مدينة منف هي أول عاصمة لمصر في عصر الدولة الفرعونية، ومدينة منف حاليًا هي “ميت رهينة” التي تم تسجيلها في اليونسكو، ضمن قائمة “مواقع التراث العالمي”، وذلك بسبب ما كانت تمتلكه العاصمة “منف” من معابد ذات شأن وشهرة كبيرة في عصور مصر القديمة، ونقدم لكم في هذا الموضوع، أهم المناطق والمزارات السياحية التي يمكن أن تزورها في “منف” أي ميت رهينة حاليًا، ويصل مسار تلك المناطق الأثرية إلى مسافة 1.3 كيلو متر، وتضم 8 مناطق ومواقع أثرية.
أهم المناطق الأثرية في منف..
معبد حتحور
معبد حتحور
لا يظهر من معبد حتحور سوى تيجان الأعمدة الخارجية للمعبد فقط والتي تم نحتها على شكل وجه المعبودة “حتحور” صاحبة أذني البقرة، ولا يزال باقي المعبد موجود تحت الأرض.
المتحف المفتوح
آثار ميت رهينةآثار ميت رهينة
يوجد بالمتحف المفتوح عدد كبير من أهم القطع الأثرية التي كانت موجودة بمنف قديمًا، وأهمها تمثال رمسيس الثاني والذي يعتبر ثاني أكبر تمثال بعد تمثال أبو الهول.
مقصورة سيتي الأول
مقصورة سيتي الأول
من أجمل الأمور حول تلك المقصورة هو احتواء واجهتها الخارجية على عدد من النقوش المنفذة بإتقان شديد لبعض المعبودات في مصر القديمة، مثل المعبود ماعت وبتاح وسمخت.
مقصورة رمسيس الثاني
كان بداخل هذه المقصورة تمثال من الجرانيت الأحمر لكل من الملك رمسيس الثاني والمعبود بتاح وسخمت، وهذا التمثال معروف باسم “ثالوث منف”، وهذه التمثال معروض الآن بالمتحف المفتوح.
بيت أبيس
بيت أبيس
في هذا البيت كان يتم عمل طقوس التحنيط الخاصة بالعجل المقدس “أبيس”، حيث يوجد بداخل البيت موائد حجرية مخصصة للتحنيط، ومازالت في مكانها الأصلي حتى الآن.
مقابر كبار الكهنة
تضم هذه المقابر عائلة مشهورة ومميزة من الكهنة في مصر القديمة، والتي تقع في مكان قريب من معبد بتاح الكبير، حيث المكان الذي كانوا يعملون فيه، وهذه المقابر تعتبر فريدة من نوعها وذلك لتصميمها ذات الطابقين وأسقف جمالية، وهناك مقبرتان فقط يمكن للجمهور زيارتها.
معبد رمسيس الثاني
معبد رمسيس الثاني
تم بناء هذا المعبد لعبادة الإله بتاح، والمعبد في حالة جيدة تمامًا كما تم اكتشافه على يد مجموعة من العلماء منذ ما يتجاوز الستين عام.
البوابة الغربية لمعبد بتاح
لم تبقى من معبد بتاح الضخم الذي كانت مساحته تقدر بأربعة أضعاف مساحة “الهرم الأكبر” في الجيزة، سوى البوابة الغربية للمعبد فقط.
مصر فابف
اعرف تاريخ بلدك منف / ممفيس … البدرشين حالياً /ميت رهينة
تعتبر منف مدينة المدائن فى مصر القديمة وأول عاصمة لمصر الموحدة شيدت فى عصر الملك نعرمر مؤسس الأسرة الأولى
ذكر هيرودت المؤرخ اليونانى أن منف كانت عاصمة مصر الأولى كما جاء فى روايته أن الملك نعرمر/مينا هو الذى أسسها ولا يوجد بين المستندات التاريخية ما ينفى ذلك وأقام العاصمة الجديدة منف فى موقع بين الشمال والجنوب بعد أن وحد القطرين
وتقع منف على الضفة الغربية للنيل فى نقطة اتصال بين مصر العليا والسفلى على بعد 24 كلم من الجنوب لمركز القاهرة الجديدة محتلة موقع أستراتيجى بين وادى النيل والدلتا عند نقطة التقاء طرق التجارة الهامة وكانت تعرف بممفيس أى بميزان الأرضين
ويذكر هيرودت أن السبب الذى دعا الملك الى وضع العاصمة الجديدة على الضفة الغربية للنيل هو أنه حرص على أن يجعل من النيل حاجز بينه وبين القبائل المشاغبة الهاربة شرق الدلتا
وترجع هذه التسمية الى الكلمة الهيروغليفية (من نفر) ومعناها الميناء الجميل كما أن هرم ببى الأول كان يسمى (من- نفر- ببى) وقد أطلقوه على أسم المدينة الهرمية. ومن ثم أصبح اسما لأحد أحياء العاصمة القديمة التى كانت تسمى قبل ذلك العهد (انب حدج) أى الجدار الأبيض نسبة الى السور الأبيض الذى بناه الملك مينا مؤسس الدولة القديمة وليس ببعيد أن تتحول (من نفر) الى منف ومنها جاء التسمية التى فى اللغة اليونانية (ممفيس)
اهتم ملوك الأسرة الأولى والثانية بالمظهر العام اللائق بها كعاصمة للبلاد حتى وأن كان ذلك يظهر بمظهر الملوك الذين يميلون الى الوجه البحرى بالرغم من إنهم من احدى مقاطعات الوجه القبلى حتى أنهم بنوا مقابرهم فى سقارة وفى أبيدوس فى الجنوب.
وكانت مدينة ممفيس التى اختفت الآن تماما تقريبا المركز الادارى والدينى وكانت المقر الملكى وعاصمة لمصر خلال الفترة من عصر الأسرات المبكر وعصر الدولة القديمة والملوك فى وقت لاحق وكانت المعابد فى المدينة من بين أهم ما فى الأرض والمصادر التى تتيح معلوماتنا عن تاريخ هذه المدينة العظيمة يرجع الى النقوش والكتابات التى وصلتنا عبر التاريخ فى أوراق البردى ونقوش المعابد وتميزها من الاثار يضاف الى ذلك ما كتبه المؤرخ اليونانى هيردوت والمؤرخ سترابون و ديودورس ومن دراسة هذه المراجع يمكن أن نعرف هذه المدينة التى استمرت عاصمة منذ الأسرة الأولى وحتى الثامنة. ومنها خرجت احدى نظريات خلق الكون (نظرية بتاح) وفيها عبد الثالوث الشهير ( بتاح- سخمت- نفرتوم ).
وكانت منف مركزا للحضارة والتجارة وجاء فى الوثائق أن معابد تسعة عشر الها أقيمت فى المدينة ولعل أقدمها كان ذلك المعبد الذى أقيم للعجل أبيس ولكنه توارى أمام معابد الاله بتاح العظيمة التى شغلت مساحة كبيرة وظلت هذه المدينة تتمتع بالرخاء وكثر السكان حتى العصر المسيحى
كما انعكس حجم وأهمية ممفيس التى على امتداد أكثر من 30كم في ان تغطيها المقابر على حافة الصحراء فى الضفة الغربية لنهر النيل والتى تشكل جبانة منف
حيث ترتبط بأسمها أشهر وأكبر جبانات مصر وهى جبانة منف والتى إليها سعى ملوك مصر ليتركوا فيها أثرا تخليدا لذكراهم وهى الجبانة التى نشأت عندما كانت منف عاصمة البلاد أى فى الأسرات من الأولى وحتى الثامنة وتمتد هذه الجبانة من أبو رواش شمالا وحتى ميدوم جنوبا وتشمل من الشمال الى الجنوب:(أبورواش ، الجيزة ، زاوية العريان ، أبوصير ، سقارة ، دهشور ، ميدوم) ، كما تضم العدد الأكبر من الأهرامات التى شيدت على أرض مصر
وحتى بعد أن نحيت عن مكانتها القديمة كعاصمة وتلتها أولا (ايثت تاوى) وتعني “القابضة على الأرضين” (وجهي مصر البحري والقبلي) بالقرب من (اللشت) احدى قرى مركز العياط بالجيزة فى عصر الدولة الوسطى ومن بعدها طيبة فى عصر الدولة الحديثة فقد ظلت من أهم مدن مصر القديمة ومن أكثرها ازدحاما بالسكان ولم تتدهور مكانتها كأعظم مدينة فى مصر بعد العاصمة إلا بعد تأسيس الأسكندرية ورغم أن المدينة ظلت طوال التاريخ المصرى القديم تتبوأ مكانة مرموقة إلا أنها دخلت فى بعض الفترات فى دائرة النسيان وأصابها الزحف العمرانى والزراعى ولعل بعض ضربات الاحتلال الاجنبى لمصر القديمة قد أصابت منف إصابات مباشرة فإحتلال الملك بعنخى أحد ملوك مملكة نباتا وسيطرة الاشوريين على المدينة على يد أسرحدون ثم أشوربانيبال أدت الى تدمير ونهب المدينة. ثم كانت الضربة القاضية على يد الملك الفارسى قمبيز الذى خرب المدينة وقتل كهنة الاله بتاح. ورغم أن المدينة أستردت أنفاسها فى العصر البطلمى وفى أوائل العصر الرومانى وفى العصور التالية أصبحت المدينة بمثابة محجر تنقل أحجار منشآتها لتشيد بها منشآت آخرى لأغراض آخرى