزبه المجرمين أعداء النبيين لقوله تعالي (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين ـالأنبياء ) وهؤلاء المجرمين فريقين أحدهما إنسي والآخر جني قال تعالى فيهما { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً-الأنعام122}  وكل الأمم الكافرة ملعونة لقوله تعالى {  كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا-الأعراف38} والكافر ملعون لقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً – الأحزاب64} واليهود ملعونين  بكفرهم وعصيانهم وقتلهم للأنبياء بغير حق لقوله تعالى عن شجرتهم الملعونة { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ –المائدة78} وكذلك المنافقين الذين أطاعوا سادتهم وكبرائهم ملعونين كما في قوله تعالى { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً-الأحزاب67-86}  وهؤلاء الكفار والمنافقين شجرة نسب واحدة وشجرة ملعونة والمنافقين بالذات ملعونين لكتمانهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله كما في قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ-البقرة159} وبالتالي روجوا المكذوبات على الرسول كما قال تعالى {  فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُول-النساء81}  وهؤلاء هم المنافقون من شجرة الكفر أبناء قابيل كما بينا في أوائل هذه السورة وهؤلاء هم الذين دعى نوح على أخر ولد من ذريتهم {  وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تذرهم يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً- نوح26-72 } .

 وهذه الدعوة على أبناء قابيل الذين أظهروا الإسلام مع ميل نفوسهم للكفر فمالت نفوسهم لما مالت له نفوس آباءهم وهؤلاء الذين قال تعالى فيهم { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح- الإسراء3}  وهم بنو إسرائيل وبنو أمية وكل من كفر فهو من أهل هذه الشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن وهو لا يدرى وهم أولياء الشيطان الذي قال تعالى فيه { وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً- النساء119} ثم يقول تعالى عن أولياء الشيطان الخارجين عن ولاية الله ورسوله وآله بيته أصحاب نسب الشجرة الخبيثة

(وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً _ الإسراء60)

 

والتخويف من عصيان الله تعالى كما قالت رسل الله تعالى للأمم  (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم – ٍيونس 15) ويبين تعالى أنهم لا يخافون من الله تعالى والآخرة لقوله تعالى (كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ –المدثر53) وتخويف اليهود بالقرآن ومنافقي الأمة وتكذبهم بالتحذير الإلهي القائل (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ -آل عمران 38) والتخويف من النار وعصيان الله فكفروا وازدادوا طغياناً وكفراً وعن كلمة (فما يزيدهم إلا طغيانا(يقول تعالى (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً – المائدة64) أي أن لكفرهم بالقرآن فكأنهم كفروا بكل النبوات والرسالات من قبل ولذلك المسلم إذا نافق يتحول لجبار طاغية في الأرض عكس المسيحية التي قال تعالى فيها (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ – الحديد27 ) ولذلك المنافقين في الدرك الأسفل من النار أي من يتشدقون بأنهم على الملة الإسلامية وما تركوا كبيرة إلا اقترفوها ولا يخافون الله تعالى ولذلك يقول تعالى فيهم  ) وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً –الإسراء60)أي الطغيان الكبير و الزيادة في الكفر والظلم  هو الكفر بالقرآن ورسول الله صلى الله عليه وآله بعد أنهم هم واليهود كفروا بموسى وعيسى وازدادوا كفراً بمحمد برسول الله صلى الله عليه وآله وقتلوا آل بيته عليهم السلام شر قتله في التاريخ لم يشهدها من قبل قال تعالى هنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً – النساء 137). ثم يقول تعالى مبينا أن إمام الكفرة وجذر شجرة الكفر الخبيثة وهو إبليس اللعين مبيناً أنه أول من عصى الله تعالى في قوله تعالى

 

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً –الإسراء61)

 

وهنا قول إبليس(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً(أي أبي واستكبر وكان من الكافرين كما في قوله تعالى( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ – البقرة34)وإباءه ورفضه هنا لان آدم مخلوق من (طين) كما في قوله (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ – صّ 76) ومن هنا تبين لنا أن أصل هذه الشجرة الملعونة هو إبليس لعنه الله أول من نادى بالعنصرية والاستكبار والكفر ثم قال تعالي فيما قاله هذا المعلون

(قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إ لَّا قلِيلاً الإسراء62)

 

وهنا :

 

(قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إ لَّا قلِيلاً – الإسراء62)

(أرأيتك)

[ مصدرها رأي ويراد بها أأبصرت ويقصد بها للتنبيه كأنه قال أخبرني –    معجم ألفاظ القرآن ج/1 باب رأي والكاف للخطاب هنا ] وذلك كقوله تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ- الماعون 1) وأول مكذب بالدين هو إبليس لعنه الله تعالى ولذلك يقول تعالى في أتباع إبليس (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى– العلق 9-14) .

وأما قوله تعالى

(هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَي- الإسراء62)

 

وهذا الذي هنا أداة إشارة المقصود منها للتصغير والاحتقار والإنكار لقوله تعالى فيما قاله الكفار ( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً – الفرقان 41) .

 

وأما قوله تعالى ) هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَي –الإسراء62)

التكريم قال تعالي فيه )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر –الإسراء70) وهذا التكريم بأن حمله مسئولية الكتاب الكريم كما في قوله تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ – الواقعة77-78) وقال تعالى فيما قالته ملكة سبأ ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ– النمل29) وهذا الكتاب ينزل على الرسل المكرمين من أبناء آدم تحمله الملائكة المكرمين و لقوله تعالى (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ – يّـس 26-27) كما أن الملائكة مكرمين كما في قوله تعالى ( وهل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (  وقال تعالى في رسول الله صلى الله عليه وآله (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ –التكوير20)وهذا التكريم الخاص والمحدد لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله بالذات هو الذي علمه إبليس وازداد حنقه لبداية الخلق به كما في قوله تعالى(وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – يّـس22)وفطر معناها الذي بدأ الخلق أي أن فطرني بدأ بي الخلق- فخلق رسول الله وفطر الله تعالى به الخلق  ثم آدم ه عليه الصلاة والسلام ثم الأنبياء ورأي ذلك إبليس في اللوح المحفوظ وأمره تعالى بالسجود لآدم تنفيذا لأمر الله عز وجل الذي قال فيه أن أمر الرسالة والنبوة والإمامة أختاره الله عز وجل من خلق وجعله في شجرة الأنبياء من أبناء هابيل المظلوم وشيث وإدريس عليهم السلام وقال تعالى في هذه الإمامة أنه لا خيار لإبليس ولا للمخلوقين في هذا لقوله عز وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة – القصص68)ولذلك لم يخير الله إبليس في هذا الأمر بل أمره بالسجود ولا خيار له فيه . وهذا السجود هو الأمر الإلهي بطاعة الله والرسول وأولي الأمر من آل بيت النبوة لقوله تعالى بصيغة الأمر أيضاً  (وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ- النساء59)ثم يقول تعالى فيما قاله الملعون إبليس.

(لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً – الإسراء62)

 

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً –الإسراء61)