بقلم : خالد محيي الدين الحليبي
مركز القلم للأبحاث والدراسات
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلا والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله ومن والاه :
أما بعد :
بالاطلاع على أحاديث علامات الساعة وجدنا أن الملاحم والفتن مرتبطة بتغيير السلوك المجتمعي لبلاد المسلمين فكل فتنة تظهر في الغالب بعد ملحمة أو مذبحة ثم يحدث تغيير سلوكي مجتمعي عام يضرب عليه العامة حتى يتحولوا إلى ما يهواه حكام كل عصر فيقتلون من قتلوا ويسجنون من سجنوا حتى يستقيم لهم ما تهواه أنفسهم وفق ما يحقق مصلحة لهم ولقبائلهم وحكوماتهم المصلحة فيستقر المجتمع على اعوجاج بسيط يظن الناس معه أنه الحق ويخرج طائفة من علماء الضلالة يحلون للناس ما أحله لهم حكامهم ويقنعونهم بأنهم على حق وأنهم خير أمة أخرجت للناس حتى وصلنا لما نحن فيه الآن من مرحلة استئصال إلهي وتبديل قال تعالى فيه { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } فالعالم يعمل بالإسلام حتى يقول الإمام محمد عبده مفتي مصر بالقرن الماضي عندما زار فرنسا قال رأيت إسلاماً بلا مسلمين والآن نرى الكثير يعرف الإسلام في الغرب وما ازدادت أمتنا العربية إلا انحرافاً وفجوراً وإجراماً بين الناس ومع الله تبارك وتعالى ولقد حدثتنا السنة النبوية المطهرة أن النبي صلى الله عليه وآله حدث بكل عصر وفتنته والقائم عليها .
[ عَنْ أَبي زَيْدٍ عمْرُو بنِ أخْطَبَ الأنْصَارِيِّ قَال: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّه ﷺ الْفَجْر، وَصعِدَ المِنْبَرَ، فَخَطَبنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَل فَصَلَّى. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَر حَتَّى حَضَرتِ العصْرُ، ثُمَّ نَزَل فَصَلَّى، ثُمَّ صعِد المنْبر حتى غَرَبتِ الشَّمْسُ، فَأخْبرنا مَا كان ومَا هُوَ كِائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أحْفَظُنَا. رواهُ مُسْلِمٌ ] .
وهكذا يظل الحال وتنفك عروة عروة في كل عصر بما يهواه حكام كل عصر ويشرعنه علماء الضلالة حتى ولو كان قاضي القضاة لوطي كما حدث في عصر الدولة العباسية وتولي القضاء “يحى بن أكثم” الذي افسد الشباب ومع ذلك كان مرجع للدولة وقاضي القضاة فيها وهكذا يقوم هؤلاء بإغواء الناس وتزيين ماهم فيه حتى يوهموا الناس بأن اعوجاجهم هو الاستقامة كما ظن ذلك الظن قوم لوط لعنهم الله تعالى و وقال فيما ظنوه من استقامة نحلتهم وفساد المتطهرين من آل لوط عليهم السلام فقالوا : { أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } .
وبالتالي يصبح الانهيار المجتمعي والأخلاقي في كل عصر ومصر هو الدين الحق و الرسمي للبلاد نبي عليهم السلام والخارج عليهم مجرم مستحق العقاب حتى أصبحنا أسفل الأمم أخلاقيا ودينيا وعلميا وخرجنا من ذلك المعترك بلا دين ولا دنيا .
وبلا استحياء ندعي أننا خير أمة أخرجت للناس دون تحقيق شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فتجد على الرغم من وقوع هذه الأمة في الكذب المتفشي بينهم والنفاق والتماس المعاذير للظلمة والقتلة ومجرمي التاريخ والوقوع في كل الكبائر دون استثناء ومنها جرائم أهلك الله تعالى بها أمم كبخس الميزان والغش مثلا وهى جريمة قد لا يعبأ بها الكثير من عموم الناس على الرغم من أن الله تعالى أهلك بها قوم شعيب عليه السلام .
فما بالنا بجرائم قتل ومحاولات متكررة في كل عصر من الاستئصال أهل بيت النبي (عليهم السلام) وذريتهم من الدنيا منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله حتى الآن فهل بقى من دين الله شيئ بعدما سمعوا ووعوا بأن فلان أو فلان من أهل بيت رسول الله فيقتلوه بلا حرمة لدين أو أخلاق كما قال تعالى { لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة – التوبة 10 } فهل بقى من الإسلام من شيئ .
وهنا ينزل البلاء والانتقام الإلهي على هذه الأمة في سبع طبقات ينهار فيها دين الإسلام أو سبع مراحل أو على سبع دول تدريجياً تنفصم في كل دولة مجموعة من عرى الإسلام بينها صلى الله عليه وآله لهم من صلاة الفجر حتى العشاء كما بينا في الحديث من قبل وهذه العرى في كل حقبة تاريخية قال فيها صلى الله عليه وآله : [ لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ. – الجامع الصغير للسيوطي – عن أبي أمامة – حديث رقم 7214] .
والآن وصلت أمتنا للمنتهى ومرحلة مابعد انفكاك كل عرى الإسلام ودرك أسفل من الجهل بأبسط تعاليم دين الإسلام ولجهل باسم الصمدية ماذا تعني أو أسم جد النبي الأول وامتلئت المساجد بالجهال ممن لا يقرا ولا يفهم ولا يعرف من دينه إلا ما يقوله له الشيخ من هنا تقدمت هذه المهنة وسيطرت عليها حكومات العالم لإضلال الضالين الجهلاء بدينهم أصلاً تدريجياً جيلا بعد جيل كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فماذا بعد أن انقضت عرى الإسلام كلها غير مرحلة الإبادة الجماعية والإستبدال الإلهي والإحلال لشعوب محل أخرى كحال كل الأمم الغابرة من قبل
فماذا بعد آخر عروة وهى الصلاة المحترمة على ذلك وفريق آخر أقلع وخرج عن كل الدين متهماً الآخرين بالتشدد وكلاهما على باطل ووسط هذا وذاك خرج الناس على هذا الجدال وهذا الصداع فانطفأت جذوة الدين في القلوب ورفعت الأخلاق والصدق والأمانة من بين الناس وتعاملوا بالغش والكذب والخداع وهرولوا نحو الفجور والشهوات وحق عليهم جميعا العقاب
بعد ترك عرى الإسلام عروة بعد عروة في كل عصر وآخرها الصلاة ثم مرحلة من العمى والجهل المطبق بأدنى تعاليم للإسلام الحقيقي والموضوع على السواء وانفلاق الأمة لفريقين فريق مستمسك بما كان عليه السلف الصالح وفي زمانهم قد رفعت عروة من عرى الإسلام لم ينتبه لها هؤلاء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فقتلوا النفس المحترمة ظناً منهم أنهم على صواب وهم قد عملوا بدين قد رفعت منه عروة من عراه في زمن من الأزمنة لم ينتبهوا لها بحسن نية وعدم الغوص في البحث والتدقيق مع الثقة المبالغ فيها بكل علماء السلف . ومن يكذبنا فهو مكذب بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله عن نقض عرى الإسلام في كل عصر .
خاصة بعد تبني ساستها نظرية تجهيل الناس ليسهل قيادتهم في كل زمن حتى يقول الخليفة المأمون ” المرجئة دين الملوك ” فتم تفريغ العقول بعد أن تم تفريغ الدين من محتواه ببرامج جدلية أو تدين يقوم على الطعن في الآخرين أو استبدال القرآن بالدعاء أو استبدال المغاني والمعازف والدفوف بدلاً من الدعاء فارتفعت البركة تدريجياً وتسلط عليهم حكامهم وعدواً من غيرهم ليأخذ مافي أيديهم كما في الحديث
[عنِ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: ” أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.
وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ
رواه ابن ماجه رقم (4019) ] .
وفي هذا الخضم الهائل من الجهل يدرس الغرب وكل العالم دين الإسلام ويحللون فيه بتجرد حتى أصبحوا يدخلون في دين الإسلام خفية بسبب القرآن الكريم و نعمة العمل بسنة رسول الله صلى ال عليه وآله في التطهر والوضوء والصلاة و الصدق والأمانة المتفشية في العالم باستثناء أمتنا الغارقة في الكذب والشهوات والخروج على طاعة الله تعالى فلم يعملوا لآخرة ولم يتقدموا في دنيا بعد أن أخذتهم نشوة الغرور والكبر و الجهل ثم يدعون مع كل ذلك أنهم خير أمة أخرجت للناس دون تحقيق شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بكتاب الله عزو جل كما قلنا من قبل وتنزل نقمة الله تعالى على هذا الجيل لظهور الفساد فيه والذي قال تعالى فيه { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا – الروم 41 }
فبعد أن أدرك العدو قيمة دين الإسلام وتعاليمه فأصبحوا يدخلون في دين الإسلام والمسلمين والعرب يخرجون منه بمكائد من حكامهم في كل عصر وفي هذا البحث النادر والقيم قمنا
أولاً : ببيان فتنة حكام كل عصر
ثانياً : جرائمهم في حق دينهم و أهل بيت نبيهم والصالحين من هذه الأمة والعروة التي تركوها والمخالفة التي أحدثوها في الدين .
ثالثاً : ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله في زمانهم وصفة التغيير المجتمعي الذي سيحدثه هؤلاء مبيناً أن هذا السلوك من علامات الساعة وهلاك القوم .
ولقد بينا أن النبي صلى الله عليه وآله اطلق على علماء وحكام كل عصر أسماء مختلفة تعرف من خلالها ماذا كان يقصد صلى الله عليه وآله من الصفة التي وصفهم بها .
فقد كان يطلق على علماء الدين في عصره صلى الله عليه وآله قراء ثم علماء ثم في عصور لاحقة وصفهم بأنهم علماء في عصر السلاطين ثم علماء ضلالة في عصور لاحقة و كذلك الحكام يتدرج وصفهم بين خلفاء و أمراء وولاه و سلاطين ثم حكام ثم الحكام الطواغيت الذين يحكمون بالجبرية ويسوقون الناس بالسوط وأذناب البقر كما في الحديث .
فإذا وجدت أحد هذه الألفاظ فلتعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله يتحدث عن حقبة زمنية محددة بعينها بفتنتها وملحمتها وصفة علمائهم وحكامهم وأوصاف مجتمعهم ثم يحذر مما هم مقبلون عليه من انتقام ألهي يحل بالجميع .
وكذلك يطلق لفظ المهدي بصفات مجتمعه الذي سيظهر فيه وحكامه وعلمائه بين مهديين اثنين لهذه الأمة اختلط الأمر على كثير من هذه الأمة أحدهما بالعصر الفاطمي المظلوم والذي لم يرد فيه حديث أو آية تبين لنا جرائمهم تفصيليا وفتنتهم
والآخر مهدي آخر الزمان مع نبي الله عيسى بين خلافتين أحدهما فاطمية مستودعة كوديعة تؤخذ منهم وتنزع نزعاً بالقتل والإبادة تكون عظة لأهل بيت النبي عليهم السلام آخر الزمان إذا حل زمان خلافتهم في زمن عيسى ابن مريم عليه السلام .
وهنا يكون قد حل زمان خلافة أهل بيت النبي المستقرة وعودة نبي الله عيسى عليه السلام وهى خلافة مستقرة لن تنزع منهم إلا بخروج يأجوج ومأجوج ونهاية العالم .
وإذا درس أهل بيت النبي فترة الخلافة الفاطمية المهدية المستودعة كانوا على علم بما سيفعله أعدائهم بهم من هذه الأمة التي تعلن إسلامها زورا ً وهى تستحل دماء أهل بيت نبيها وتستبيح هدم مساجدهم على أنها معابد وأثان تعبد من دون الله تعالى فيكونوا على علم إذا حل زمان خلافة أهل بيت النبي المستقرة ماذا فعل سلف هؤلاء كما فعلوا مع أبيهم الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والإمامين الحسنين و كيف أبادوا أهل بيت النبي من الفاطميين لولايتهم أهل بيت النبي حرقا وتقتيلا وتشريداً بعد أن أعلن هؤلاء المنافقون حبهم للنبي وأهل بيته زوراً وبالكلام فقط فكان السلف يسقطون الحديث إذا كان فيه شيعياً لأهل البيت فيحكمون بضعفه وحديثاً على الرغم من أنهم يعلنون حب الرسول وأهل بيته عليهم السلام يمنعون أي عمل إعلامي عنهم بل وللمزيد من التضليل عملوا مسلسلات عن علماء مجاهيل في التاريخ على أن هذا هو دين الإسلام وتأبى قلوبهم نشر أي معلومة عن الإمام علي أو الإمام الحسين والحسين او السيدة فاطمة او السيدة زينب أو الامام زين العابدين عليهم السلام وهنا يكونون قد أتموا مرحلة كبيرة وتطاول عليهم العمر حتى أصبحوا وفقاً لمدرسة الرأي على دين آخر ليس سماوياً للجوئهم إلى مدرسة الرأي والزعم بأنهم سلف صالح وهم سلف حقيقة ولكن الحق لا يمكن الجزم بصلاحهم أو فسادهم بعد قوله تعالى { ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى – النجم }
وهنا نكون قد وضحنا وفصلنا أكبر لغز على أمة المسلمين الذي يتحدث عن علامات الساعة وهذه مقدمة لكتابنا الجامع في علامات الساعة .والذي قسمنا فصوله على ثلاثة محاور :
المحور الأول : فتنة العصر والتصفية الجسدية لأهل بيت النبي وعلماء الامة في كل زمن .
المحور الثاني : الانهيار القيمي والاخلاقي والتنازل التدريجي عن ثوابت الدين الإسلامي في كل عصر .
المحور الثالث : الملاحم مع الأمم الخارجية للقضاء على شر هؤلاء الفاتحين الذين يستخدمون الإسلام نحو تحقيق أهداف أمبراطورية توسعية ولكن بدهاء واستخدام الدين وإلا لو كانوا صادقين فلماذا قتلوا أهل بيت النبي(عليهم السلام) واستبعدوهم من كل مناصب الدولة حتى الآن .
وهنا انهارت الأخلاق المجتمعية وظهرت علامات الساعة تدريجيا في كل عصر على سبع طبقات بينها الإمام علي عليه السلام في خطبة البيان :
[ يقول أمير المؤمنين في حديث خطبة البيان: [……..انتم سبع طبقاتالطبقة الأولى (*) : أهل تنكيل وقسوة إلى السبعين من الهجرة وفيها مزيداً التقوى الى سبعين سنة الهجرة -70 هـ .
و الطبقة الثانية: أهل تبار وتعاطف إلى المائتين من الهجرة.230هـ
و الطبقة الثالثة : أهل تزاور وتقاطع إلى الخمس مائه وخمسون سنة من الهجرة. 530هـ
و الطبقة الرابعة: أهل تكالب وتحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة700هـ.
والطبقة الخامس: أهل تشامخ وبهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة. 820هـ
الطبقة السادسة: أهل الفروج والسرج وتكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق والخيانة إلى التسعمائة وأربعين .
سنة: 920هـ
والطبقة السابعة: فيهم أهل خيل وعدد وحرب ومكر وخدع وفسوق وتدابر وتقاطع وتباغض والملاهي العظام والمغاني الحرام والأمور والمشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفيها يظهر الملعون من واد الميشوم وفيها انكشاف الستر والبروج إلى إن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله عليه. بشارة الإسلام مؤسسة أهل البيت –قم إيران ج1/ص74- 78].
وهنا في الطبقة السابعة يبين بالقطع صفات أهل زماننا وهم فعلاً كما قال عليه السلام أنهم أهل مكر وخداع وفسوق وتدابر وتقاطع وتباغض والملاهي العظام والمغاني الحرام والأمور والمشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفي ذلك الزمان انكشاف الستر والفروج وإذا دققنا النظر في التوقيت وتطور الأحداث ستجد رقمين مقدسين تدور حولهما الأحداث وهما العشرين والثلاثين كالآتي،70&230&530& 700& 820& 920 وقد يكون ذلك لأن دولة رسول الله صلى الله عليه وآله أقيمت واكتملت فيما بين العشرين إلى الثلاثين ويقال أنها تمت في ثلاث وعشرون عاماً ولذلك مدار تغيير الأحداث يكون فيما بين العشرين والثلاثين من التاريخ الهجري وتتغير سلوكيات الأمة الإسلامية مابين هذه التواريخ ثم سكت عن زماننا هذا ولم يحدد إلا صفاته وحيث أننا الآن فيما بين ال1420& 1430للهجرة فلابد من خروج القائم بالأمر المحمدي إن شاء الله يما بين هذين التوقيتين ولن يأت تغيير إلا بعد مائة عام و هذا لن يكون إلا ضرباً من المستحيل والخيال لسرعة الأحداث الرهيبة بالعالم الإسلامي المتعرض الآن للإبادة الجماعية والتجهيل بالدين والتضليل حتى أصبح الأولاد لا يعرفون الصمدية بل ولا شيئاً عن أمور دينهم .
وهذه الطبقات السبعة التي حددها الإمام علي كالآتي :
أولا : فترة استضعاف أهل بيت النبي (عليهم السلام)
طبقة فتنة السيدة فاطمة وأهل بيت النبي المستضعفين من بعده وإحراق دار السيدة فاطمة وقتل الإمام علي والحسنين عليهم السلام : (التحول الديموجرافي المجتمعي للسلوك العام بالدم )
ثانياً : الطبقة الثانية مرحلة قتل أهل البيت عليهم السلام فتنة الأمويين وإجبار الناس على ولايتهم وقتل العلماء والملاحم في هذا الزمن . و (التحول الديموجرافي المجتمعي للسلوك العام بالدم) – الكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ثالثاً : فتنة العباسيين ومرحلة التأسيس العلمي لعداوة أهل البيت واستبعادهم ومساواتهم بغيرهم على أنه مذهب ودين الحق وإجبار الناس على ولايتهم والتوسع في استباحة دماء أهل البيت عليهم السلام . و (التحول الديموجرافي المجتمعي للسلوك العام بالدم)
رابعاً : فتنة الحرب مع الدولة الفاطمية ووضع الحديث في ذمهم وإسقاط قدسية أهل بيت النبي وذريتهم والملاحم في ذلك الوقت . و (التحول الديموجرافي المجتمعي للسلوك العام بالدم )
خامساً : الأيوبيون وفتنة القضاء على دولة خلافة أهل بيت النبي المستودعة والملاحم مع الروم والبيزنطيين وإجبار الناس على ذلك وصفات المجتمع وتحوله الديموجرافي بالدم (التحول الديموجرافي المجتمعي للسلوك العام بالدم) وتأسيس العداء الفقهي لأهل بيت النبي (عليهم السلام) في (عصر بن تيمية) وهو عصر المماليك ثم العثمانيين وتبني خط الفقه الحنفي لقوله بإمامة غير القرشي والصبي و الإمام الغير عادل .
سادساً : الدولة المماليك وانحرافاتهم وانتشار الفساد في أواخر دولتهم و الخلافة العثمانية وسبب تبنيهم المذهب الحنفي الذي لا يشترط العدالة ولا النسب ولا التقوى في الإمامة العظمى فيجوزونها للفاسق .
سابعاً : فتنة محمد علي باشا والوهابية وتعاونهم مع بريطانيا لإسقاط الخلافة العثمانية و دها ء محمد علي في تفتيت المؤسسة الدينية الأزهرية بين المفتي وشيخ الأزهر والأوقاف ثم عصف الدولة بهم جميعاً وأخيراً تجتمع فتن الوهابية وميراث محمد علي في مصر لينطلق مارد كبير نحو هدم البقية المتبقية من دين الإسلام والذي تم رفعه نهائياً الآن فإذا سألت الشباب ما هى الصمدية في لإحصائية لم يعرفوا ماهى بل لم يعرفوا اسم جد النبي صلى الله عليه وآله وهنا يكون قد حل زمن زوال هذه الأمة لذلك لا عجب ما تراه بعينك من إبادة للعرب من مشرقها إلى مغربها دولة بعد أخرى وهذا هو زمان زوال ملكهم فإما أن يتوبوا إلى الله أو يستبدل الله تعالى قوماً غيرهم فيحملون مصابيح الدعوة إلى إكرام واحترام أهل بيت النبي وتأكدهم من أن نصرهم على العالم بما فيهم يأجوج ومأجوج لن يكون إلا بولاية هؤلاء فيبدأ الوهابية مرحلة من الجفاء الصهيوني والشقاق معهم لتأكدهم من أنهم سبب كل أزمات العالم ونزول الإنتقام والبلاءالإلهي على كل أرجاء المعمورة .
قال تعالى { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ – الشعراء 205-206 } وهذه السنين مرحلة مابين نزول العذاب الأول و الثاني عليهم والوارد ذكره في قوله تعالى : { سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم – التوبة } ولذلك بينا هنا أسباب نزول العذاب وأشكاله وملاحمه وفتنته في كل عصر حتى وصلنا للنهاية الحتمية فإما التوبة وإما الزوال .
هذا وبالله التوفيق ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خالد محيي الدين الحليبي
مخطوط تحت الطبع