عمان- “رأي اليوم” :
في إطار النصوص الشرعيّة، وثوابت الدين الإسلامي، يرفض الدعاة والمشائخ، وأهل التديّن، المس بالحجاب، واعتباره من المُسلّمات، لكن على الضفّة المُقابلة، والباحثين على وجه التحديد المُتّهمين بدعوة المجتمع إلى التفسّخ والانحلال، يخضع الأمر للتشكيك، والتحليل، ومُراجعة النصوص الدينيّة القرآنيّة، والتي يرى هؤلاء أنها لم تذكر بصريح العبارة وجوب تغطية المرأة لشعرها، وأن ثمّة فارقٌ بين الحشمة، وتغطية الرأس، وإن كانت نساء الجاهليّة كُنّ يُبدين من فتنتهنّ أكثر من اللّازم التي أوجبت السّتر بعد مجيء الإسلام.
الفنانة المصريّة سماح أنور، أعادت إلى الواجهة هذا الجدل الديني بين الأفرقاء، حيث وجدت بأنه غير مفروض على النساء، وأنها غير مُقتنعة به، وهي تصريحات وضعت الفنانة مرمى الانتقادات، وتحديدًا في الشارع المصري، المُتحفّظ في غالبه دينيّاً.
وخلال حِوارها مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج “لحظات جريئة”، والمعروض على قناة “القاهرة والناس” المحليّة المصريّة، تساءلت أنور “أغطّي شعري ليه؟”، الأئمة أجمعوا على أنه فرض، لكن ربّنا والقرآن، قالوا إيه، ورأت سماح أن تفسير الحجاب جاء من البشر، وأنا على حد قولها بشر، أستطيع التفسير بطريقةٍ ثانية”.
وأضافت الفنانة الغائبة عن الأعمال الفنيّة مُنذ زمن قائلةً: ربّنا خلق لي شعري، فهل شعري هو المشكلة، أم عورتي هي المشكلة، وقالت “ما أنا بشوف محجبات كتير في الشارع لابسين “ستريتش” تقصد ملابس ضيّقة، وتساءلت هل هذا يُرضي ربّنا”.
وعقّبت الفنانة أنور بأنها ليست مُتخصّصة بالدين، ولن تفتي فيه، وأنها وصلتها المعلومة، والله وحده سوف يُحاسبها، وهي تختنق حينما تضع الحجاب، وتمنّت أن يتركوها لله حتى يُحاسبها إن أخطأت.
وهاجم عديد من النشطاء الفنانة، من ذات المبدأ التي تساءلت عنه حول شعرها وسبب تغطيته، وأكّدوا أن الله كذلك خلق لهم أجسادًا، فهل هذا يعني عدم تغطيتها، والسّير عُراة، فيما اتّهمها البعض بالتطاول على ثوابت الدين والتحريف بها، واعتبرها طيف ثالث شخص نكرة، لا يحتاج الخوض فيما قالته.
ودافعت ناشطات نسويات عن الفنانة، وأكّدوا أن الحجاب لا يمنع المتحرّشين، بل يزداد التحرّش في المجتمعات الأكثر تديّناً، وكبتاً، والكبت بحسبهنّ يُولّد الانفجار، ويزيد من جرائم التحرّش والاغتصاب.
وهُوجمت سماح أنور، من باب أنها غائبة عن الفن، وتبحث عن تصريحات ترغب بها العودة للظهور، بعد خُفوت نجمها، وابتعاد شركات الإنتاج عنها، لكن هذا لم يمنع نشطاء من الدفاع عن أنور، بالقول إن الحجاب، واللحى، لا تضمن للمُسلم دخول الجنّة، بل إن الدخول في ذمّة ونوايا الفنانة هو ما يُعتبر التطاول على وظيفة الخالق، وتفرّده في حساب البشر، وعلمه ببواطن الأمور.
وعرفت الفنانة سماح أنور بأفلام الحركة والأكشن، وكانت بعيدة كُل البُعد عن أفلام الإغراء، والفحش، والخلاعة، التي درجت في زمن بنات جيلها من الممثلات اللواتي حققن الشهرة بأفلام الرومانسيّة، ونجوم الصف الأوّل من الرجال.
ويرى مُعلّقون بكُل الأحوال، أنّ مفاهيم الحجاب والحشمة في المجتمع، أصبحت فضفاضةً، وتخضع لقواعد مُجتمعيّة، أكثر منها دينيّة، فدرج حجاب الموضة، وباتت تغطية الشعر هي أساس الحشمة، بغض النظر عمّا يجري ارتداؤه على جسد السيّدات، أو كما تقول الطّرفة الدّارجة على المنصّات، “من فوق ترضي الله، ومن تحت تُراضي عبد الله”، وهو أمر ربّما أسهم في ضياع ضوابطه، التيّارات الدينيّة، والتي لبّت مُتطلّبات المرحلة، فكثيرات من نجمات سابقات، اخترن ترك الحجاب على كَبَر، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول ضوابط الحجاب.