Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ضرب فتاة ووالدتها بالشارع العام في الأردن وأمام “المُتفرّجين” يقرع الجرس مُجدّدًا حول ملف سلبيّة المجتمع.. الأمن يعتقل المُعتدي ويبحث عن مُرافقيه ومُشاجرة في أحد أهم شوارع العاصمة عمّان بسبب “اصطِفاف سيّارة” وتبادل صفعات

عمان- خاص بـ”رأي اليوم”:

أثار حادث اعتداء في أحد أهم شوارع العاصمة الأردنية عمان على سيدة وابنتها جدلا واسع النطاق ليس فقط على مستوى منصات التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية ولكن أيضا على المستوى التحليلي الاجتماعي وعلى مستوى خبراء السلوك العام وفي المنسوب الأمني ايضا.

وأعلنت مديرية الأمن العام بعد ظهر السبت بأنها داهمت مقر شخص اعتدى هو و شابين آخرين على فتاة ووالدتها في الشارع العام.

وقالت صحيفة “عمون” المحلية الإلكترونية إن عشرات المواطنين كانوا يتجمعون حول هذا  الاعتداء ولم يتدخل أي منهم وهو مظهر اجتماعي يعيد تدوين نفسه خصوصا بعد بروز سلبية الإبلاغ عن الاعتداءات في عدّة مناسبات.

وحسب بيان الأمن العام فقد تمكنت قوة أمنية من مداهمة مقر المعتدي الرئيسي في الحادث الذي جرى في الجاردنز وأثار جدلا واسع النطاق على مستوى الرأي العام وأعلن الناطق باسم مديرية الأمن العام بأن البحث جار أيضا عن شخصين رافقا المعتدي الأساسي وسيتم إلقاء القبض عليهما.

وتعهد بيان باسم مديرية الأمن العام بالقبص على كل من يعتدي على المواطنين وعلى الملكيات العامة والخاصة مهما طال الوقت وتقديم كل المعتدين إلى القضاء.

  ويبدو أن الحادث الجديد يعيد إنتاج ما سبق أن تردد عن ظاهرة البلطجية في الشوارع العامة وإن كانت ظروف الحادث الذي أثار انتباه أهالي العاصمة عمان لم يكشف النقاب عنها بصورة تفصيلية حيث مصادر مطلعة تحدثت عن مشاجرة حصلت بسبب الخلاف على اصطفاف سيارة ومشكلة نتجت عن قرار السيدة الأم صفع الشاب عندما حاول مُخاطبتها.

 ويبدو أيضا أن عشرات المواطنين الذين تواجدوا في الشارع العام وفي وضح النهار أثناء الاعتداء على فتاة ووالدتها بطريقة خشنة جدا حسب فيديو لابنة المعتدى  وفي الشارع العام اعتقدوا بأن المسألة لها علاقة بخلاف عائلي، الأمر الذي يثير مجددا تساؤلات خبراء علم الاجتماع والسلوك العام حول سلبية ردود فعل المواطنين في الشارع وجرأة البلطجية في الشارع على الاعتداءات بالرغم من اعتقال أكثر من 600 شخصا منهم في حملة اعتقالات أمنية ووطنية مثيرة للجدل بدأت تقريبا منذ نحو شهرين.

 وكانت الفتاة ووالدتها تمشيان في الشارع العام قبل اعتداء أحد الأشخاص عليهما ومساعدته من قبل شخصين آخرين حيث تعرضتا للضرب ورغم استغاثتهما بالمواطنين إلا أن مواطنا واحدا فقط وقريب له تدخلا في مسألة الاشتباك وتعرّضا أيضا للضرب وتصرفت الأجهزة الامنية لاحقا على أساس مواجهة هذا الاعتداء والقبض على الفاعلين وإحالتهم إلى المحكمة.

 ويتكرر السلوك العنيف في الشوارع الأردنية على نحو أو اخر أو بين الحين والآخر والحادث الأخير وقع في شارع الجاردنز التجاري الشهير وسط غرب العاصمة الأردنية عمان لكن الاجراءات الأمنية فعالة ونشطة ومبادرة بالمقابل.

 واعتبر عالم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن هناك عدة أسباب دعت المواطنين إلى الوقوف كمتفرجين دون تدخل في حادث الفتاة وابنتها خلافا للمألوف والمعروف في تقاليد المجتمع الأردني وأهم هذه الأسباب صدمة الموقف والخوف من المعتدين مع الإشارة إلى أن سلوك الاعتداء مع الإناث تحديدا في الطريق العام وأمام المارة حسب الدكتور الخزاعي وكما نقلت صحيفة “عمون” هو أمر غريب على المجتمع الاردني وقد يكون يحدث لأول مرة وضع الموجودين في الشارع تحت تأثير صدمة الموقف ودفعهم لعدم التدخل ولو من باب الاستفسار عن هذا الحادث قبل الإبلاغ عنه وتدخّل الشرطة.

  وكان الحادث قد علم به الجميع وأثار ضجة بعد تصويره بهاتف ذكي محمول من أحد المارة ويبدو أن الخوف من ردة فعل الجناة في حال التدخل بالشجار هو السبب حسب الدكتور الخزاعي بهذه السلبية في الشارع العام.

 وكان مدير الأمن العام اللواء حسين الحواتمة قد أعلن قبل عدة أيام عبر شاشة فضائية المملكة المحلية بأن حملة الاعتقالات والمداهمات الخاصة بأرباب السوابق والزعران والبلطجية وأرباب الأتاوات أو من يطالبون بالأتاوات مستمرة داعيا المواطنين إلى التبليغ عن أي حادث يتم فيه الاعتداء على حقوقهم وملكياتهم وعليهم شخصيا مصرا على أن هناك رقم هاتف خاص على الواتس آب لهذه الاعتداءات والإبلاغات سيتم التعامل معها بسرية مطلقة.

 وكان موضوع الاعتداءات العامة على حقوق المواطنين قد أصبح في المستوى الوطني من الدلائل على الحاجة إلى هيكلية أمنية جديدة تعزز حماية المواطن وهيبة القانون على المستوى الوطني العام وهو سبق ما أكده وزير الداخلية سمير المبيضين في تعميم خاص بالحكام الإداريين أصر فيه على عدم الإفراج عن أي معتد أو أي من أرباب السوابق دون قراره الخطي الشخصي.